في محاولة لتثقيف وتعليم أكثر من 200 ألف ممرض وممرضة بمخاطر أمراض السكر وكيفية التعايش مع المرض بدءًا من العلاج بالأنسولين والعناية بالقدمين والطعام الصحي والمضاعفات الناتجة عن مرض السكر قررت الهيئة العامة للتأمين الصحي منح دروسًا خصوصية لأعضاء هيئة التمريض لمساعدة المرضى بأساليب علمية. جاء ذلك خلال إطلاق أول مبادرة للتوعية بمرض السكر ومخاطره ومضاعفاته، بين الهيئة العامة للتأمين الصحي بالتعاون مع مؤسسة ليلي للأدوية، والتي تهدف إلى توعية وتدريب أفراد هيئة التمريض التابعين للهيئة على أحدث طرق العلاج وأساليب رعاية المرضى وطرق الوقاية منه، وكذلك المخاطر الصحية المترتبة عليه، وأهمية مصارحة المرضى بكافة الحقائق المرتبطة بمرض السكر لتفادي حدوث مضاعفات صحية قد تهدد حياتهم، ومن أهمها أمراض القلب. تعتمد الدورات التدريبية للمبادرة والتي ستبدأ المرحلة الأولى منها ب25 متدرب على أداة متطورة للتدريب وهي خرائط المحادثة وهي أداة للتدريب التفاعلي من ابتكار مؤسسة هيلثي انتراكشن "Healthy Interactions" بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمرض السكر IDF وتحت رعاية عالمية لمؤسسة ليلي منذ عام 2008، وتعتمد خرائط المحادثة على الحوار بين مجموعات صغيرة من مرضى السكر أو ذويهم، بهدف تبادل المزيد من المعلومات حول طرق الإدارة المثالية للسكر بشكل شخصي وتحت إرشاد وتوجيه من الطبيب. وتتألف مبادرة التوعية من شقين، الشق الخاص بمرض السكر وكيفية التعامل مع المرضى، ويضم مجموعة من المحاضرات عن المرض والمضاعفات وطرق العلاج، أما الشق الثاني فيتضمن التدريب على خرائط المحادثة للتوعية بمرض السكر. أما عن الخرائط نفسها، فالأولى تشرح كيفية حدوث مرض السكري من النوع الثاني ومدى تأثيره على الجسم، وتشرح الثانية كيفية تعامل مريض السكري من النوع الثاني مع مرضه والتعايش معه ومنع مضاعفاته، أما الخريطة الثالثة فتركز على مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني وكيفية تجنبها، وتتناول الخريطة الرابعة التغذية الصحية لمرضى السكري، أما الخريطة الخامسة فهي لتوعية مريض السكر من النوع الثاني الذي كتب له العلاج بالأنسولين لأول مرة، أما الخريطة السادسة فتركز على العناية بالقدم لمريض السكر والخريطة السابعة خاصة بمرضى السكري من الأطفال وأخيرًا الخريطة الثامنة والتي تركز على التعامل مع مرضى السكري في شهر رمضان. وأكد آندرس كريستنسون مدير عام شركة ليلي مصر للأدوية أن أهمية المبادرة تكمن في التعريف بخطورة مرض السكر الحقيقية ومضاعفاته الصحية التي تؤثر على نمط حياة المرضى، وقد تؤدي لمضاعفات صحية خطيرة تهدد حياته، مبينًا أن تفاقم المشكلة مع زيادة الأعباء المالية على المريض وأسرته. وقال كريستنسون إن الهدف من تلك المبادرة، التي تستخدم أسلوب خرائط المحادثة، هو تبسيط المعلومة الطبية وإيصالها للمريض بأسهل طريقة، بما يتيح له إدارة حالته وتفهمها والتعامل معها بشكل يجنبه المضاعفات الخطيرة للمرض، مشيرًا إلى أنها تسعي للوصول من خلالها لأكبر عدد ممكن من الأطباء والقائمين بالرعاية الصحية في المستشفيات التابعة للتأمين الصحي. في حين يرى الدكتور سمير حلمي أسعد خليل، أستاذ السكر والدهنيات والميتابوليزم بطب الإسكندرية والخبير الدولي في شئون التثقيف الصحي، أن هذا التدريب يأتي في الأساس على استخدام الوسائل والوسائط التي تساعد على تثقيف مريض السكري فيما يختص بكيفية التعامل مع المرض وكذلك على أساليب المناقشة والإقناع والتعليم وتدريب المرضى على أن يكونوا مشاركين في اتخاذ القرار ورسم الخطة العلاجية.