سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. في الذكرى ال17 لمذبحة الدير البحري.. "البوابة نيوز" في جولة داخل معبد حتشبسوت.. مقتل 58 سائحًا في أسوأ هجوم إرهابي تشهده مصر.. والسياح السويسريون الأكثر تأثرًا بالحادث
تمر اليوم الذكرى السابعة عشرة لمذبحة الدير البحري الشهيرة التي وقعت في 17 نوفمبر سنة 1997 غرب محافظة الأقصر، وأسفرت عن مصرع 58 سائحًا، على يد الجماعات الإرهابية، لذا كان لابد لنا من جولة في المعبد الذي شهد هذا الهجوم الإرهابي والذي أثر سلبيًا على السياحة في مصر، وأقيل على إثره اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية، وعُين حبيب العادلي بدلا منه. يعد الهجوم أسوأ حادث إرهابي هز حركة السياحة في مصر وكان بمثابة ضربة قاصمة لها، حيث سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى من السياح الأجانب، وأعلن عدد من الدول حظر السفر لمصر، كما أقيل وزير الداخلية وقتها اللواء حسن الألفي. وفي جولة سياحية للتعرف على هذا المعبد الذي شهد أحدث أبشع حادث إرهابي على مر الثلاثين سنة الأخيرة، نجد أن معبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت الجنائزي يقع في طيبة الغربية في جنوب مصر، وهو مجموعة من المعابد والمقابر الفرعونية الموجودة في الضفة الغربية من النيل وشيدته الملكة حتشبسوت لتؤدي فيه الطقوس التي تفيدها في العالم الآخر أما اسم الدير البحري فهو اسم عربي حديث أطلق على هذه المنطقة في القرن السابع الميلادي بعد أن استخدم الأقباط هذا المعبد ديرًا لهم وصممه المهندس المصري سنموت. ويتكون المعبد من ثلاثة مدرجات متصاعدة يوصل بينهم منصات منحدرة للصعود والنزول. وقد عثر في تلك المنطقة على عدة قبور منحوتة في الصخور، ومن ضمنها ما عثر عليه حديثًا من مقبرة مخبأة عثر فيه على 40 مومياء ويوجد في الدير البحري ثلاثة معابد. وأنشئ معبد حتشبسوت خلال الأسرة الثامنة عشر بجانب معبد منتوحتب، يتميز بكبره وهو لا يزال يبهر الزوار بجماله وبتصميمه الفريد، حيث إنه يختلف عن المعابد التي كانت تبنى في طيبة على الضفة الشرقية من النيل وأقام الأقباط إبان مطلع المسيحية ديرا للعبادة على معبد حتشبسوت واستمر الدير قائمًا حتى القرن الحادي عشر وفي القرن التاسع عشر وهو موقع أثري مهم، حيث نقشت على جدرانه مناظر سجلت أخبار البعثة التجارية المصرية التي أرسلتها الملكة حتشبسوت لبلاد بونت، ومناظر تصور ولادتها الإلهية، ومناظر من حفلة تتويجها. وفي ذكرى الحادث قررنا التحدث إلى أحد المرشدين المعاصرين لهذه المذبحة حيث قال الطيب عبد الله حسن، مرشد سياحي، أن هناك 6 أشخاص من الجماعات الجهادية نفذوا الهجوم المسلح على معبد حتشبسوت وقاموا بالدخول إلى المعبد لدراسة المنطقة مشيرًا إلى أنهم في الأساس كانوا يستهدفون وادي الملوك لأنه بعيد من الأهالي والخسائر ستكون أكبر بعكس الدير البحري المحيط بالسكان ولكن السائق توَههم في السكة وأتى بهم على الدير البحري. وأردف الطيب، أن أول الضحايا كان أفراد الحراسة الخاصة بالمعبد ودخل الإرهابيون بعد ذلك إلى ساحة معبد حتشبسوت وبدأت المجزرة بضرب نيران عشوائي التي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 سائحًا من جنسيات متعددة وأغلبهم من السويسريين وهم حتى الآن متأثرين بالحادث ونادرًا ما نرى أي توافد من قبل السويسريين على الأقصر بعد الحادث مشيرًا إلى أن هناك سياحًا يقومون بعمل رحلات فوق الجبل قاموا بتصوير الحادث، ثم توجه الإرهابيون بعد ذلك إلى دير المدينة ووجدوا أن هناك تصديًا من بعض أفراد الأمن والحراسة إلى أن قام أحد أفراد المرور بإصابة أحدهم غرب مدينة هابو وتركه الإرهابيون بعد أن قاموا بتصفيته