كشف بنك الكويت الوطني عن تراجع أسعار النفط العالمية، خلال شهر سبتمبر والنصف الأول من شهر أكتوبر الجاري، مع انخفاض مزيجي برنت وغرب تكساس المتوسط بنهاية الشهر إلى 83.5 دولار أمريكي للبرميل، و82.8 دولار أمريكي للبرميل على التوالي بحلول السابع عشر من أكتوبر، كما أنهى خام التصدير الكويتي الشهر عند 82.2 دولار أمريكي للبرميل، وقد استمرت أسعار النفط في التراجع منذ أربعة أشهر تقريبًا. وقد تراجع خام برنت بنحو 32 دولارا للبرميل أو 27.6٪ إلى مستوى منخفض لم يبلغه منذ شهر نوفمبر 2012، بعد أن بلغ ذروته في شهر يونيو، عند 115 دولارا للبرميل، عندما هددت المخاطر الجيوسياسية إمدادات النفط العراقي، وفي ظل غياب تأثير ملموس للأحداث الجيوسياسية في العراق وأوكرانيا على إمدادات الخام، عُزي التراجع في أسعار النفط بدرجة كبيرة إلى التراجع غير المتوقع في الطلب في أوربا والصين، وتزامن ذلك مع زيادة الإمدادات في بحر الشمال والمحيط الاطلسي، وتعد الزيادة في تلك الإمدادات نتيجة لزيادة الإنتاج الليبي من ناحية، إضافة إلى زيادة خام غرب أفريقيا والنمو السريع في إنتاج الولاياتالمتحدة، علاوة على ذلك، أدت قوة سعر صرف الدولار الأمريكي بعض الشيء إلى الضغط على أسواق النفط والسلع للانخفاض بشكل أكثر، حيث تراجعت تلك الأسواق إلى أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية، ويشار إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي الأكثر قوة يجعل النفط، "الذي يسعر بالدولار الأمريكي" أعلى سعرًا بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. وفي سوق عقود النفط الآجلة، ظل سعر خام برنت في حالة "الكونتانجو" للشهر الثالث على التوالي، مع انخفاض أسعار العقود الآجلة الفورية عن العقود الآجلة المستقبلية، وقد حفز هيكل السعر المشاركين في سوق النفط إلى نقل كميات أكبر من النفط الخام إلى التخزين. فيما قامت وكالة الطاقة الدولية بخفض توقعاتها لرابع شهر على التوالي بشأن نمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2014 و2015 إلى 700 ألف برميل يوميًا، و1.1 مليون برميل يوميًا على التوالي، وسوف يكون نمو الطلب المتوقع هذا العام الأضعف منذ العام 2011، وبذلك، من المتوقع أن يرتفع الطلب الإجمالي العالمي على النفط إلى 92.4 مليون برميل يوميًا في عام 2014، و93.5 مليون برميل يوميًا في عام 2015. ويعزى جزء كبير من انخفاض توقعات النمو إلى ضعف بيانات تسليم النفط عن المتوقع في الربع الثاني من عام 2014، وكذلك إلى إعادة تقييم الطلب بالانخفاض من منطقة اليورو والصين، ويختلف الموقف مع وجود نظرة مستقبلية أفضل بالنسبة للطلب الأمريكي على النفط، فقد دعم الاستخدام الموسمي الأعلى للبنزين الطلب على النفط في الأسابيع القليلة الماضية، وقد تشهد بيئة الاقتصاد الكلي الأمريكي الأكثر إيجابية ارتفاعًا آخر في الطلب في عام 2015، على الرغم من توقع وكالة الطاقة الدولية بحدوث تراجع عام في طلب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العام المقبل، وفي المقابل، من المتوقع أن تأتي كل الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي العام المقبل من الاقتصادات غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منوهًا إلى ارتفاع الإنتاج الكلي لمنظمة أوبك من النفط الخام في شهر سبتمبر بواقع 500 ألف برميل يوميًا على أقل تقدير ليصل إلى 30.7 مليون برميل يوميًا وفقًا لبيانات إنتاج منظمة أوبك التي تم الحصول عليها من مصادر وطنية . وارتفع الإنتاج في كل من ليبيا والعراق والسعودية والكويت ونيجيريا، وقد ضاعفت ليبيا إنتاجها خلال شهر واحد ليصل إلى 778 ألف برميل يوميًا وذلك على الرغم من التقلبات الحادة في الأوضاع السياسية والأمنية. وبعد أن خفضت المملكة العربية السعودية الإنتاج بواقع 410 آلالف برميل يوميًا إلى 9.6 مليون برميل يوميًا خلال الشهر، وهو أكبر انخفاض شهري في 20 شهرًا، استأنفت زيادة إنتاجها خلال شهر سبتمبر بواقع 110 آلاف برميل يوميًا، وتعدّ هذه الحركة هي الأولى من عدة عمليات خفض محتملة في الإنتاج قد تدرسها منظمة أوبك من أجل الحفاظ على الأسعار العالمية للنفط عند نحو 100 دولار للبرميل، كما خفضت المملكة العربية السعودية سعر البيع الرسمي لخامها المعياري العربي الخفيف لعملائها الآسيويين بنحو 1.7 دولار للبرميل، فيما يبدو أنه عرض لحماية الحصة السوقية في مواجهة المنافسة الزائدة من أنواع الخام القادم من غرب أفريقيا وبحر الشمال، كما قامت أيضًا دول مصدرة أخرى من منظمة أوبك كالكويت بخفض أسعار البيع. وقد رفعت الكويت إنتاجها بواقع 100 ألف برميل يوميًا منذ أن انخفض إنتاجها لأقل مستوى منذ أربعة عشر شهرًا عند 2.8 مليون برميل يوميًا في يونيو، وقد أمنت الكويت مؤخرًا مبيعات نفطية إضافية بواقع 170ألف برميل يوميًا لشركة يونيبك في الصين لمدة تمتد إلى عشر سنوات، إضافة إلى عقد جديد مع شركة بترون لتكرير النفط في الفلبين ستورد الكويت بموجبه 65 ألف برميل من النفط الخام يوميًا في العام 2015. في الوقت نفسه، حافظت إمدادات النفط من خارج أعضاء منظمة أوبك على قوتها عند 2.1 مليون برميل يوميًا في سبتمبر وذلك مقارنة بالعام الماضي. وقد ساهمت إيرادات النفط الصخري في ارتفاع النفط الأميركي لأعلى مستوى منذ 28 عامًا عند 8.5 مليون برميل يوميًا في يوليو. وبالفعل، من المحتمل أن تتفوق أميركا على السعودية كأكبر مصدر لمنتجات النفط السائلة في العالم. ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تصل الزيادة في الإمدادات العالمية الإجمالية لدول أعضاء أوبك ودول خارج منظمة أوبك إلى 910 ألف برميل يوميًا مقارنة بالشهر السابق لتصل إلى 93.8 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إمدادات النفط من خارج أعضاء منظمة أوبك بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا في عالام 2015 (بما فيها الغاز الطبيعي المسال)، إضافة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط إلى 1.1 مليون برميل يوميًا مع خفض في تقديرات الإنتاج المطلوب من أوبك لتلبية الطلب العالمي بواقع 0.4 مليون برميل يوميًا، أي خفض الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 29.3 مليون برميل يوميًا.