موعد تنسيق الثانوية الأزهرية 2025.. مؤشرات كليات جامعة الأزهر 2024    المسلماني: الرئيس لا يريد شعبًا مغيبًا وجاهلًا (فيديو)    «لا يجب التنكيل بالمخطئين».. المسلماني: الرئيس طلب الاستعانة بكل الكوادر الإعلامية    رئيس الأعلى للإعلام: الرئيس السيسي أكد على ضرورة إعلاء حرية التعبير    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الإثنين 11 أغسطس 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025    عيار 21 الآن في الصاغة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 11 أغسطس بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    "تضامن سوهاج" تكرم 47 رائدة اجتماعية وتمنحهن شهادات تقدير    94 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    رئيس مياه سوهاج يتفقد المحطات ويؤكد على أهمية مطابقتها للمواصفات القياسية    أول تعليق من وائل الدحدوح على استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع    استشهاد الصحفي أنس الشريف بقصف إسرائيلي في غزة.. هذا آخر ما كتبه على «فيسبوك»    زلزال بقوة 6.19 درجة يضرب تركيا    دبلوماسية أوروبية: أي اتفاق بين أمريكا وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي    موظفو طيران في بروكسل يطالبون بعدم استئناف الرحلات لإسرائيل    نتنياهو: إسرائيل ألحقت ضررًا جسيمًا بإيران سيستمر تأثيره لسنوات    أوصيكم بقرة عيني وبفلسطين وأهلها، رسالة مؤثرة للصحفي أنس الشريف قبل استشهاده    جيش الاحتلال الإسرائيلي يتبنى اغتيال الصحفي أنس الشريف    برشلونة يكتسح كومو بخماسية ويتوج بكأس خوان جامبر    هاني رمزي يكشف أسباب خسارة الأهلي من مودرن.. وينتقد ثنائي الأحمر    خالد الغندور: التوأم يوصي فتوح بالالتزام للمشاركة مع الزمالك    «تحت الصفر».. نجم الزمالك السابق يهاجم أفشة بتصريحات نارية    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن قائمة منتخب الشباب استعدادًا لمباراتي المغرب الوديتين    حسام حسن يطلب ضم ثنائي الأهلي لمعسكر منتخب مصر في سبتمبر    كاف يعلن جدول مباريات مسار في بطولة شمال إفريقيا للسيدات المؤهلة لدوري أبطال إفريقيا    اتحاد الكرة الليبي يكشف مصير مباراة الأزمة بين الأهلي طرابلس والهلال    محافظ الفيوم يكرم أوائل الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية    الداخلية تضبط طالبا يستعرض بدراجة بخارية    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل محل دهانات بالمنيا    السيطرة على حريق داخل مخزن مواد غذائية فى الزيتون دون إصابات.. صور    فنان شهير يتهم فتاة بالتحرش به والإساءة لزوجته وفريق بحث لضبطها    قرار هام بشأن البلوجر مونلي صديق سوزي الأردنية بتهمة نشر فديوهات خادشة    إخلاء سبيل طالب طعن زميله في شبرا الخيمة    اتهامات لمحامي بالاعتداء الجنسي على 4 أطفال بالدقهلية    4 أبراج «بيحققوا النجاح بسهولة»: يتمتعون بالإصرار والقوة ويتحملون المسؤولية    كشافين في القرى للبحث عن أم كلثوم والشعراوي.. المسلماني يكشف توجيهات الرئيس    «إسكندرية السينمائي» يطلق استفتاء جماهيري لاختيار أفضل فيلم سياسي مصري    اجتماع مديري الثقافة والتربية والتعليم لتعزيز الأنشطة الثقافية والتعليمية بين الطلاب    ويزو تحكي أسرار "مسرح مصر": «أشرف عبدالباقي كان بيأكلنا ويصرف علينا من جيبه»    جنات لتليفزيون اليوم السابع: "سعيدة بردود الفعل على الألبوم الجديد"    تامر عبد الحميد: نظام الدوري الجديد أصعب.. والحسم قد يأتي مبكرا    المشهد الإعلامى الوطنى.. وما يتطلب فعله..!    فوائد اليانسون، يهدئ المعدة ويعالج نزلات البرد والإنفلونزا ويقوي المناعة    المنوفية تُطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية | صور    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    وكيل صحة المنيا يشدد على الانضباط وتطوير الخدمات الصحية    عبدالغفار: «100 يوم صحة» تقدم خدمات علاجية ووقائية متكاملة بالمجان بجميع المحافظات    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    "الجلاد ستيل" يضخ 3 مليارات للتوسع في الإنتاج وزيادة حصته التصديرية    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    سعر مواد البناء مساء اليوم 10 أغسطس 2025    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    الوطنية للصحافة: صرف مكافأة نهاية الخدمة للمحالين للمعاش خلال يوليو غدا    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص    الشوربجي يشكر الرئيس السيسي على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة العالمية تحيي اليوم العالمي لمنع الانتحار تحت شعار "منع الانتحار.. عالم واحد متصل"
نشر في البوابة يوم 06 - 09 - 2014

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 10 سبتمبر اليوم العالمي لمنع الانتحار 2014 تحت شعار (منع الانتحار.. عالم واحد متصل)، حيث يهدف إلي زيادة الوعي حول خطورة مسألة الانتحار ومحاولات الانتحار على الصحة العامة ، وإعطاء قضية الوقاية من الانتحار أولوية أكبر على جدول أعمال الصحة العامة على الصعيد العالمي.
