لم تغب حماس عن المشهد السياسي المصري، فبعد الانتصار الذي حققته “,”الإخوان“,” الجماعة الأم لحماس في مصر، عندما حازت على أعلى منصب في مصر، وسقوطها المريع الذي انتهى بعزل مرسي القيادي السابق في الجماعة، تبدأ حركة حماس الآن إعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها، فما مصير الحركة بعد سقوط الإخوان في مصر؟ هل سيستمر وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟ ووسط مخاوف بخسارة قطر الممول الرئيسي للجماعة، إضافة إلى أردوغان، هل ستلجأ الجماعة لإيران وبالتالي ترجع إلى عهدها في الكفاح المسلح ضد إسرائيل؟ كيف ستكون علاقتها بمصر ما بعد مرسي؟ جوناثان شانزر، المحلل السياسي المتخصص في شئون الإرهاب ونائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، نشر تحليلا في “,”سي أن أن“,” الشبكة الأمريكية، حول دلالة سقوط مرسي لحماس، أشار فيه إلى أن الجيش المصري وجه ضربة عقابية لحماس في غزة، فالرئيس المعزول كان آخر من تبقى من أصدقاء حماس، بعد أن غادرت دمشق، وقطعت إيران التدفق النقدي عنها. وبعد تكتل محور المقاومة العام الماضي الذي يضم حزب الله وسوريا، والأخيرة تمول من قبل إيران، وقتلت الآلاف من الإخوان، وبالتالي غادرت حماس مكاتبها في سوريا. وفي تقرير نشرته “,”هآرتس“,” قبل أسابيع من عزل مرسي، ذكرت أن إيران لم تتخل تماما عن حماس، حيث تزودها بالأسلحة، ولكن البنية التحتية لحماس بما فيها رواتب الموظفين استبدلت بالدعم القطري والتركي، ولكن التسليح خاصة القاذفات الصاروخية تستوردها حماس من إيران. وفي العام الماضي، شكلت كل من قطر وتركيا وحماس ثلاثيا داعما للإخوان في مصر، وفقا ل“,”سي أن أن“,”. الموقف تغير الآن بعد عزل مرسي، أصبحت حماس متروكة وحدها، وحليفتاها قطر وتركيا مستعدتان ل“,”رميها تحت الحافلة“,” لمزيد من الحوافز المالية أو السياسية، في الوقت نفسه كثف الجيش المصري جهوده لمنع شريان الحياة المالي لحركة حماس، وأغلق كل أنفاق التهريب من سيناء إلى قطاع غزة. في السابق، استضاف مرسي الانتخابات الداخلية لحركة حماس، وكذلك شخصيات بارزة مثل موسى أبو مرزوق، ولم يألو الرئيس الإخواني وجماعته جهدا في تمويل إخوانهم في غزة ماليا، إضافة إلى الدعم السياسي الذي قدمه إخوان مصر إلى حماس، في محاولة لشرعنة الحركة دوليا. محمود الزهار الآن، وفقا لما نشره موقع “,”المونيتور“,”، يخطط للعودة إلى قيادة حماس مدعوما من طهران، معتبرا أزمة حماس الآن فرصة له، وشن هجوما على مشعل بسبب قراراته التي يتخذها دون التشاور مع قيادات الحركة، مثل التصالح مع فتح، والتخلي عن الكفاح المسلح. ويذكر الموقع أن الزهار لديه سلطة معنوية بين أعضاء حماس المتشددين.