قال الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، إن الكاتب والمترجم الكبير محمد إبراهيم مبروك، حين جاء من الإسكندرية مع رفيقه الكاتب الكبير محمد حافظ رجب، كان حلم التحقق يدفعهما إلى حيث لا يعرفان إلى أين ينتهي بهما المطاف، وكانت رغبتهما معا في التجديد والمغايرة رغبة أكيدة، تم ترجمتها، فيما قدماه من قصص قصيرة، أثارت حفيظة النقاد في فترة الستينيات. وأضاف أبو العلا، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم، في نفس الوقت احتفي بها الواقع الثقافي، باعتبارها تجارب أصيلة، تتمتع بالابتكار وروح المغامرة الفنية، ذات الحساسية الخاصة، متابعًا فقرأنا لمحمد حافظ رجب (مخلوقات براد الشاي المغلي) و(الكرة ورأس الرجل)، وقرأنا لمحمد إبراهيم مبروك (عطشي لماء البحر) و(الرجل الذي رأي قدمه اليمني على سطح مرآة مشروخة).. كانت عناوين قصصهم لافتة، تخرج عن السائد، وتتمرد على المألوف وأصبحت إبداعاتهم – في مجال القصة القصيرة – علامة بارزة من علامات التحديث في قص الستينيات، وهذا ساعدهم على التواجد بشكل لافت، على الرغم من وجود أقلام كبيرة في هذا المجال، كان لها صيتها، وذيوعها، وأعمالها. وتابع أبو العلا، مرت الأيام، وعاد محمد حافظ رجب إلى الإسكندرية، ليعيش حياة بسيطة اختارها لنفسه، يكتب حينا، ويتوقف أحيانا، لكن محمد إبراهيم مبروك توقف عن كتابة القصة تماما، لأسباب لا يعلمها إلا هو، واتجه للترجمة، فقدم أعمالا كثيرة خاصة أعمال أدباء أمريكا اللاتينية، واختار العيش في الظل، ربما احتجاجا على الحياة الثقافية، لأنه شاهد الانكسارات التي واجهتها، ولم يجد حلولا ثقافية، لكي يتعايش بها ومعها.