"الأوبزرفر": اعتراف بريطانيا رسميًا بدولة فلسطين دَفعة للأمام في الاتجاه الصحيح

اعتبرت صحيفة (الأوبزرفر) البريطانية، انعقاد البرلمان البريطاني للتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين، بمثابة دعم لقيمتَي السلام والعدل في منطقة الشرق الأوسط المفتقرة بشدة لكلتيهما.
ودعت الصحيفة –على موقعها الإلكتروني- أعضاء البرلمان البريطاني إلى اغتنام الفرصة السانحة، قائلة إن دعوة الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين حتى ولو بشكل رمزي، من شأنها أن تبعث رسالة قوية إلى منطقة يعصف فيها العنف الأعمى بأي آمال سياسية شرعية.
ورأت أن تلك الرسالة في أبسط صورها هي أنه "من الممكن إحراز تقدم إيجابي حتى على صعيد أطول النزاعات أمدا وأعقدها عندما يستعد الساسة المؤمنون بالديمقراطية ويتهيأ لهم المناخ للنضال من أجل المبادئ التي تم انتخابهم لإعلائها".
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة لا يمكن الطعن عليها حتى من جانب أكثر المنحازين المتشددين لإسرائيل.. وقالت إن بريطانيا قد تفي بالتزامها الذي تتقاسمه مع معظم أعضاء المجتمع الدولي، المتعلق بحل الدولتين.. ورأت أن هذه الخطوة كفيلة بإنعاش عملية السلام المتدهورة.
كما رأت (الأوبزرفر)، أن تصويت البرلمان البريطاني لصالح دولة فلسطينية من شأنه أن يقول لإسرائيل أنه "إذا كان حقها في الوجود الآمن كدولة مستقلة لا يزال بمثابة مبدأ راسخ في السياسة البريطانية والغربية، فإنه في الوقت ذاته لم يعد موقفُ غضّ الطرف عن قضية حقوق مكافئة للفلسطينيين، أمرا مقبولا لدى قطاع متنام من الرأي البريطاني والأوروبي.
وأضافت "أنه لم يعد ممكنًا القول بوجوب أن يسبق الاعترافَ البريطاني بالدولة الفلسطينية، حلٌ كامل وتسويةٌ سلمية لكافة المشاكل المعقدة بين جانبي الصراع.. أما إذا تم التوصل لتسوية عادلة للقضايا الرئيسية، كتلك المتعلقة بالأمن المشترك ورسم حدود دولة فلسطينية تضم غزة والضفة الغربية ومستقبل القدس كعاصمة مشتركة والمستوطنات ومصادر المياه وحق عودة اللاجئين، عندئذ يتعين أن يحظى طرفا المفاوضات بنفس القدر من المكانة والاحترام".
ونبهت (الأوبزرفر)، إلى أنه بعد اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين لن يكون من الحكمة لإسرائيل أن تتجاهل حقيقة الزخم الأممي الذي اكتسبه مطلب الفلسطينيين بقيام دولتهم.
ومن المقرر أن يصوت أعضاء مجلس العموم البريطاني الاثنين، على ما إذا كانوا يعتقدون انه يجب أن تعترف الحكومة بدولة فلسطين... وكانت 138 دولة وافقت على الاعتراف فعليًا بدولة فلسطينية مستقلة في تصويت أجري بالجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، غير أن معظم دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها بريطانيا لم تعلن بعد اعترافها الرسمي.
ويأتي التصويت وسط خطوات في دول أوروبية أخرى للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية؛ فقد أعلنت الحكومة السويدية، التي تنتمي لتيار يسار الوسط، اعتزامها الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، لتكون بذلك أول دولة كبيرة في الاتحاد الأوروبي تنحو هذا المنحى.
يذكر، أن بريطانيا إحدى الدول الأساسية المانحة للسلطة الفلسطينية، وتقول إنها تدعم بقوة جهود بناء الدولة الفلسطينية.