نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، تقريرًا أعده مراسلها في القاهرة "ديفيد كيركباتريك" عن كيف حصّن الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه داخل البلاد، حيث قال المراسل إن السيسي استفاد كثيرًا من حالة الفوضى العارمة التي تعيشها الدول المجاورة والعربية، حيث جعل كافة مؤسسات الدولة تنظر له على أنه المُخلص وكان ذلك أحد العوامل التي جعلته يُحصن منصبه كرئيس للبلاد. وأضاف المراسل، أن قيام السيسي بإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان بمثابة اعتراف رسمي بالسيسي جاء متأخرًا بعد توتر دام عام في العلاقات الأمريكية - المصرية. وشدد المراسل على أن زيارة السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، أظهرت مدى ولاء حلفائه له، كما اعتبرها المصريون اعترافًا دوليًا برجل دولة محترم وزعيم في المنطقة. وقال المراسل إن التهليل الذي صاحب الرئيس السيسي من قبل الوفد المرافق له بعد الانتهاء من كلمته كشف عن احتكار السلطة في حكمه، والذى يراه العديد من المحللين لم يحدث في مصر منذ حكم محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة. وتابع المراسل بالقول إن السيسي استفاد كثيرًا من الإعلاميين المؤيدين له، حيث ردد العديد منهم طوال الفترة الماضية جملة "على الأقل نحن أفضل من سوريا والعراق"، بينما اعتبرها البعض كمزحة للهروب من الأخبار السيئة. ونقل المراسل قول بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين اجتمع معهم السيسي، حيث وصفوه بأنه شخص مبتسم، وواثق من نفسه، ولكنه عنيد بهدوء، فهو يبتسم، يشجعك حين تتحدث، ولكنه في الوقت نفسه يرفض بشدة أن ينحني أو ينصاع لأوامر أو الضغوط الغربية، على حد قوله. بينما قالت تمارا كوفمان ويتس، الباحثة في معهد بروكينجز، إن الأوضاع الاقتصادية للمصريين ازدادت سوءًا منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك". وأشار المراسل إلى أن السيسي يبدو غير متعجل في عقد الانتخابات البرلمانية والتي جعلت الأحزاب غير الإسلامية تبدي تخوفها من أي تأخير في خارطة الطريق.