أكدت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية أن انتخابات الرئاسة التي تشهدها ناميبيا بنهاية الشهر الجاري ربما تعد فرصة لفتح بوابة للاستثمار بجنوب قارة إفريقيا. وقالت الصحفية، اليوم الخميس: "لقد أوشك عام 2014 على الانتهاء وبالتالى تقترب أيضا سلسلة من الانتخابات فى الجنوب الأفريقى وسط التحديات التى تواجه تلك المنطقة التى لم تشهد حتى الآن سوى تغيير طفيف، معتبرة أن أيا من الدول الثلاث جنوب أفريقيا ومزامبيق وبوتسوانا لن تشهد تغيرا مهما فى القيادة، وهو الأمر الذى يمثل فى حد ذاته مشكلة على خلفية حاجة منطقة مجموعة تنمية جنوب إفريقيا "سادك" الآن وقبل أى وقت مضى إلى صنع قرارات حاسمة وجوهرية حول كيفية التوصل إلى أفضل رسم للسياسة الاقتصادية". وأضافت "تنتظر ناميبيا انتخابات رئاسة لاختيار رئيس جديد للبلاد بحلول نهاية شهر نوفمبر الجاري، وهو المنصب المتوقع إلى حد كبير أن يحظى به الدكتور هيج جينجوب مرشح حزب سوابو /منظمة دول جنوب غرب أفريقيا، المهيمن فى البلاد.. ويتمتع جينجوب كما هو الحال بالنسبة لنظراء إقليميين مثل فيليب نيوسى فى موزامبيق، وإيان خاما فى بيتسوانا بتاريخ طويل فى معركة السعى من أجل الاستقلال بل ويتميز بما هو أكثر من ذلك بما هو معروف بأنه يتمتع بشعبية في الشارع لتواجده الفعلى فى خضم الأحداث وثورة النضال". وتعرض جينجوب لمحاولتى اغتيال مرتين تقريبا من جانب قوات مسلحة من دولة جنوب إفريقيا، وإثر وفاة اثنين من أقرب معاونيه توجه جينجوب إلى نيويورك حيث خدم كممثل رسمى لحركة الاستقلال لدى الأممالمتحدة، وعاد إلى ناميبيا عام 1989 بعد قضائه بضعة أعوام فى الترويج وتسليط الأضواء على نضال ناميبيا بالخارج ليرأس الجمعية التأسيسية للبلاد التى وضعت مشروع دستور ناميبيا واستطاع أن يفوز بإشادة كل من حكومة الأقلية البيضاء العتيقة والقيادة السوداء الجديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن جينجوب لديه نضالا أكبر اعتبارا من الآن بسبب عدم إبداء ناميبيا تفوقا كبيرا فى السياسة الاقتصادية منذ الاستقلال وأزمات الميزانية التى تلوح فى الأفق، لافتة إلى أن جانبا مهما من عائدات حكومة ناميبيا يأتى من التعريفة الجمركية على الواردات والتى تتجاوز أكثر من الثلث يليها التعدين، ورأت أنه يتعين على جينجوب إذا كان يعتزم بالرغم من تلك التحديات أن يقود سفينة ناميبيا إلى شاطىء اقتصاد أكثر أمنا أن يحطم الحواجز ويفتح البوابة المغلقة على مصراعيها والتطلع إلى مستثمرين أجانب أكثر نفعا لبناء البلاد من الداخل.