قررت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور "مصطفى أمين" إزالة الدعامات الداخلية التي أجرتها الشركة المنفذة لترميم مسجد الظاهر بيبرس بالظاهر وذلك لاستخدمها الطوب الرملي (الوردي) مخالفة لبنود مقايسة المشروع والتصور المعماري الأثري المعتمد من اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية التي أقرت استخدام الطوب الأحمر في بناء العقود والدعامات. وقال أمين في تصريح اليوم أنه نظرا لعدم توافر الطوب الأحمر المتفق عليه للتنفيذ وقلة المعروض منه اتفق فريق الإشراف الآثري والهندسي بالموقع ومدير عام المنطقة الأثرية على استبدال الطوب الأحمر بالطوب الرملي الوردي وأقروا ذلك في محضر رسمي وذلك مخالفة للوائح المتبعة بأنه كان يجب العرض على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية لاستشارة أعضائها في استخدام الطوب الرملي كبديل للطوب الأحمر لبناء الحوائط والعقود. وأشار إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها لمراجعة ما تم من أعمال ترميم أقرت بعدم استخدام الطوب الرملي لتعارض ذلك مع المبادىء الأساسية للترميم المعماري للأثر والتي تقضي باستخدام نفس طرق ومواد الإنشاء المطابق للأصل الآثري لضمان توافق الخواص الطبيعية والميكانيكية بين ما هو أثري أصيل وجديد مستحدث ، مؤكدا أنه لم يتم استخدام الطوب الرملي الوردي فى أي من مشروعات الترميم الآثري المعماري من قبل وتجربة البناء به في مشروع بأهمية مشروع ترميم جامع الظاهر بيبرس هو أمر مرفوض. وأوضح أن خطة ترميم المسجد وضعت في الحسبان مشكلة المياه الجوفية المرتفعة بالجامع وترميم الأواوين والحوائط الخارجية والقبة بتكلفة تبلغ ما يقرب من 70 مليون جنيه من أجل إعادة المسجد إلى حالته كتحفة معمارية وأن دولة كازاخستان قدمت منحة قيمتها 5.4 مليون دولار من أجل المساهمة في ترميمه باعتبارها مسقط رأس الظاهر بيبرس، وتقدم قيمة المنحة على 3 مراحل. يذكر أن الظاهر بيبرس بدأ في بناء المسجد في العام 665 ه - 1266م وانتهى من بنائه عام 667 ه 1269 على مسافة 10 آلاف متر مربع، وقد أنشئ على نفس تخطيط مساجد العصر الفاطمي، ويتكون من صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة. ويعد جامع الظاهر بيبرس من أشهر المساجد الموجودة بالقاهرة، شيد في عصر السلطان الظاهر ركن الدنيا والدين بيبرس البندقداري الصالحي، وإليه ينسب حيّ الظاهر الموجود به الجامع.