سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الأنا" المصرية تظهر في التحالفات الانتخابية.. أصحاب التوجهات الواحدة يتبادلون الاتهامات والكل يسعي لأكل "التورتة" منفردًا.. محلل سياسي يرد على كثرة الأحزاب: "مش كل اللى عنده أوضة وصالة يعمل حزب"
لا شك أن ثورة 25 يناير أفرزت العديد من الأحزاب والحركات الشبابية والثورية، إلا أن تلك الأحزاب لم تستطع السيطرة على عقل الشارع بشكل ملحوظ أو حتى التأثير والتوجيه منفردة، خبراء سياسيون أكدوا أن الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية التي ظهرت بعد ثورة يناير أو حتى ثورة 30 يونيو، ليس أمامها إلا التحالفات الانتخابية على أساس رؤية موحدة للعمل السياسي وملء الفراغ في الشارع. وأكد هؤلاء الخبراء أن انهيار التحالفات التي أعلن عنها حتى بين الفصائل التي تحمل أيديولوجية واحدة يهدد العمل في مجلس الشعب القادم، مشيرين إلى أن هذا التشرذم السياسي سيