طلب المحامون عن الإخوان في قضية التخابر الكبرى شهادة اللواء عادل عزب وكيل جهاز الأمن الوطني للتطرف الديني، وألح الإخوان في طلبه بالاسم ليعرفوا من خلال مسؤول بحجمه موقف الدولة مستقبلاً مع تنظيم الإخوان، كما تابع هذه الشهادة المهتمون بمستقبل الإسلام السياسي. وكان اللقاء ملتهباً بين د. محمد مرسي – واللواء عادل عزب الذي أكد أنه تولى ملف الإخوان منذ عام 1992 وحتى ثورة 25 يناير، وأنه كان مدير المقدم الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، الذي أجرى تحريات قضية التخابر. وأكد اللواء عزب أن لديه تسجيلات كاملة وواضحة جداً عن تخابر د. محمد مرسي وأحمد عبدالعاطي. وأوضح أنه سبق لمرسي الالتقاء بأحد عناصر الاستخبارات الأمريكية بمصر، بينما التقى أحمد عبدالعاطي برئيس هذا العنصر بتركيا، كما أوضح المؤامرة التي اشتركت فيها أجهزة المخابرات الأمريكية بالتنسيق مع الثلاثة الكبار إنجلترا وفرنسا وألمانيا وهذا ما قرره العميل الأمريكي لأحمد عبدالعاطي. وأضاف من خلال سماعه للتسجيلات أن مرسي تشكك في جهة الاستخبارات التابعين لها هؤلاء العملاء في إمكانية قيامهم بفتح قنوات اتصال مع عبدالمنعم أبو الفتوح وأعوانه، إلا أن أحمد عبدالعاطي أكد له أنه حتى لو كان هناك اتصال إلا أن الجماعة هي الأصل والفاعل الرئيسي بالمنطقة، وأوضح الشاهد في هذا الإطار طبيعة الخلافات التي كانت موجودة داخل الجماعة قبل انتخابات مكتب الإرشاد عام 2009 بين التيار القطبي الذي تزعمه مرسي وخيرت الشاطر ومحمود عزت وبديع وبين ما سمى بالتيار الإصلاحي أو التيار التجديدي الذي كان يقوده عبدالمنعم أبوالفتوح حيث تم تزوير انتخابات مكتب الإرشاد والإطاحة بعبد المنعم أبو الفتوح ود. محمد حبيب. وأضاف الشاهد أن السبب في الإطاحة بهذين التيارين أن التيار القطبي كان يسعى وفق المخطط المعد سلفاً أن يستعيد كافة التنظيمات المتطرفة والتي خرجت من عباءته في الماضي حتى يكونوا دعماً له أثناء الثورة، وإحكام سيطرتهم على البلاد، لأن الخلاف الوحيد بين تلك التنظيمات المتطرفة وجماعة الإخوان أن تلك التنظيمات ترى أن الجهاد حل الآن، والإخوان يرون الجهاد مؤجلا. فضلاً عن وحدة واتفاق المنهاج التربوي والتثقيفي للإخوان ومختلف تيارات التطرف لأنهم يدرسون على منهاج سيد قطب وأفكاره. فكان لزاماً الإطاحة بالتيار الإصلاحي الذي لا يؤمن بأفكار سيد قطب حتى لا يكون حجر عثرة في الاتصال والائتلاف مع فصائل التطرف وإعادة اللحمة بين تيار الإخوان القطبي وفصائل التطرف. كما أدلى الشاهد من خلال سماعه التسجيلات أن مرسي أبدى تخوفه من تصدر الجماعة للمشهد في الوقت الحالي، بزعم أنهم مازالوا في مرحلة أخونة المجتمع، وتخوفه من انتقال الجماعة عبر مراحل غير مخطط لها جيداً في مراحل التغيير – الفرد الإخواني – البيت الإخواني – المجتمع الإخواني – التمكين والوثوب على السلطة – الخلافة الإسلامية – أستاذية العالم – وأنهم مازالوا في مرحلة أخونة المجتمع. وهنا أكد الشاهد على جزئية هامة أن طوال تاريخ الجماعة الذي يبلغ أكثر من 80 عاما لم يتوصلوا حتى الآن لأخونة المجتمع – إلا أن أحمد عبدالعاطي استطاع أن يقنع مرسي بأن الفرصة لن تتكرر، وهنا وألمح الشاهد أنه تعجب من أسلوب المحادثة بين الطرفين أحمد عبدالعاطي ومرسي – لعلمه أن مرسي أعلى تنظيماً إلا أن طبيعة المكالمة تشير إلى أن أحمد عبدالعاطي هو المحرك الرئيسي له. ثم أوضح الشاهد أن أحمد عبدالعاطي طلب من مرسي أن تقوم تركيا بدور بارز ورئيسي في الأحداث الجارية لتعزيز موقفهم في منطقة الشرق الأوسط، كما أبدى أحمد عبدالعاطي رغبة قطر في أن يكون لها دور عام في إطار الخطة بزعم أن لديها ثلاثة أطراف في المعادلة تمثل العصب في الأحداث القادمة – وهي المال والسياسة والإعلام، وأبلغه أن قطر كان لها دور كبير في أحداث تونس. وأجاب الشاهد عن سؤال المحامين له عن صيغة عمل الجماعة: إنها جماعة ميكافيلية بمعنى أن الغاية تبرر الوسيلة، واستشهد فيما استشهد به بما حدث في معركة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أنه رغم حصول الجماعة على 88 مقعدا في انتخابات 2005 – وفي أعقابها ظهرت مشكلة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم – إلا أن الجماعة لم تحرك ساكناً ولم تخرج منها ولو مظاهرة – ولم تغضب للرسول صلى الله عليه وسلم. بالرغم من أنها ملأت الدنيا ضجيجاً في مظاهرات عارمة على التعديلات الدستورية وغيرها ولأسباب أتفه من هذا بكثير وأهون من الرسوم. وأوضح الشاهد أن السبب في عدم الخروج في مظاهرات للتنديد بتلك الرسوم هو حتى لا تغضب الجماعة الاتحاد الأوروبي، وإنما تغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تغضب الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن المخطط الغربي كان يعتبر لزاماً عليه أن يستوثق من ولاء الجماعة لهم ومدى التزامها بتنفيذ المخطط ونجحت في الاختبار نجاحا ساحقا. كما أوضح الشاهد علاقة حماس بجماعة الإخوان وتبعيتها للتنظيم الدولي للإخوان، وسلم المحكمة وثيقة تؤكد أن حماس رافد رئيسي في تنظيم الإخوان. ونظم الإخوان مع حماس بعد اتفاقهم مع حزب الله اللبناني لمهاجمة السجون،وكذلك إشاعة حالة فوضى من خلال الاستعانة بحماس وحزب الله وعناصر إخوانية تم تدريبها في غزة. وأشار إلى أن قطاع الأمن الوطني رصد ملامح هذه الخطة في القضيتين أرقام 500/2008 سنة 2008، 1414/2008 حصر أمن دولة عليا؛ حيث رصد جهاز أمن الدولة ذلك المخطط من خلال استغلالهم الانفلات الحدودي على منفذ رفح 2008 فاندفعت عناصر من تنظيم الإخوان للتسلل لقطاع غزة للتدريب على استخدام السلاح وفنون القتال وحرب العصابات للاستفادة من خبرتهم القتالية حال عودتهم للبلاد من أجل تغيير الأوضاع القائمة بالقوة في الوقت المناسب. والمساهمة في تطوير علاقة التنظيم الإخواني بعناصر من حركة حماس ليس فقط على صعيد العلاقات التنسيقية بين القيادات وامتدادها للتفاعل والمشاركة بين كوادر الجماعة القاعدية وكوادر حماس القاعدية. والمفاجأة التي أذهلت الجميع أن إحدى تلك القضايا ورقم 1414/2008 كان المتهم الرئيسي فيها محمد عادل فهمي والمعروف حالياً بقيادته لحركة 6 أبريل حيث سلم الشاهد المحكمة صورا لمحمد عادل وهو يتدرب على الأسلحة داخل قطاع غزة. وتحدث الشاهد عن دور خيرت الشاطر حيث ضبط معه وثائق قدمها الشاهد حيث تلا مضمونها على المحكمة من بينها وثيقة بعنوان (محور الإعداد البدني والنفسي) موضحاً فيها بضرورة التواجد والمرابطة في منطقة رفح المصرية وجنوب لبنان ونهر الأردن – انتظارا للجهاد – وتشكيل مجموعات مجاهدة من دول الطوق باختراق الحدود بشكل تقني ومدروس – وإدخال المجاهدين والراغبين في الجهاد داخل فلسطين – وأن تتسم الجماعة في الفترة القادمة بالجاهزية (إعدادات بدنية – أسابيع جهادية – رحلات مشي وتقليل من المياه والأكل) بشكل دوري لتجهيز جبهات المواجهة بخبراء عسكريين خاصة في سيناء، ووضع برنامج عملي محدد الوقت لبدء التدريب على حمل السلاح – وتطوير أجهزة التشويش الإلكتروني – وإعداد سلاح جوي فعال بحركة حماس – والقيام بعمل ألغام يتم تفجيرها لاسلكياً على مداخل المدن لمنع اقتحامها وتطوير المقاومة – وتطوير الحالة الإسلامية من خلال محاولة التقريب بين مختلف الجماعات الإسلامية على الساحة حتى المتطرفة منها من منطلق مبدأ "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه". وقدم الشاهد اللواء عزب للمحكمة وثيقة أخرى هامة أعدها خيرت الشاطر بعنوان المجموعات الساخنة، مشيراً فيها إلى أن هذه المجموعات نحتاجها في هذه الظروف الاستثنائية وهي فرق للمهام الخاصة – بها قليل من اللانظام والفوضى – تعمل على قلب النظم الإدارية يديرها المديرون أو المرشدون فقط ولا تعلم الجماعة بوجودها على غرار التنظيم الخاص والتنظيم السري تدار من خلال خيرت الشاطر مباشرة. وعن ميليشيات الأزهر وقضيتها الشهيرة 2/2007 أوضح أن ميليشيات جامعة الأزهر كان الهدف منها التأكيد للمعسكر الغربي على قدرة الجماعة في القيام بالمهام الموكولة إليها، فظهرت هذه المجموعات وهي ترتدي الملابس السوداء والأقنعة على غرار حماس وحزب الله. وأكد الشاهد أن العلاقة بين المخابرات الأمريكية والغربية وجماعة الإخوان ليست مع مرسي وعبدالعاطي فقط ولكنها علاقة قديمة متصلة منفصلة مع عدة مجموعات. وفي نهاية الشهادة ألمح د. محمد مرسي لكوادر الإخوان بضرورة اغتيال اللواء عادل عزب مثلما حدث مع المقدم محمد مبروك.