ذكر القيادي السابق في التنظيمات الجهادية صبرة القاسمي، أن إعلان الجهاديين في ليبيا عن تشكيل مايعرف ب "مجلس شورى شباب الإسلام" وتسميتهم مدينة درنة ولاية من ضمن ولايات تنظيم "داعش" هو الخطر الأكبر على مصر خلال الفترة المقبلة، وأوضح القاسمي في تصريحات ل"البوابة نيوز" أن أعداد الجهاديين الليبيين الذين أعلنوا انضمامهم رسميًا إلى تنظيم داعش يتعدى ال10 آلاف مقاتل في الوقت الحالي، وأضاف القاسمي وهو منسق "جبهة الوسط لمكافحة العنف والتطرف"، أن أعداد المقاتلين المنضوين تحت راية التنظيم في ليبيا تشهد تزايدا مستمرا، وهم يشكلون خطرًا على الأمن المصري، مشيراً إلى أن مواجهة تنظيم داعش بالقتال سيزيد من الأزمة، ولن ينجح التصدي لتلك الجماعات، داعيًا مشايخ الأزهر إلى مواجهة أفكار التكفيريين بالحجة وإقناع الشباب بخطورة تلك التنظيمات على الدين الإسلامي والأمن القومي، فيما وضعت مبايعة جماعة مايعرف ب"مجلس شورى شباب الإسلام"، التي ولدت من تنظيم "أنصار الشريعة" القيادة المصرية في مأزق شديد، لاسيما في ظل تعرضها لضغوط غربية من أجل المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش، وكان الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، قال في وقت سابق: إن التنظيمات الإسلامية الموجودة حاليًا على الساحة خرجت جميعها من رحم تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أنها تحاول فرض سيطرتها على المنطقة؛ لتنفيذ مخطط أمريكي إسرائيلي لإغراق الدول العربية في الفوضى، وإعادة تقسيمها على أسس طائفية وعرقية على حد وصف الشيخ نعيم، ويضيف الجهادي السابق نبيل نعيم، أن هناك مجموعات متشددة تحمل السلاح، وهي خاضعة لتنظيم الإخوان في ليبيا، من بينها حركة فجر ليبيا التي تمول من قبل التنظيم الدولي للجماعة، مشيرًا إلى أنه جلس مع مشايخ قبائل ليبيين، وأكدوا له أن أزمتهم لن تحل سوى بتشكيل حكومة من مشايخ القبائل، وتضمن مشاركة جميع الأطراف؛ لأن الجميع يحمل أسلحة وقادر على رفع راية العصيان في غياب الدولة، وتأتي هذه التطورات في وقت يزور فيه رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني العاصمة المصرية، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسئولين والقادة العسكريين، بينما يزور القاهرة أيضًا الجنرال جون آلن، منسق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش، كما يعتزم الرئيس السوداني عمر البشير زيارة القاهرة في 18 من شهر أكتوبر الجاري، ويرى مراقبون مختصون بالجماعات المتشددة، أن تمدد داعش بهذه الكثافة والقوة ووصوله بهذا الزخم إلى مناطق شمال أفريقيا العربية بالتزامن مع نشره خريطة مايعرف ب "دولة الخلافة"، والتي تضم جميع تلك المناطق يستدعي دورًا عربيًا أكبر؛ لمكافحة تمدد التنظيم المتشدد، ويعتقد خبراء أمنيون ومحللون سياسيون أن التحركات السياسية التي تجري في القاهرة، ولقاءات الزعماء هناك على المستويين السياسي والعسكري، مقدمة لدخول الجيش المصري على خط التحالف من أجل القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" لاسيما بعد وصوله إلى حدود مصر الغربية مع ليبيا، ووجود حركات إسلامية متشددة في الداخل المصري.