أعلن الدكتور خالد فهمي وزير البيئة أن الوزارة بصدد إعداد بروتوكول تعاون مع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية بشأن تنمية وتطوير محمية الغابة المتحجرة. وأشار إلى أن ذلك التعاون يأتي في إطار سياسة وزارة البيئة للاستفادة الاقتصادية من المحميات الطبيعية في تنمية السياحة البيئية وحمايتها مما تتعرض له من انتهاكات من بعض الخارجين على القانون لسرقة الرمال والمواد المحجرية من رمال البناء في تلك المنطقة. وأوضح فهمى أن محمية الغابة المتحجرة تنقسم إلى 3مناطق، منطقة شديدة الحساسية (أ) وبها حفريات تاريخية متركزة، ومنطقة (ب) متوسطة بها حفريات أقل عددا من المنطقة الأولى، ومنطقة (ج) وهى منطقة حماية للمحمية بأكملها، وهى تعتبر منطقة عازلة تحمى المنطقة الحساسة من أي تدخل. ويعد هذا البروتوكول المقترح في مرحلة المراجعة القانونية ووضع الصياغة الفنية له بحيث تشمل المنطقة (ج) المشروعات الخدمية والترفيهية لخدمة أهالي القاهرة الجديدة بشكل عام، على أن تصمم بنظام العمارة الخضراء الصديقة للبيئة، وستكون المنطقة المتوسطة (ب) عبارة عن متحف جيولوجى يوضح تاريخ الحياة الجيولوجية في المنطقة من 40 مليون سنه، وأخيرا المنطقة (أ) سيتم تصميمها بحيث تكون متاحة كمزار مفتوح لعرض الحفريات الموجودة بالمنطقة للزائرين للحفاظ على الشكل التاريخى والتراثى للمكان. يذكر، أن محمية الغابة المتحجرة تم إعلانها عام 1989 بمساحة إجمالية 7 كم2 قد تكونت عبر ملايين السنين منذ العصر الاوليجوسيني، والذي يعود لنحو 32 مليون سنة، وتزخر بوجود مجموعات نادرة من سيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب التي يمتاز بها هذا العصر، وتتكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر يتراوح سمكها بين 70 و100 متر، وهى غنية بدرجة ملحوظة ببقايا وجذوع وسيقان الأشجار الضخمة المتحجرة، والتي تأخذ أشكال قطع صخرية ذات مقاطع أسطوانية تتراوح أبعادها من سنتيمترات إلى عدة أمتار وتتجمع مع بعضها على شكل غابة متحجرة. ومن المرجح أن يكون تكوين الغابة المتحجرة بالمعادى يرجع إلى أن أحد أفرع نهر النيل القديم منذ العصور الجيولوجية السحيقة قد حمل هذه الأشجار إلى مسافات طويلة وألقاها في هذا المكان ثم تحفرت (تحجرت).