في ضوء نتائج ثورة 30 يونيو الباهرة التي عبرت فيها جماهير الشعب المصري بصورة مبدعة واسطورية عن رفضها لاستمرار السياسات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي حاولت التفرقة بين ابناء الشعب الواحد وتفكيك الدولة المصرية لأول مرة في التاريخ وفي ظل العجز الذي تعيشه النخب السياسية التي تجاوزتها الحركة الجماهيرية خلال الموجه الاولي والثانية للثورة ، وأصدر عدد من الاتحادات النقابية والحركات الوطنية ومجالس حقوق الانسان بيان تأسيس “,” التحالف الوطني “,” كإطار ديمقراطي وشعبي للتصدي لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية الحالية وتأسيس الجمهورية الثالثة ديمقراطيا وفقا لأهداف الثورة الشعبية المصرية . ووقع علي البيان كل من “,”اتحاد كتاب مصر ، واتحاد النقابات المهنية وعددها 18 نقابة ، وحركة الدفاع عن الجمهورية ، والنقابة العامة للفلاحين ، وبرنامج المشاركة الوطنية ، وتحالف الشباب الثوري ، واتحاد جمعيات حماية المستهلك ، والمجلس العربي الدولي لحقوق الانسان ، واتحاد المصريين في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وجمعية الرعاية الاجتماعية لأعضاء النادي الأهلي “,”. وجاء إعلان تأسيس “,” التحالف الوطني “,” استجابة لمطلب ملح في الآونة الأخيرة في مواجهة بعض المواقف السياسية الرخوة التي تتعامل مع أحداث وموجات الثورة المصرية من منظور المصالح الشخصية دون اعتبار للمصالح العليا للوطن ، ودأبت علي تهميش قوي الشعب الاجتماعية وعزلها عن دائرة صنع القرار بينما يعيش الوطن لحظات تاريخية فارقة محاطا بالمخاطر التي تهدد وجوده وثورته . إن الشعب المصري لا يزال يواجه كل يوم العديد من المؤامرات الداخلية بعد نجاحه في اسقاط رأس النظام الفاشي وسلطة الجماعة المنحلة التي ولا زالت توجه سهامها المسمومة للنيل من الدور التاريخي للجيش المصري في حماية الادارة الثورية للشعب كما تحاول باستماته استعادة مواقفها السابقة بالابتزاز والتهديد ، وهذا لم يمنع نزيف الجهد الشعبي نتيجة الاشتباك علي العديد من القضايا التي سبق وان حسمها الشعب وحراكه الثوري عقب كل انتصار تحققه الجماهير بإصرارها وحشودها التاريخية وتضحيتها العظيمة تأكيداً للهوية المدنية المصرية للدولة ولأسسها الديمقراطية . إن الواقع العملي لطبيعة النحبة السياسية التي احتكرت الحديث باسم الشعب بدون تفويض منه يفرض الان ضرورة أن تتقدم الصفوف طليعة وطنية جديدة من ابناء هذا الوطن العظيم تمثيلا لقواه الاجتماعية واكثر قدرة علي التفاعل ديمقراطيا مع جماهيره في مواقعه من خلال تنظيمات النقابات الفرعية والتنظيمات المحلية والحركات الشعبية ، وهذا ما يتوفر الان في إطار “,” التحالف الوطني “,” الذي يعتمد في بناءه التنظيمي علي النقابات والاتحادات ومنظمات المرأة والشباب والحركات الشعبية ومنظمات العمل الاجتماعي . واعتمد “,” التحالف الوطني “,” في أولوياته عدداً من القضايا أهمها“,” تعزيز قضية استقلال الادارة الوطنية في مواجهة الضغوط التعسفية التي تمارسها القوي الكبرى علي مصر لتحقيق مشاريعها في المنطقة وفي مقدمتها تنويع صادر السلاح ، البناء الاقتصادي علي الامكانيات الذاتية اولا ورفض استمرا الضغط الأجنبي ، استرداد الدور الاقليمي لمصر في في منظومته العربية والأفريقية ،وتصحيح وحماية المسار الثوري وعدم ترك القرار في قبضة النخب دور احترام للحوار الشعبي ، وسقوط النظام السابق بأركانه ، والاعتماد علي القيادات المنتخبة من القواعد الشعبية في النقابات والاتحادات والحركات ، وتطبيق سياسات تسكين الالم الاجتماعي للطبقات الاكثر احتياجا ، وتطبيق مبدأ المحاسبة قبل المصالحة مع نظامي الحزب الوطني والجماعة المنحلة ، ومنع قيام الاحزاب علي اساس ديني نصا في الدستور الجديد ، وتمكين الشباب في مصر لرسم السياسات المستقبلية . إن “,” التحالف الوطني “,” يحاول بناء موقف شعبي وطني موحد تجاه مهام المرحلة الانتقالية القائمة من خلال ما ورد في خريطة المستقبل التي اعلنت عقب انتصار إرادة الثورة علي النظام السابق ، وفتح الافاق لتأسيس جديد لبناء وطني ديمقراطي شامل . ويدعو “,” التحالف الوطني “,” جماهير الشعب المصري في هذه اللحظات الحاسمة إلي التكاتف والتماسك والتوحد خلف هدف حماية الثورة المصرية لضمان انتصارها وتحقيق أهدافها الكاملة وعدم الانحراف بها إلي دروب فرعية كما يأمل أعداؤها وإننا واثقون من انتصار الشعب في النهاية .