وأضحي الانتحار مشكلة خطيرة على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وأنه في كل عام يقضي أكثر من 800 ألف شخص نحبهم منتحرين، وهو ما يعني حالة انتحار كل 40 ثانية تقريبا، وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم، ويحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قررت الاحتفال باليوم العالمي لمنع الانتحار في يوم 10 سبتمبر 2003 بالاشتراك مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار.
وكشف تقرير عالمي نشرته منظمة الصحة العالمية لعام 2014 بعنوان (منع الانتحار.. ضرورة عالمية)، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي ظاهرة الانتحار والتي أصبحت مشكلة خطيرة على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وأنه في كل عام يقضي أكثر من 800 ألف شخص نحبهم منتحرين، وهو ما يعني حالة انتحار كل 40 ثانية تقريبا.
وذكر التقرير أن معنى هذه الأرقام أنه في كل عام يزهق الانتحار أرواحا أكثر من ضحايا جرائم القتل والحروب معا، مشيرا إلى أن حالات الانتحار في الدول العربية أقل من غيرها بسبب انتشار التدين الإسلامى، فيما يتزامن إطلاق التقرير مع اليوم العالمي لمنع الانتحار وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية لمناشدة دول العالم لوضع وتنفيذ استراتيجيات شاملة لمنع الانتحار في جميع أنحاء العالم.
كما يعد التقرير أحدث توثيق شامل للحالة الحالية لجهود منع الانتحار في جميع أنحاء العالم تصدره المنظمة الدولية، ويأتي في أعقاب تطبيق مجلس الصحة العالمية لخطة العمل الشاملة حول الصحة العقلية 2013 - 2014 التي تلتزم بموجبها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بتقليل معدلات الانتحار بنسبة 10% حتى حلول عام 2020.
وانتقدت المنظمة في تقرير لها غطى 172 دولة واستغرق إنجازه عقدا كاملا التغطيات الإعلامية المكثفة لحوادث انتحار المشاهير، موضحة أن ذلك يقدم الانتحار كحل للهروب من المشاكل التي يعانيها الشخص مما يشجع الفئات الهشة على الإقدام عليه.
وقال شيخار ساكسينا مدير الصحة النفسية بالمنظمة "إن الانتحار صار مشكلة صحية حقيقية حيث أن عدد ضحاياه كل سنة يفوق عدد ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية، لافتا إلى أن نحو 1.5 مليون يلقون حتفهم كل عام في أحداث عنيفة، أى نحو 800 ألف منهم نتيجة قتل النفس عمدا".
وبحسب التقرير، فإن أعلى نسب الانتحار سجلت بوسط وشرق أوروبا وآسيا، وأن نسبة الذكور الذين يقدمون على الانتحار هي ضعف نظيرتها لدى النساء، موضحا أن بعض الدول شهدت تسجيل معدل انتحار كبير لدى من يبلغون عقدهم السابع من العمر، بينما دول أخرى يعتبر فيها الانتحار السبب الثاني للوفاة لدى الفئة التي يتراوح عمرها ما بين 15 و29 عاما.
