أعلن عدد من القوى اليسارية من أحزاب وحركات ثورية عن تدشين “التحالف الديمقراطى الثورى” والذي وصفة أحمد شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري بالتاريخي الغير مسبوق ويتكون من 10 أحزاب وحركات ثورية والذي تم الإعلان عنه رسميا فى مؤتمر صحفي ظهر اليوم ،الأربعاء، في مقر الحزب الاشتراكي المصري. ويتكون التحالف الديمقراطي الثورى من أحزاب الاشتراكى المصرى، التحالف الشعبي الاشتراكي، والتجمع، والعمال والفلاحين، والشيوعى المصرى، وائتلاف المصرى لمكافحة الفساد، حركة الاشتراكية الثورية (يناير)، اتحاد الشباب الاشتراكى، وحركة مينا دانيال. وبحسب مؤسسيه فإن ما دفعهم لتشكيل هذا التحالف على الرغم من كونهم أعضاء فى تحالفات أخرى هو كون أهداف ثورة 25 يناير لم ينجز منها شيء، خصوصاً فما يتعلق بتحقيق الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، حيث أكدت القوى المشاركة أن هناك مخاطر كثيرة تعترض طريق الثورة من جانب قوى الثورة المضادة، التى تمثل تحالف الشرائح الرأسمالية “القديمة والجديدة” بقيادة جماعة الإخوان، التى تُعيد إنتاج نظام مبارك، بنفس قواعده الطبقية، وعلاقاته، وانحيازاته الداخلية والخارجية، التى تحاول جنى المكاسب الذاتية الرخيصة على حساب تضحيات الشهداء وجهود المناضلين من كل الاتجاهات. وأضاف المؤسسين في البيان الأول للتحالف أن حماية السيادة الوطنية علي رأس أهداف التحالف ومعها استقلال القرار الوطني في كافة المجالات وبسط السيادة الوطنية. وقالت الدكتورة كريمة الحفناوي أنا التحالف حدث من أجل آلتاكيد علي أن الثورة مستمرة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الشعب وأن تدشين هذا التحالف رسميا تم بناء على أربعة مبادئ رئيسية هي: بناء دولة مدنية ديمقراطية، وحماية السيادة الوطنية، ومقاومة سياسات الليبرالية الجديدة، وإشاعة التنوير والثقافة الديمقراطية المدنية والعقلانية والتأكيد على حرية الفكر والإبداع والتعبير، بالإضافة إلى الانحياز الكامل للثورة ومطالبها وعلى رأسها تحقيق العدالة الاجتماعية. وطالبت كريمة الحفناوي بالاستغناء عن المعونة الامريكية وكافة القروض التي تجعل الدولة خاضعه للهيمنة الامريكية والتي تفرض علي مصر رفع الدعم علي الطاقة وهو الذي يضر بشكل مباشر بالمواطن المصري ، و أضافت أن الأوان للفعل أنه لا مزيد من المؤتمرات والندوات أخري دون حركة في الشارع كما أضافت أنه لا يجوز أن تحتكر قلة البلد والأغلبية تتسول حقها وحتي لو بدأنا من البداية ونقف علي سلم نقابة الصحفيين مجموعة قليلة تطالب بإسقاط النظام. واستنكرت كريمة الحفناوي القرار الذي أصدره وزير التجارة والصناعة بتجريم التظاهر والاعتصام للعاملين بالوزارة وتهديدة بالفصل لمن يخالف القرار وهو الذي وصفته الحفناوي بالتجاوز الخطير الذي لم يسبق أن صدر في تاريخ الجمهورية المصرية وحتي في عهد المخلوع حسني مبارك الذي قامت الثورة ضده. وأوضح المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام لحزب الاشتراكى المصرى فى تصريح أن كل قوى التحالف يسارية اشتراكية، سعت لتكوين قطب يسارى قوى يمكنه أن يكون فاعلا فى تشكيل مستقبل البلاد والدفاع عن الفئات الفقيرة والمهمشة. وأكد شعبان علي دور اليسار المصري تاريخيا في الحركة الوطنية ودوره في دعم النضال حتي تحررت سيناءالمحتلة ودوره في حركة 18 و19 يناير 79 والتي سميت بانتفاضة الخبز وتم قمع اليسار في أعقابها، وشارك أيضا اليسار المصري في التمهيد لثورة يناير منذ عقود وشارك في تأسيس حركة كفاية والوطنية للتغيير وفي دعم الحركة الطلابية والعمالية. وأعرب شعبان عن تفاؤله الشديد بهذا التحالف وتمكن المشاركين فيه من اجتياز الصعوبات وبلورة رؤية سياسية مشتركة لمواجهة اللحظة الراهنة بما ما فيها، لافتا إلى أن هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى تلتقى فيها أغلب قوى اليسار على رؤية مشتركة محددة لآليات النضال السياسي. وأكد شعبان أن القوى المشاركة فى هذا التحالف حرصت على تأسيسه ليكون تحالف استراتيجى وسياسي فى المقام الأول وليس انتخابي، نظرا لكون التحالفات الانتخابية غير دائمة ومرهونة فقط بتوقيت الانتخابات وبعدها يتم تفكيكها، على خلاف هذا التحالف الذى أراد مؤسسوه أن يكون تحالفا أعمق و طويل المدى. وأضاف الأمين العام للاشتراكى المصرى أنه من الوارد مستقبلا أن يتم التفاعل بين هذا التحالف وغيره من التحالفات الانتخابية خاصة أن معظم مؤسسيه أعضاء بالفعل فى تحالف الجبهة الوطنية المصرية التى تضم أحزاب الدستور والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، وغيرها من الأحزاب المدنية بالإضافة للتيار الشعبي والذى يسعى لتكوين تحالف انتخابي قوى من القوى المدنية يحقق التوازن فى عملية التحول الديمقراطى ويتولى الدفاع عن قضية الدستور ويخوض الانتخابات بما يحقق بناء برلمان متوازن يحفظ المصالح الوطنية. ومن جهتة، أكد المهندس كمال خليل الناشط اليساري أن التحالف هو بداية لتوحيد اليسار المصري في جبهة وهي أيضا بداية لتوحيد قوي الثورة في مواجهة حلف طبقي حاكم يتكون من إلاخوان المسلمين وعناصر النظام القديم الذين يتبعون خطي نظام مبارك ومن أمثلة ذلك قمع النظام الحالي لاضرابات العمال واعتصامات الطلاب.