وبعد أن قام الأهالي بتضييق الخناق عليهم قاموا بالاختباء داخل أحد الكهوف وقاموا بتصفية أنفسهم، مردفًا "ودا ستر ربنا لأنهم لو كانوا دخلوا زراعات القصب كانت هتبقى الخسائر أكبر وسيذهب فيها أبرياء كتير مقابل القبض على الإرهابيين الخمسة". وتابع الطيب، أن الوضع الآن أصبح أكثر أمانًا وهناك نقاط حراسة كثيرة وفرقة 15 صاعقة في المناطق المحيطة ومرت الأيام وبدأت عملية السياحة تنتعش من جديد بسبب تواجد إدارة جيدة خلال تلك الأيام أما حاليًا وبعد قيام الثورات فنحن نفتقد إلى إدارة ناجحة تستطيع التعامل مع الأحداث أيًا كانت لتسويق معبد حتشبسوت لإعادة السياحة مشيرًا إلى أن هذا المعبد يغلق أبوابه من الخامسة مساء لاعتبارات أمنية بالرغم من أنه يمكن استغلال جمال هذا المكان ليلا في تحسين صورته أمام السياح عقب تلك الأحداث ولكن لا يوجد من يسمع لتلك النداءات. فيما تتلخص تفاصيل المذبحة أنه في الساعات الأولى من صباح يوم 17 نوفمبر 1997، هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية روسية الصنع وسكاكين كانوا متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح هاجموا معبد حتشبسوت بالدير البحري، وقتلوا 58 سائحًا في خلال 45 دقيقة، ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات وكان التقرير الرسمي يدعي انهم يئسوا من المقاومة وقرروا الانتحار وأعلن القيادي في الجماعة الإسلامية آنذاك، رفاعي طه، مسئوليته عن الحادث في بيان نقلته وسائل الإعلام المحلية والدولية، ولكن سرعان ما أصدر المتحدث الإعلامي للجماعة آنذاك أسامة رشدي، بإصدار بيان ينفي فيه صلة الجماعة الإسلامية بالحادث، معربًا عن إدانته وكانت هذه المذبحة هي آخر عمل مسلح قام به أفراد من تنظيم الجماعة الإسلامية، وبعده أعلن التنظيم رسميًا مبادرة «وقف العنف»، ثم تلاها المراجعات الفقهية للجماعة. وقد بلغ مجموع القتلى 58 سائحًا أجنبيًا، كانوا كالتالي: ستة وثلاثون سويسريًا وعشرة يابانييون، وستة بريطانيين وأربعة ألمان، وفرنسي وكولومبي إضافة إلى قتل أربعة من المواطنين ثلاثة منهم من رجال الشرطة والرابع كان مرشدًا سياحيًا (كان من القتلى طفلة بريطانية تبلغ 5 سنوات وأربع أزواج يابانيون في شهر العسل) إضافة إلى 12 سويسريًا، تسعة مصريين، يابانيان، ألمانيان، وفرنسي أصيبوا بجروح. وعلى إثر ذلك، أقال الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد المذبحة وزير الداخلية وقتها اللواء حسن الألفي، وتم تعيين حبيب العادلي بدلًا منه، وشغل الألفى منصب وزير الداخلية في الفترة من 18 إبريل 1993 إلى 18 نوفمبر 1997 خلفًا للواء محمد عبد الحليم موسى، ليتولي اللواء حبيب العادلي الوزارة، ويعد الألفي وزير الداخلية الخامس في عهد مبارك والوحيد الذي لم يأت من جهاز مباحث أمن الدولة حيث ينتمي إلى مباحث الأموال العامة وقام مبارك بزيارة موقع الحادث بصحبة كمال الجنزوري، رئيس الوزراء الأسبق وقتها، والمشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء حسن الألفي، وزير الداخلية الأسبق. وكانت مذبحة الأقصر ضربة قاصمة للسياحة في مصر، حيث حظر عدد من دول العالم سفر رعاياها إلى مصر، كما أثرت المذبحة على العلاقات السياسية بين مصر وسويسرا بسبب رفض مصر مطالب سويسرا بالحصول على تعويضات، وتأثر الاقتصاد المصري في تلك الفترة، ولم تستعيد السياحة عافيتها مرة أخرى وتستعيد نشاطها نسبيًا إلا بعد تحركات حثيثة من عدد من الجهات المصرية على رأسها وزارة السياحة وبدأت تشارك في البورصات والمهرجانات السياحية العالمية ومخاطبة حكومات الدول لرفع حظر سفر رعاياها عن مصر. "الدير البحرى" يتحدى الإرهاب فى ذكرى مذبحة الأقصرby albawabanews