كما وجهت ألكسندرا فليشمان، التي ساهمت في تحرير التقرير، انتقادا لاذعا للطريقة التي يغطي بها الإعلام حوادث انتحار بعض المشاهير، والذين كان آخرهم الممثل الأمريكي الشهير روبين ويليامز، وذكرت رئيسة الجمعية الدولية للوقاية من الانتحار إيلا أرنسمان أن خمسة أشخاص نجوا من حوادث انتحار في السابق أكدوا أنهم عاودوا التفكير في الأمر بعد مشاهدتهم للتغطية الخاصة بحادثة انتحار الممثل ويليامز.
وشددت أرنسمان على أهمية عدم تزيين وجه قتل النفس عمدا، لأن ذلك يؤثر سلبا على الفئات الهشة، محذرة من أن أقرباء المنتحر يعتبرون الأكثر معاناة من الحادثة، وأشارت منظمة الصحة العالمية أن أعلى نسبة للفئات الأكثر عرضة للانتحار سجلت بدولة غويانا (44.2 من أصل 100 ألف)، تلتها على التوالي كل من كوريا الشمالية 38.5، وكوريا الجنوبية 28.9 من أصل 100 ألف، واحتلت سيريلانكا المركز الثالث بنسبة 28.8، ثم بليتوانيا 28.2، وسورينام 27.8، وبلغت النسبة في دولة جنوب السودان 19.8، فيما تقاسمت كل من روسيا وأوغندا النسبة نفسها 19.5، واليابان 18.5.
وكانت السلطات اليابانية قد ذكرت أن عدد حالات الانتحار في البلاد انخفض في عام 2013 بواقع 2.4% عن العام السابق، ليصل إلى 27.195 ألف حالة، فيسجل العام الرابع على التوالي من الانخفاض، وقالت وكالة الشرطة الوطنية في تقرير أولي "إن هذا العدد وهو الأدنى خلال 16 عاما، وظل أقل من 30 ألفا للعام الثاني على التوالي".
وأشار هيساو ساتو الذي يرأس منظمة غير ربحية للحد من الانتحار في أكيتا شمالي اليابان إلى أن هذا الانخفاض يرجع إلى الجهود المبذولة عبر التعاون مع خبراء ومجموعات المواطنين ومسؤولي الحكومة المحلية، لكنه قلل من الشعور بالتفاؤل لأن متوسط المنتحرين يوميا بلغ 75 شخصا العام الماضي.
وأضاف أن أجزاء من شمال شرق اليابان شهدت ارتفاعا في أعقاب زلزال مارس عام 2011، وما تلاه من موجات المد العاتية "تسونامي" والكارثة النووية، موضحا أنه عادة ما ترتفع حالات الانتحار في مكان ما بعدما يشهد كارثة كبيرة، كما أشار تقرير السلطات اليابانية أن أكثر من ربع اليابانيين وهم في سن العشرين تقريبا فكر في الانتحار مما يجعل بلادهم من أكثر البلاد تعرضا لهذه الآفة وفق ما أظهرته الدراسة الرسمية.
وقال "إن 28.4% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما، والذين شملهم الاستطلاع في اليابان، أنه سبق أن فكروا في الانتحار، وأن نحو ثلث هؤلاء الشباب الفكرة طرأت عليهم العام المنصرم"، وشدد معدو هذه التقرير على أن هذه المعطيات تظهر تردد الشباب في التحدث مع الآخرين أو أنهم لا يجدون من يتحدثون معه بشأن مشكلاتهم بسبب سطحية العلاقات الاجتماعية، مفضلين المعاناة لوحدهم دون إشراك الآخرين، في حين أعرب 23.4% من كل الفئات العمرية عن أنهم فكروا في الانتحار وهي نسبة تزيد ب4.3% عما ما جاء في الدراسة السابقة حول الموضوع عام 2008.
وشمل الاستطلاع أكثر من ألفي شخص، وبلغت النسبة عند النساء 27.1% وعند الرجال 19.1% على ما جاء في الدراسة، ويصل معدل الانتحار في اليابان، البالغ عدد سكانها 128 مليونا، إلى 24 من كل 100 ألف مواطن، وهو حوالي ضعف المعدل العالمي على ما تفيده منظمة الصحة العالمية.
