بدأ حكم دولة داعش يتحول لأوهام وأحلام "بائرة"، كما حدث لحكم الإخوان القطبيين بمصر من قبل وسقط دون رجعة. وداعش تعتنق أفكار التكفير القطبي الذي نشأ بمصر، وأكد ذلك د. يوسف القرضاوي في تصريحاته الأخيرة من أن زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي كان في تنظيم الإخوان قبل أن ينضم لداعش. وأفكار داعش والقطبيين هي نفس أفكار الخوارج الذين كفروا وقتلوا الصحابة وعلى رأسهم على بن أبي طالب، وسنن الله في التكفيريين أن تقطع دولهم وتنتهي كما حدث من قبل لدويلات فرق الخوارج وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلما ظهر قرن قطعه الله". وجماعة الإخوان بعد أن وصلت لحكم مصر ظلت حبيسة لتوجهاتها القطبية فتهاوت دولتها، وركنت لأفكار جماعتها التي لا تتواكب مع روح وطيبة ومسالمة شعب مصر وتدينه المعتدل السهل البسيط، وإذا لم تقم جماعة الإخوان بمراجعة أفكارها ستتهاوى تباعًا وتتداعى وتنتهي وتصبح سطورًا في التاريخ. وعدد كبير من شبابها وأفرادها شعروا بأخطاء قياداتهم القطبية سواء الأخطاء الفكرية أو العملية التي تستوجب المراجعة مثلما تفعله الآن جماعة الإخوان في الجامعات بنشر خطر الصراع المسلح في المجتمع المصري وحشد المظاهرات العنيفة. وإذا استمرت جماعات العنف الخوارجي مثل داعش وبيت المقدس وغيرهما في إنتاج فكر الغلو والعنف، فالنتيجة مزيد من الارتكاس والانتكاس لهذه الجماعات ومشروعها السياسي. وسواء كان هذا الجهاد التكفيري يجتهد اجتهادًا شرعيًا غير سائغ يدفعه أم كان مدفوعًا من أخرى خارجيًا أو إقليميًا وقد تصب دول وجماعات إقليمية ودولية، مزيدًا من البنزين على النار، بشكل يجعل نار الفتنة متقدة، ولكن مهما بلغ حجم هذا التيار التكفيري، وتعددت جماعاته وازدادت شراستها، فهو إلى ضعف وزوال. وإذا لم تترشد وتتبين هذه الجماعات أن ما تفعله ليس من الدين بل هو عقيدة وسلوك فرق الخوارج القديمة، فستنتهي تلك الجماعات.. وهذا هو الانتحار بعينه. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلما ظهر قرن قطعه الله".