أكد الباحث الأثري أحمد عامر أن هناك العديد من المعارك الحربية الفاصلة التي دارت في التاريخ العسكري المصري منذ العصر الفرعوني حتي العصر الحديث.. مشيرا الي 8 معارك غيرت مسار التاريخ المصري والفكر العسكري. وقال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن أولى هذه المعارك الفاصلة معركة التحرير التي خاضتها البلاد ضد الهكسوس الذين احتلوا البلاد فكانت بداية هذه المعركة في عهد الملك "سقنن رع" أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس ثم استكمل ولده "كاموس" الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم "أحمس" طرد الهكسوس خارج البلاد واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية. وأضاف أن موقعة "مجدو" تعد واحدة من أشهر المعارك الحربية والتي تعد خير مثال على تفوق المصريين منذ القدم فى استراتيجيات العلوم العسكرية، فهى دليل على تفوق العقلية المصرية فى التكتيك الحربى حيث تحرك الجيش المصرى بقيادة ملكه "تحتمس الثالث" وفاجأ العدو وكان سر النصر فى الهجوم المباغت من خلال ممر مجدو الضيق ثم الانقضاض السريع على جنود العدو عام 1468 ق. م وبذلك حَسمت المعركة فى زمن قياسى هو الأسرع فى تاريخ حسم المعارك الحربية . وأشار عامر الي معركة "قادش" التي وقعت في عهد الملك رمسيس الثانى عام 1285 ق.م وهى من أعظم معارك رمسيس الثانى والتى وضحت من خلالها رؤية مصر الاستراتيجية للمعارك الحربية، وقد تعرض رمسيس الثاني فى بداية المعركة لخدعة من أعدائه عندما هاجمه عدوه فى سرعة مباغتة كادت ان تقضى على الجيش المصرى الا ان شجاعة الملك رمسيس الثانى وكفاءته العسكرية فى هذا الوقت العصيب جعلته يتحكم فى سير المعركة فقد استطاع بذكائه إخراج جيشه من هذا المأزق بل حول الهزيمة المنتظرة إلى نصر ساحق. وتابع أنه بعد هذا النصر سارع الملوك الخاتيون بتقديم فروض الولاء والطاعة لملك مصر الشجاع الذى وافق على عرض السلام والصداقة، وتم توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ فى عام 1270 ق.م بين ملك مصر المنتصر وبين ملوك الخاتيين، مشيرا الي أن معركة قادش كانت بمثابة ملحمة بطولة وشجاعة وصمود للجيش المصرى بكل المعايير الحربية والمقاييس العسكرية . وعن اشهر المعارك الحربية في العصر الاسلامي.. أكد عامر أن هناك معركتين حاسمتين في عصر الدولة الإسلامية أولها معركة "حطين" وكانت بين المسلمين والصليبيين وقد وقعت في 25 ربيع ثاني 583 ه ، 4 يوليو 1187 م ، بالقرب من قرية المجاودة بين الناصرة والطبرية وقد انتصر فيها المسلمون وكانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية، حيث قتل واسر فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس، وبعد المعركة سرعان ما احتلت قوات صلاح الدين وأخيه الملك العادل المدن الساحلية كلها تقريبا وقطع اتصالات مملكة القدس اللاتينية وقد أدى سقوط مملكة القدس إلى دعوة البابا طرطوس للتجهيز لحملة صليبية ثالثة عام 1189 م . وذكر أن معركة "عين جالوت تعد واحدة من أهم المعارك الإسلامية الفاصلة في العالم الإسلامي التي وقعت في 25 رمضان 658 ه ، 3 سبتمبر 1260 م والتقي الفريقان في مكان يسمى عين جالوت في فلسطين، وانتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً على المغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان . وأضاف أن التاريخ سجل في هذه المعركة تمكن فرسان الخيالة الثقيلة لجيش المسلمين من هزيمة نظرائهم المغول بشكل واضح في القتال القريب، وذلك لم يشهد لأحد غيرهم من قبل، كما ظهر لأول مرة المدفعية وإن كانت بالشكل البدائي وقد تم شرح تركيبة البارود المتفجرة لتلك المدافع بعد ذلك في الكيمياء العربية والكتيبات العسكرية في أوائل القرن الرابع عشر . واستعرض عامر أهم ثلاث معارك وقعت في العصر الحديث أولها عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس وقتئنذ شنت كل من بريطانياوفرنسا وإنجلترا حرباً عَرف باسم العدوان الثلاثي كانت في 29 أكتوبر 1956 وقد هَزمت مصر عسكرياً ولكن العدوان قد فشل بسبب معارضة الإتحاد السوفيتي وعدم تأييد الولاياتالمتحده للحرب هذه بجانب نشاط المقاومة الشعبية المصرية بالإضافة إلي ثورة العمال المتعطلين في فرنسا وإنجلترا . وقال إنه في 5 يونيو 1967م وقعت مايسمي بنكسة يونيو حيث خسرت الدول العربية ومنيت بهزيمة منكره وفقد الجيش المصري ما لا يقل عن 85 % من تعداده بالكامل وتم تدمير معظم المطارات وقتل الطيارين علي الأرض وقتل وأسر الكثير من الجنود المصريين واجتاحت إسرائيل الدول العربية، وفي يوم 9 يونيو 1967 قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تنحيه، إلا أن الشعب خرج في مظاهرات حاشدة لرجوعه عن قراره وقد استجاب وقتها لذلك . وأوضح أنه في أكتوبر 1973 نجح الجيش المصري والسوري في مفاجأة القوات الإسرائيلية وخداعهم بالحرب حيث أن إسرائيل لم تدخل الحرب فعلياً إلا من بعد اندلاعها ب 48 ساعة وقد حقق الجيش المصري أهدافه الإستراتيجية وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع ودمر الكثير من الطائرات والدبابات وقتل وأسر الكثير من الجنود الإسرائيليين ، وقد انتهت الحرب رسميا عقب توقيع اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974م، وقد أدت الحرب إلى عودة الملاحة في يونيو عام 1975م ، ثم قدم الرئيس السادات مبادرته التاريخية عام 1977م وزيارته للقدس وبعدها تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر عام 1978م .