وتظهر الدراسات أن خيار وضع حد للحياة غالبا ما يكون مرتبطا بمشاكل مالية أو عائلية.. ففي عام 2011 انتحر أكثر من 30 ألف في اليابان ثلثهم من الرجال وثلثهم من النساء، ومع أن العدد هو الأدنى منذ عام 1997 فقد طالبت المنظمات المتخصصة بتكثيف وسائل الوقاية، وتخشى هذه المنظمات من ارتفاع حالات الانتحار مجددا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والصدمة الناجمة عن الزلزال والتسونامي والكارثة النووية التي ضربت شمال شرق اليابان.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أظهرت دراسة أجرتها الحكومة الأمريكية، وتعد الأشمل حتى الآن، أن معدل الانتحار بين قدامى المحاربين البالغ عددهم 23 مليون محارب في تزايد أكثر مما كان يعتقد في السابق حيث يموت 22 شخصا كل يوم أي بمعدل واحد كل 65 دقيقة في المتوسط.
وشملت الدراسة - التي نشرتها وزارة شؤون قدامى المحاربين خلال الفترة من عام 1999 إلى 2010، وبالمقارنة مع دراسات سابقة أقل دقة - فإن تقديراتها أشارت إلى 18 حالة انتحار يوميا بالولايات المتحدة.
وقالت وزارة شؤون قدامى المحاربين "إن عدد حالات الانتحار بالولايات المتحدة زاد بنسبة 11% خلال الفترة من 2007 إلى 2010، مشيرة إلى أن أكثر من 69% من حالات الانتحار بين المحاربين القدماء كانت بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم خمسين عاما فأكثر".
وبدوره، قال السناتور الديمقراطي باتي موراي عن ولاية واشنطن، الذي تبنى تشريعا يدعم الرعاية الصحية للمحاربين القدماء، "تقدم هذه البيانات صورة أكثر دقة، وهي صورة محزنة بل مثيرة للانزعاج عن معدلات انتحار المحاربين القدامى".
وكان إقرار الجيش الأمريكي بأن حالات الانتحار بلغت رقما قياسيا عام 2012 متفوقة على عدد القتلى الذين يسقطون أثناء القتال وبلغ عددهم 349 شخصا أي بمعدل واحد يوميا تقريبا، ويحدث هذا رغم التركيز الأكبر على مستوى القيادة بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووزارة شؤون قدامى المحاربين على مشكلة الانتحار.
وذكرت تقارير مراكز السيطرة علي الأمراض والوقاية الأمريكية أن زيادة معدلات الانتحار بين متوسطي العمر من 35 إلى 64 قد بلغت نسبتها 30% تقريبا خلال الفترة من 1999 إلى 2010، وأن عدد المنتحرين من هذه الفئة العمرية تجاوز عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية، حيث بلغ عدد المنتحرين 38.364 ألف حالة، بينما بلغ عدد وفيات الحوادث 33.687 ألف حالة. وأشار التقرير إلى أن الانتحار كان يعتبر مشكلة تتعلق بالمراهقين والمسنين، ولذلك كانت الزيادة بين متوسطي العمر مثيرة للاستغراب، ومع ذلك قالت المحاضرة في علم الاجتماع بجامعة (روتجرز) "إن الأرقام المذكورة حول الانتحار أقل من الواقع، وعن أسباب الزيادة لم يذكر التقرير معلومات وافية بخلاف الأسباب العامة مثل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، لكنه قال "ربما يكون هناك شيء خاص بهذه الفئة العمرية وكيفية رؤيتها لقضايا الحياة".
في حين ذكرت التقارير أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأوروبا في الثلاث سنوات الماضية هزت حياة الكثيرين من الناس وأدت إلى ارتفاع كبير في معدلات الانتحار، موضحة أنه في الاقتصادات الأضعف في أوروبا مثل اليونان وأيرلندا وإيطاليا أصبح الانتحار بين أصحاب الشركات الصغيرة والمشرعات المبتدئة ظاهرة أطلقت عليها بعض الصحف الأوروبية "الانتحار الذي سببته الأزمة الاقتصادية".
وأشارت إلى أن الصورة الكاملة في أوروبا لهذه الظاهرة ليست واضحة تماما بسبب التأخر في إعلان الإحصاءات، إلا أن من الواضح أن الدول التي تعرضت بصورة أكبر للأزمة هي التي تعاني من الانتحار بصورة أكبر من غيرها.
