ما زال القلق يسيطر علي الكثيرين بسبب الحمي القلاعية التي أصبحت حديث الساعة في كل بيت مصري، لانتشارها بسرعة بين الحيوانات مما أذهل الجميع.. وأدي ذلك بالطبع الي إحجام معظم ربات البيوت عن شراء اللحوم ومنتجات الألبان خشية انتقال المرض إلى أسرهن. فإلى متي يستمر هذا الخوف؟ وهل يمكن أن تنتقل الحمي إلى الإنسان عند تناوله للحوم أو منتجات الألبان؟ يجيب علي هذه التساؤلات د. عصام إبراهيم أستاذ علم الأمراض بمعهد بحوث صحة الحيوان ويقول: بداية يجب أن نعرف أن الحمي القلاعية هي مرض فيروسي حاد يصيب الحيوانات مشقوقة الضلف مثل البقر والجاموس والأغنام والماعز والخنازير. وما يميز هذا الفيروس أنه ضعيف يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، أي أن الفيروس يموت عند درجة60 مئوية، واللحوم نفسها لا تحمل الفيروس لأنه عند ذبح الحيوان يتكون حامض اللاكتيك وهذا الحامض تزيد نسبته في عضلات الحيوان عند الذبح مما يزيد من درجة حموضة اللحم، ومن طبيعة هذا الفيروس أنه يموت عند درجة حموضة أقل من6 درجات وبالتالي فإن الفيروس إذا وجد في اللحم فسوف يموت عند الذبح بسبب نزف الحيوان للدم الذي يحمل الفيروس، وأثناء إعداد اللحم ننصح ربة البيت بغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون، حيث إن الصودا الكاوية الموجودة بالصابون تقضي نهائيا علي الفيروس، ولمزيد من الطمأنه لم يذكر ان المرض انتقل للانسان رغم انه من الامراض المشتركة ولكن يندر عدوي الانسان به وإذا افترضنا أنه انتقل للإنسان فإنه لن يمثل خطورة نهائيا علي الصحة العامة للإنسان وبالتالي ليس هناك ضرورة للقلق من المرض ومقاطعة اللحوم أو اللبن أو منتجات الألبان وربة البيت يمكن أن تفرق بين اللحم المصاب وغير المصاب ببساطة، حيث يكون لحم الحيوان المصاب داكن اللون يميل إلى السواد وهنا يجب أن يستبعد اللحم فورا ولا يتم طهوه. وماذا عن المنتجات الاخري من اللحوم مثل البسطرمة أو الممبار أو الكبد وغيرها؟ .. كما ذكرنا ان الفيروس يموت عند درجة60، وبالتالي فإن تعرض مثل هذه المنتجات للطهو يقضي نهائيا علي الفيروس إذا كان هناك قلق من وجوده، وننبه هنا إلي أنه يجب تحمير البسطرمة بالذات قبل تناولها وعدم تناولها نيئة نهائيا. .. وماذا عن منتجات الألبان؟ إن اللبن كفيل بالقضاء علي الفيروس في حالة وجوده، واللبن المعلب بالطبع يتعرض لدرجات حرارة عالية ولذا فلا داعي للخوف من اللبن، أما بالنسبة للزبادي وغيرها من المنتجات مثل الجبن القريش أو القشدة الفلاحي فإن الأمر ينطبق عليها أيضا لأن درجة الحموضة الموجودة بهذه المنتجات كفيلة بالقضاء علي الفيروس.