أكد الرئيس الكيني اوهورو كينياتا، على ضرورة ألا يصرف الحديث عن تنظيم "داعش" أنظار العالم عن الأخطار والتهديدات التي تتعرض لها القارة الإفريقية التي يتعين على دولها العمل معا من أجل التوصل إلى حلول للتحديات التي تواجهها من خلال حشد مواردها، بغض النظر عن ندرتها، في جهد مشترك يؤدى إلى تحسين الأوضاع بها. وتطرق كينياتا – في كلمة خلال لقائه مع سفراء الدول الإفريقية المعتمدين في بلاده نقلت هيئة الإذاعة الكينية مقتطفات منها اليوم الجمعة - إلى ما وصفه ب"الضجة المثارة حول تنظيم "داعش" في الوقت الذي يتم فيه تجاهل الحديث عن قضايا أكثر خطورة في إفريقيا مثل تهديدات جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا والوضع المتدهور في ليبيا ونشاط الإرهابيين في الصومالوكينيا". وقال الرئيس الكيني "إنه لا ينبغي طرح ما يحدث في ليبيا جانبا. إنها مشكلتنا ويجب علينا إيجاد حل لها"، مشددا على ضرورة تضافر جهود دول القارة الإفريقية لمواجهة هذه التهديدات من واقع مسئوليتهم عن تحديد مصير قارتهم. وأوضح قائلا "يمكننا أن نشكو أن العالم لا يساعدنا، ولكن علينا أولا أن ندرك جميعا أنه لا يوجد أي التزام لأي أحد بمساعدتنا، إننا نحن المسئولون عن مساعدة انفسنا، ومن هذه النقطة يتعين علينا أن نبدأ". وأكد كينياتا على ضرورة بدء الدول الإفريقية العمل معا على إجراء الأبحاث في القطاعات التي تؤثر على نمو القارة، ومن بينها إيجاد وسائل العلاج من الأمراض والأوبئة مثل الملاريا وايبولا، وقال"لا يمكننا أن ننتظر أن يأتي إلينا أناس من خارج القارة ليقدموا لنا علاجا لمرض الملاريا، لأنها ببساطة لا تؤثر عليهم بل تضر بنا نحن". كما أكد الرئيس الكيني على حاجة القارة الإفريقية إلى التحدث بصوت واحد على الساحة الدولية، حتى يمكن إن الاستجابة لمطالبها من خلال تبادل الآراء بين قادة دول القارة ومسئوليها. وطالب الدول الإفريقية بعدم السماح للحدود المصطنعة التي رسمتها الدول الاستعمارية في الماضي أن تفصل بينهم، مؤكدا أن كينيا تعول كثيرا على مسالة التضامن الإفريقي. وحول هذه النقطة، قال وليام روتو نائب الرئيس الكينى، خلال المقابلة، إنه بالإمكان تحويل الحدود بين الدول الإفريقية إلى جسور تربط بين شعوبها وتساهم في تسهيل حركة البضائع والخدمات، وقال:"لا يجب أن تقف الحدود عقبة في طريق حركة الشعوب". وقال كيليبرت نكوماني المفوض السامي لزيمبابوي وعميد الدبلوماسيين في نيروبي إن "الأمن والإرهاب يمثلان أكبر التحديات للنهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في القارة الإفريقية"، مشيدا بدور كينيا في الحرب على الإرهاب وبناء السلام وإيجاد الحلول للمشاكل في منطقتي القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، وناشد الدول الإفريقية حشد مواردها لمواجهة التحديات التي تواجه القارة.