بعد موافقة ملايين المصريين على مشروع الدستور وفشل الإخوان في المقاطعة وتزايد تبخر وتطاير أوهام وأحلام الاخوان في عودتهم لحكم مصر، وإن كان قادتهم موقنين في أنفسهم باستحالة عودتهم للتربع على عرش مصر، ولكنهم ظلوا يخدعون أتباعهم وحلفائهم والمتدينين الطيبين ويعيشونهم أحلام اليقظة لعل وعسى تحدث معجزة وتدخل أمريكا والغرب ويعودون لفردوس الحكم المفقود وأخذ التنظيم الدولي للإخوان يزيد من الضجيج الإعلامي وتأليب العالم الخارجي على مصر، وازداد دوره بوجود القيادات الكبيرة الهاربة في الخارج مثل الدكتور محمود عزت ومحمود حسين وجمعة أمين، والمعروف أن محمود عزت هو الرجل الأول في إخوان مصر، فوجود هذه الشخصيات في الخارج وتنسيقها مع التنظيم الدولي وربط تحركاته بما يحدث في مصر يجعل تأثير التنظيم الدولي على استقرار الاوضاع في مصر خطير بما يقدمه من ملايين الدولارات لتنظيم المظاهرات والتغطية الإعلامية لها، ومحمود عزت بحكم تركيبته القطبية يميل إلى التعاون والتنسيق مع تنظيمات القاعدة والتكفير والجهاد مخالفا بذلك ما عرفته عن جماعة الإخوان خلال الثلاثين سنة الماضية من شعار الاعتدال والوسطية واندماج مع المجتمع فسيطرت برفعها راية الاعتدال على النقابات ودخل أعضائها المجالس النيابية، ولكن قيادتها الجديدة القطبية إذا استمرت وظلت حبيسة توجهاتها القطبية ستتهاوى منظوماتها التي لا تتواكب مع روح وطيبة ومسالمة شعب مصر وتدينه السهل البسيط وستتهاوى تباعا وتتداعى ما لم تقدم حلولا مستقبلية، فعدد كبير من شبابها وأفرادها شعروا بأخطاء قياداتهم القطبية سواء الأخطاء الفكرية أو العملية التي تستوجب المراجعة مثل الاستعلاء السياسي والإيماني في فترة التمكين ومرض عقدة المظلومين والاضطهاد والرغبة في التمكين السريع خوفا من الخطر الداهم، ونشر حالة الصراع في المجتمع المصري بإشاعة الانقسامات ووضع المجتمع في خطر الصراع المسلح. إن ما حشدته جماعة الإخوان من مظاهرات أمام الجامعات وبالذات جامعة الأزهر – وذلك لأن الازهر وشيخه بموقفهم العظيم في تأييد ثورة 30 يونيو سحب بساط احتكار الدفاع عن الإسلام من تحت أقدام جماعة الإخوان التي تحاول أن تحتكر الدفاع عن الإسلام – ولذلك يركز الإخوان على المظاهرات في جامعة الأزهر وإثارة القلاقل فيها حتى يقللوا من هيبة ومكانة الأزهر وشيوخه، أمام المصريين والعالم. وإذا استمرت جماعة الإخوان في دفع جماعات التكفير في إنتاج فكر الغلو والعنف فالنتيجة مزيدا من الارتكاس والانتكاس للمشروع الإسلامي والإسلام السياسي ، فإن تكفير المسلمين، واستباحة أعراضهم ودمائهم وأموالهم، سيؤدي بكل تلك الجماعات إلى الضعف ثم إلى الزوال كما هي سنة الله فميا سبقوهم من الخوارج كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلما ظهر قرن قطعه الله» فإن جماعة الإخوان والإسلام السياسي بكافة تنظيماته، تضرر وتشوه وتأخر حركته وتعثرت بسبب الذين يتسلحون بالشجاعة والحماسة وقد يكون بالإخلاص أيضا دون أن تكون لهم بصائر كافية، وعلم شرعي أولى، يجنبون به أنفسهم وجماعتهم ومجتمعاتهم سوء المصائر، وكل عمل يقفز فوق تضاريس الطبيعة، ليس من الشريعة، لأنه سيصطدم بصخرة الواقع. وإذا لم تكف جماعة الإخوان عن تشجيع هذه الجماعات بل وعليها أن ترشد هذه الجماعات المقامرة، وتبين لها أن ما تفعله ليس من الدين بل هو عقيدة وسلوك فرق الخوارج القديمة التي حاربت وقتلت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الإمام علي بن أبي طالب. فسيكون هو الانتحار بعينه لجماعة الإخوان والتكفيرين، والاندثار والانتهاء كأي فرقة غابرة نقرأ عنها في كتب التاريخ وكانت أقوى وأكثر عددا من الإخوان.