سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. ثاني أكبر مساجد مصر "يصرخ".. «الظاهر بيبرس» يتحول ل«خرابة ومأوى للحيوانات».. الأثريون يحملون الحكومة المسئولية.. والآثار الإسلامية ترد: الشركة المتعاقدة على الترميم أخلت ببنود العقد
يعتبر جامع الظاهر بيبرس، من أكبر جوامع القاهرة، إذ يبلغ طوله 103 أمتار وعرضه 106 أمتار، ولكن لم يبق منه سوى الجدران الخارجية، ومجموعة من عقود رواق القبلة، في حين حفظ مرور الأيام والسنين الكثير من تفاصيله الزخرفية، الجصية والمحفورة في الحجر، إضافة إلى أن خطط في عمارته على نسق غيره من الجوامع المتقدمة، إذ إنه يتألف من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة، أكبرها "رواق القبلة"، كانت عقودها مرفوعة على أعمدة رخامية باستثناء تلك المشرفة منها على الصحن. أثناء ترميم المسجد من جانب شركة عثمان أحمد عثمان (المقاولون العرب) التي تم التعاقد معها على القيام بترميم ذلك البناء الآثري، قامت اللجنة التي تم تشكيلها لمراجعة ما تم من أعمال بمتابعة الترميم، ووجدت أن الطوب المستخدم في العملية هو الرملي ذلك الطوب الذي يتعارض مع المبادئ الأساسية للترميم المعماري ومن هنا ظهرت المشكلة الفنية وتوقف الترميم لمخالفة المقولون العرب لاصول الترميم والبناء الأثري. من جانبه قال الدكتور محمد فوزي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، إن ذلك الطوب الرملي المستخدم في الترميم مخالف لبنود المشروع والتصور المعماري الأثري والتي أقرت باستخدام الطوب الأحمر طبقا لأصول البناء الأثري، مشددا على أن الحكومة غير مسئولة عن تعويض هذا المبلغ، وموضحًا أن الشركة هي التي تسببت في ذلك وخالفت البنود المتفق عليها في تنفيذ المشروع ولذلك ستتحمل تكاليف التعويض، وسيتم ردم ما تم بناؤه لإعادة ترميمه بالطوب الأحمر طبقًا لأصول البناء الأثري. وأشار فوزى إلى أن الشركة ستتحمل تكاليف الردم، موضحًا أن ما تم ترميمه خلال الفترة الماضية وصلت تكلفته إلى ما يقارب ال 400.000 جنيه. وأضاف الدكتور عبدالفتاح البنا، الخبير في الترميم الأثري، أن مسجد الظاهر بيبرس من المناطق الأثرية التي تركه لنا السلطان بيبرس من قديم الزمان، فكيف يُهمل وتطفو المياه الجوفية على أراضيه وتسكنه الكلاب ويصلي المصلون في جزء منه فقط، في الوقت الذي يعتبر ثاني أكبر مساجد في مصر بعد مسجد أحمد بن طولون، مؤكدا أن الدكتور إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، هو من يتحمل مسئولية الإهمال بالمناطق الأثرية. وتابع أحد المواطنون من أمام الجامع، "يوجد إهمال يسيطر على الجامع من جانب الجهات المسئولة عن ترميمه"، متعجبا "كيف سار ذلك الجامع الذي كان يتجمع فيه الآف المصليين إلى مسكن للكلاب وبرك للمياه الجوفة ومقلب للمخلفات امام الجامع، فالكلاب يتزايد أعدادها يوما بعد آخر والمياه الجوفية تتزايد بكثافة داخل ساحة الجامع". وفي نبرة تحمل استياء الأهالي الشديد من الإهمال، قالوا: "احنا بنصلي في جزء صغير جدا من مساحة تبلغ طولا 103 أمتار وعرضا 106 أمتار من مساحة الجامع، فهل هذا شيء يُسعد الحكومة ووزارة الآثار؟!، وطالبوا بضرورة زيارة من الوزارة إلى الجامع لمعاينته واتخاذ قرارت لإعادة النظر في ترميمه. واستجابة لنداءً أهالي منطقة الظاهر، قامت "البوابة نيوز" بالبحث حول مشكلة توقف الترميم الذي بدأ ولم يستكمل، ما جعل الإهمال والمشكلات تتزايد داخل الجامع، وتوصلت إلى تصريح من الدكتور محمد فوزي، رئيس الآثار الإسلامية، جاء فيه، بزيارة الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار والتراث إلى محافظة دمياط منذ فترة بحث من خلالها عن الطوب الأحمر المستخدم في أصول البناء الأثري والترميم ووجده متوافر بكثره، لذلك أكد على أن الدماطي خلال الفترة القادمة سيطالب بأستكمال مشروع الترميم الذي توقف لفترة قد تصل إلى 4 أعوام، وسيتم إبلاغ شركة المقاولون العرب بردم ما تم ترميمه بالطوب الوردي واعادته بالطوب الأحمر للانتهاء بمشروع تنفيذ ترميم جامع الظاهر بيبرس.