- والدي حبّبني في الطرب الغرناطي.. ووفاته تركت جرحًا غائرًا في قلبي - تربّيت على سماع عبدالوهاب ووديع الصافي - الفنان داخل المغرب يعيش مهددًا في الكبَر - الحب لم يطرق بابي.. وأبحث عمن يتفهّمني - صعب إقناع الرجل العربي بتغيير نظرته للمرأة صوت مميز، يحمل الكثير من الأصالة ويدخلك في أجواء أندلسية، يحملك ويعبر بك البحر المتوسط، ويتجوّل بك في عوالم طربية من الموشحات والطقاطيق والفن الغرناطي الذي أثر وتأثر بالروح المغربية وتجربتها الثرية.. قبل طرحها أغنيتها الأولى «أش داني نوالفو» بيوم واحد، وهي من التراث وقامت بإعادة صياغتها الفنانة خولة بنزيان بطريقة عصرية، أجرينا معها هذا الحوار.. هل هذه أول أغنية تطرحينها على نفقتك الخاصة؟ فعلًا هذه أول مرة أطرح أغنية ومن نفقتي الخاصة. ولماذا اخترت إنتاجها بنفسك؟ لأنني أبحث عن الجودة والدقة في الاختيار مع من أتعامل من استوديوهات وموسيقيين وتقنيين. ما الذي لفت نظرك للتراث الأندلسي؟ التراث الأندلسي مدرسة فنية غنية توارثناها أبًا عن جد، ووجب عليّ المحافظة عليها من الاندثار، كما أنني أسعى إلى تطويرها ومن خلال إبداعاتي والتعريف بها عالميًا من خلال إدماجها في الموسيقى العصرية. ولماذا اخترت الطريق الصعب؟ ليس هناك طريق دون أشواك وأثق بقدراتي الفنية والإبداعية وأجد متعة في التحدي، فمتعة النجاح تستوجب الطريق الصعب، وأيضاَ لأنني أود الإشارة إلى الاهتمام بالجانب التراثي ومنحه الفرصة لتطويره، فالتراث يثبت هويتنا العربية. وكيف تنظرين لبرامج اكتشاف المواهب؟ هي برامج مهمة جدًا لإبراز المواهب وتحفيزها وأنا من متتبعيها. هل تفكرين في دخول المجال السينمائي؟ أحب السينما، ولمعلوماتك مارست التمثيل في المسرح المدرسي وحصلت على لقب أفضل ممثلة وطنية في المسرح الإعدادي. حديثنا عن مواهبك الأخرى التي لا نعلمها؟ من بين ميولاتي الرسم والتمثيل وأهوى السياقة والدراجات الهوائية وأيضًا الطبخ. - مَن أكثر من شجّعك على الغناء؟ في أول مشواري الفني شجعني والدي رحمه الله، فهو أيضًا كان فنانًا ورسامًا وكان عاشقًا لبيكاسو وفان كوخ.. أيضًا لن أنسى الفنان الجزائري نصر الدين شاولي شفاه الله وكذلك أمي الحبيبة وأختي سمية. إلى أي مدى أثر فيك فن والدك؟ والدي كان فنانًا عظيمًا، منذ طفولتي كنت أراه يرسم ويحب التقاط الصور ويغني الموشحات الأندلسية أو ما يسمى عندنا بالطرب الغرناطي وكان يعشق الاستماع إلى محمد عبدالوهاب ووديع الصافي بصفة خاصة. ومن ساعدك على العودة للفن بعد وفاته وفترة انقطاعك؟ والله كانت فترة صعبة جدًا بالنسبة لي لما انقطعت عن النشاط الفني، حيث مررت بظروف شخصية لم تمكّني في التركيز بالجانب الموسيقي، وحاولت جاهدة أن أتغلب عليها ورجعت وحدي لأنني كنت أحس أنها ملجئي وراحتي التي افتقدتها أعوامًا، فالفنان لا يستطيع أن ينقطع دون العودة إلى بيئته. ما الصعوبات التي تواجهينها في مهرجان جاران وأنت صاحبة فكرته؟ بالنسبة لمهرجان جاران و«ثقافة واحدة» فكرتي ولذلك أسست لها جمعية ثقافية، لكن الدعم البشري والمادي عائق للمواصلة في تحقيقه فكما يقال عندنا «يد وحدة ما تصفقش». هل تجدين التشجيع والدعم الكافيين من الحكومة المغربية؟ فيما يخص الدعم الفني أتمنى من الحكومة المغربية الدفع بيد الفنان وتسهيل الإجراءات وحمايته من سماسرة الفن والاهتمام به من خلال المشاركات في المهرجانات لأن الفنان في المغرب لحد الساعة لا يتوفر على تغطية صحية ولا على دخل قار (راتب شهري). هل تعتبرين أن كثرة المواهب في بلد كالمغرب تساعد الفنان أم تقلل فرص شهرته؟ لا أظن أنها إشكالية لأن المواهب تدفع بالفنان للتميز، ولذلك سمي نجمًا ليصل إلى الشهرة. وما هي الظروف القاسية التي لم تفصحي عنها؟ ظروفي الشخصية تمثلت في وفاة الوالد وابن اختي، ومشكلة الطلاق والحمد لله على كل حال. وهل أغلقت باب الزواج؟ (تضحك).. لا أبدًا، فالزواج قسمة ونصيب وعلى العكس لن أتسرع هذه المرة والحب لم يطرق بابي بعد، فأكيد من يحب خولة سيكون متفهمًا ومحبًا لفني وطموحي وليس من السهل إقناع الرجل العربي بتغيير نظرته إلى المرأة لكن هناك تقدم ملحوظ نوعا مًا.. أنا أحاول الارتباط أكثر بالفن. ممن تزوجت وهل أثمر الزواج عن أبناء؟ بالنسبة لزواجي أعتبره ماضيًا وليس مهمًا البوح باسم طليقي مادام لم يثمر عنه أبناء لقصر مدّته. كيف جاءتك فكرة المهرجان؟ مهرجان جاران وثقافة واحدة تبلورت فكرته من خلال تجربتي في العمل الجمعوي منذ طفولتي ومشاركاتي في عدة مهرجانات وطنية ودولية حيث اكتسبت علاقات فنية مع فنانين من العالم بصفة عامة والمغاربي بصفة خاصة وكما تعلمون الفن رسالة سامية تدعو إلى حوار الثقافات والسلام بين الشعوب وهنا أخص بالذكر أهمية المهرجانات التي من خلالها يبدع الفنان ويوصل رسالته للجمهور فالفنان يعتبر بمثابة سفير للنوايا الحسنة لبلده. بماذا تودين اختتام حوارك؟ أتمنى أن يقدر القارئ المجهود والتعب الذي يبذله الفنان أينما كان، لكي يقدم من خلاله عرضًا فنيًا ينال إعجاب جمهوره، وهذا ما ينتظره مقابل ذلك وأود أن يلتفت المسئولون أكثر إلى تحفيزه ودعمه في أعماله وشكري الخاص لكل الإعلاميين والصحافيين، فلولاهم لما وصل إشعاع الفنان للوجود.