قدم الدكتور أحمد حسين الجميلي، الأستاذ بقسم التاريخ - كلية الآداب - جامعة الانبار - جمهورية العراق، ملخص مشروع بحثي بعنوان "سياسة روما واثرها على مصر وسوريا ما بين 44 ق.م - 14 م"، وذلك ضمن المؤتمر الدولي الاول "مصر ودول البحر المتوسط عبر العصور" والمقام بكلية الآثار جامعة القاهرة في الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر الجاري. وقال الجميلي في ملخص الموضوع، إن مقتل قيصر نتيجة مؤامرة دبرها جماعة من الجمهوريين في قاعة مجلس الشيوخ (السناتو) senatus كان على رأسهم صديقه بروتوس (Brutus) وكاسيوس (Cassius) وذلك في 15 آذار "مارس" عام (44 ق.م) لأنهم شعروا بأنه يريد فرض النظام الملكي على روما. وبذلك ساد الاضراب مجددًا الإمبراطورية الرومانية ثم ما لبث أن آلت السلطة إلي الحكومة الثلاثية الثانية المكونة من أنطونيوس ولبيدوس (Lepidus) وأوكتافيانوس (Octavianus)، فكانت سوريا من نصيب أنطونيوس. وأضاف الجميلي: إن الحدث الأبرز الذي اثر على سوريا في تلك الحقبة هو زواج أنطونيوس من كليوباترا آخر ملكة من أسرة البطالمة الحاكمة في مصر عام (37 ق.م) والتي كانت ترغب بالحصول على جنوبسوريا لأنه كان قديمًا تابعًا لمملكة البطالمة، وفعلًا أهداها أنطونيوس بعض مناطق سوريا وفلسطين واعترف بأبوته لطفليها، فضلًا عن أنه أعطاها قليقية، وفي عام (34 ق.م) نادى أنطونيوس بكليوباترا على سوريا السلوقية وفينيقية، وهكذا أخذت كليوباترا تنظيم ممتلكاتها الجديدة في سوريا. أثرت هذه الأحداث السياسية على تنظيمات أنطونيوس الإدارية وخاصة بعد هباته لكليوباترا. فكان لها اثر سلبي على سوريا من خلال الضرائب الباهظة وذلك لسد نفقات الحروب ورواتب الجند ففرض أنطونيوس ضرائب عالية ثم أرسل حملة لنهب أغنياء "تدمر" وكان اول صدام بين روما وتدمر عام (41 ق.م) ثم اشتباك أنطونيوس مع اوكتافيانوس فكان ذلك بداية عهد جديد بالنسبة للعالم الروماني، وهكذا كانت أعمال أنطونيوس ذات أثر سيئ على تنظيماته في سوريا سواء من ناحية تخليه لكليوباترا عن جزء من أراضي سورية وتفضيل مصلحته الشخصية على المصلحة العامة أو من ناحية فرض الضرائب المرتفعة التي أرهقت السكان. وواصل الجميلي: بعد معركة أكتيوم حاول أنطونيوس وكليوباترا استعادة قوتهما المتزعزعة وفي صيف عام 30 ق.م تقدم أوكتافيانوس نحو الإسكندرية، وذهبت سدى كل محاولات أنطونيوس لتنظيم الدفاع عنها إذ تخلت عنه قواته وانحازت إلي أوكتافيانوس ولما سمع أنطونيوس أن كليوباترا قد انتحرت، انتحر هو الآخر لكن الملكة كيلوباترا لم تكن قد انتحرت بل حوصرت وأوشكت أن تقع أسيرة، ولما سمعت بموت أنطونيوس، خافت عار الأسر فانتحرت هي الأخرى. وهكذا ضمت مصر إلي الأقاليم الرومانية رسميًا ورجع أوكتافيانوس في السنة التالية إلي روما واحتفل بانتصاراته الثلاث في دلماشيا وأكتيوم ومصر وأصبح أوكتافيانوس سيد العالم الروماني. إذ اتبع سياسة جديدة تجاه مصر وسوريا كانت مفادة تحقيق اطماع روما السياسية والاقتصادية في كل من مصر وسوريا.