كما وارتفع معدل الانتحار في اليونان بنسبة 24% ما بين عامي 2007 و2009 طبقا لإحصاءات حكومية، أما في أيرلندا فقد زادت بنسبة على 16%، وفي إيطاليا زاد المعدل بنسبة 52% إلى 187 شخصا عام 2010 (آخر سنة سجلت فيها الإحصاءات) ارتفاعا من 123 عام 2005.
ويقول باحثون "إن الظاهرة زادت هذا العام مع تطبيق الحكومات سياسات التقشف التي ضاعفت من مشاكل الكثيرين، كما كشفت دراسة علمية نشرت في بريطانيا مؤخرا عن أن الركود الاقتصادي البريطاني الموجع وزيادة البطالة ربما دفعا أكثر من ألف شخص في إنجلترا للانتحار.
وأظهرت الدراسة أنه بين عامي 2008 و2010 كان هناك 846 حالة انتحار بين الرجال في إنجلترا أكثر مما كان متوقعا إذا استمرت التوجهات السابقة و155 حالة بين النساء، ووجدت الدراسة أيضا أنه بين عامي 2000 و2010 كانت كل زيادة سنوية 10% في عدد العاطلين عن العمل مرتبطة بزيادة 1.4% في عدد حالات انتحار الذكور.
وقال كيث هاوتون أستاذ بمركز بحوث الانتحار بجامعة أكسفورد "إن نتائج الدراسة "كانت ذات أهمية كبيرة وتزيد المخاوف بالتأكيد لكن يجب تفسيرها بحذر.. ومن المهم أيضا عدم تضخيمها بطريقة قد تزيد من الأفكار الانتحارية لدى أولئك الذين تأثروا بالركود".
وأظهرت بيانات من مركز استعلامات الرعاية الصحية والاجتماعية أن عدد الوصفات الطبية المصروفة في إنجلترا لمضادات الاكتئاب زادت بنسبة 9.1% في عام 2010، كما أن كثير من البريطانيين مروا بأسوأ أزمة في مستويات المعيشة منذ 40 سنة وأثرت الأزمة بقوة في الشباب، حيث ارتفعت البطالة بينهم فوق 20%، فقد تقلص الاقتصاد لفترة التسعة أشهر الماضية وتنتج الآن 4.5% أقل من قبل الأزمة الاقتصادية.
وكشفت الدراسة أن عدد الرجال العاطلين عن العمل ارتفع في المتوسط في أنحاء بريطانيا بنسبة 25.6% كل عام من 2008 إلى 2010، وهو ارتفاع مرتبط بزيادة سنوية في حالات انتحار الذكور بنسبة 3.6%، وهناك أيضا نمط في بريطانيا حيث أن الرجال أكثر ترجيحا ثلاث مرات للإقدام على الانتحار من النساء، في حين أن النساء أكثر ترجيحا للإبلاغ عن كونهن مكتئبات ويسعين للمساعدة.
وأفادت دراسة أجراها فريق قادة (ستاكلر) بأن ظاهرة الانتحار زادت بصورة كبيرة في أوروبا، خاصة في الدول الأكثر تعرضا للأزمة بين عامي 2007 و2009، وقال علماء اجتماع آخرون "إن دولا مثل السويد وفنلندا استطاعت تفادي ارتفاع معدلات الانتحار عن طريق الاستثمار في مشروعات سوق العمل، وهي مبادرات تعيد تأهيل الأفراد وتعينهم على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى بدلا من تقديم الحكومة معونات مباشرة لهم".
وأكد ستكلر أنه في حين أن هذا النوع من الدراسات الإحصائية لا يمكنه تحديد علاقة سببية إلا أن ثقل الارتباطات كان قويا، مضيفا أن نتائج الدراسة عززتها مؤشرات أخرى من زيادة مشاكل الصحة النفسية والتوتر والقلق.
ويقول تقرير الصحة العالمية "إن معدلات الانتحار التقديرية في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية (الذي يضم 17 دولة عربية من 22 دولة) تبدو عموما أقل بكثير من الأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية، ويفسر الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ذلك قائلا "قد تفسر لنا المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والثقافية تجاه الانتحار ومحاولاته إلى حد ما أسباب انخفاض معدلات الوفاة بالانتحار في هذا الإقليم عن غيره من أقاليم العالم، أي أن الدين يلعب دوراً في تقليل الانتحار في المنطقة العربية".
