" في بنت إنت اللي بتعريها في خيالك عشان ماشيه لوحديها، في بنت إنت اللي بتحللها لمزاجك، عشان عجبك حاجات فيها".. بهذه الكلمات وضع الفنان أمير يوسف لمسته الخاصة على تجربة غنائية توصف بكل اقتدار بالاستثنائية من نوعها، وهي أغنية "احنا روح". تجربة شابة متميزة باقتدار تناقش قضية مرض التحرش الذي تفشا فيروسه في ربوع المجتمع من مختلف الأعماروالفئات، ويجسد الصراع المستمر بين "الولاد" والبنات"، فيمن يتحمل فيهم مسئولية هذا المرض، كما يبين المعركة الفكرية في عقول الشباب بين اعتبار جسد المرأة "شهوة"، وبين احترام أخلاقيات الحياة ومعاملتها بشكل أبعد مايكون عن مجرد شهوة لكونها نصف المجتمع الجميل. كما تمثل كلمات الأغنية التي أبدعها الشاعر محمد إبراهيم، بصحبة فريق مترو باند، صراعًا كلاميًا بين شباب يهاجمون الفتيات لمجرد "اللبس الضيق" أو "شعرها وحجابها"، واعتبار كل شاب فيهم بأنه "واصي" على البنات، ومن حقه "البص عليهن" ومعاكستهن بحجة "لبسها شعرها جسمها مثير" أو "هي عايزة تتعاكس"، دون محاسبة واضحة للمتحرش وإيقاع الذنب كله على "الضحية". "هما اللي عليهم الغلط واحنا مش غلطانين هما نازلين من بيوتهم للمعاكسه محتاجين كله لابس المحزق والاخر يقولوا حجاب من فوق مصطفى حسني ومن تحت عمر دياب" وبين ردود البنات ودفاعهن عن أنفسهن بجملة لا يفهمها الكثيرين وهي "أنا حرة ومليش ذنب إنك شايفني شهوة بس"، محاولين إفهام المجتمع "الشرقي" المنحصر تفكيره في حرمانية كل تصرفات "الأنثى"، لمجرد كونها أنثى، وانحصارها في مجرد "ربة بيت في المستقبل"، أو "حق امتلاك للرجل"، ليعيشوا في سجن الواقع "المتخلف فكريًا" والذي انحصرت مشاكله في "شكل البنت وجيبتها وبنطلونها وشعرها الطاير، وقلعها ولبسها الحجاب". "بنطلوني ضاق من عينك مش ضاق من مقاسه جوايا قطر لافا محمل من مصدر بركانه ملكش حق تقولي البس ايه وايه ملبسش أنا اللي ربي خلقني حرة وانت ماتتحكمش" أغنية مختلفة كل الاختلاف عن المعتاد، تمكنت كلماتها وفريق مؤدوها ممن يتراوح أعمارهن بين 13 إلى 17 عامًا، واتت ضمن نتاج ورشة الراب لفريق أسفلت، وشاركهم فيها أمير يوسف، تمكنوا من إيصال الفكرة والمضمون بأسلوب الأداء الواقعي، لتحمل التجربة في طياتها روحًا شبابية جديرة بالإعجاب والتقدير. "احنا روح"، من ألحان وغناء أمير يوسف، وتوزيع موسيقي لأحمد حبيب، وهندسة صوتية لماهر صلاح، وكلمات الغناء لمحمد إبراهيم، وكلمات الراب والأداء المميز لأعضاء فريق مترو باند.