وأضاف أنه مع ذلك هناك أدلة على أن معدلات الانتحار مرتفعة نسبيا بين فئات عمرية محددة في الإقليم الشرق أوسطي خاصة بين الشباب العربي من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، والرجال والنساء من عمر 60 عاما فأعلى، ويحدث الانتحار في الغالب نتيجة لسلسلة من الأحداث والعوامل على مدار حياة المرء وليس نتيجة لحدث أو عامل واحد.
ويشير الدكتور العلوان إلى أن هناك الكثير مما يجب فعله لمنع الانتحار قائلا "لابد من وضع سياسات وسن إجراءات تشريعية.. ويتطلب الأمر بالتزامن مع ذلك تعزيز الوعي العام والمهني بالانتحار كمشكلة صحة عامة من أجل زيادة المساحة المخصصة لمناقشتها بعقلانية واتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بمنع الانتحار.. فعلى سبيل المثال ينبغي وضع استراتيجيات تحظر الوصول لأساليب الانتحار الشائعة مثل الأسلحة النارية أو المواد السامة مثل مبيدات الحشرات، والوقاية والعلاج من الاكتئاب والكحول وتعاطي المخدرات، ومتابعة التواصل مع الذين حاولوا الانتحار وجميعها أثبتت فعاليتها في تقليل معدلات الانتحار".
وشدد أنه من الضروري تحسين كفاءة توثيق حالات الانتحار والإبلاغ عنها من أجل صياغة الاستراتيجيات المطلوبة وأساليب التدخل.
وتزداد الحاجة إلى ذلك خاصة أن عددا من الدول تشهد أزمات إنسانية حادة أو مستمرة تسهم في ارتفاع معدلات الانتحار بسبب التعرض المستمر للمعاناة والنكبات والاضطرابات العقلية ونقص كفاءة وقدرات المؤسسات الصحية والاجتماعية التي تقدم العون الذي تمس الحاجة إليه.
ويزخر تقرير (منع الانتحار.. ضرورة عالمية) بعدد كبير من المصادر من القطاعين الصحي وغير الصحي التي تعين الحكومات على وضع وتنفيذ الاستراتيجيات الفعالة لمنع الانتحار.
وتشير دراسات اجتماعية إلى أن العنوسة والبطالة هما أبرز أسباب الانتحار لدى الشباب بجانب قصص الحب الفاشل بين المراهقين، فيما كشف تقرير صادر عن وزارة الصحة السعودية عن 397 حالة انتحار أخرى فحصها الطب الشرعي تمت بوسائل مختلفة، منها رمي النفس من أبنية مرتفعة أو الشنق أو استعمال السم أو الطلق الناري أو حرق الجسد.
وكشفت إحصائية صادرة عن المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة عن تزايد أعداد الشباب المصريين المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة، حيث أقدمت حوالي 2700 فتاة على الانتحار سنويا بسبب العنوسة، فضلا عن إقدام العديد من الشباب على الانتحار أيضا بسبب البطالة وصعوبة الزواج، خصوصا ممن يعيشون قصصا غرامية.
وأظهرت دراسة مصرية أن هناك 3708 حالات انتحار وقعت في مصر خلال عام 2007، وأن نسبة المنتحرات من الإناث كانت أكثر من الذكور لتصل إلى 68% للإناث مقابل 32% للذكور، وسبق أن سجلت إحصائيات المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة وقوع 2355 حالة انتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و23 عاما خلال عام واحد طبقا للإحصائيات الرسمية.
وقال خبراء اجتماع "إن تزايد حالات انتحار الشباب يأتي نتيجة للبطالة وعدم توافر فرص العمل حتى سن متأخرة للشباب، كما تشير دراسات أمنية مصرية إلى أن نسبة من الشباب المصري والعربي الذي أقبل على الانتحار ترجع إلى بطالة هؤلاء الشبان وشعورهم باليأس وأنهم عالة على أسرهم التي ربتهم وعلمتهم وظلوا في كنفها حتى بلغت أعمار بعضهم سن 40 عاما بدون عمل أو زواج أو أمل في مستقبل مهني محترم.
ويعتبر الانتحار من الأمراض التي تحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل على رأب الفجوة في الصحة النفسية والذي تم إطلاقه في عام 2008، ليوفر التوجيه التقني المسند بالبينات لرفع مستوى تقديم الخدمات ورعاية الاضطرابات النفسية والعصبية والمتعلقة بتعاطي مواد الإدمان.
وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013 - 2020 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10% بحلول عام 2020.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.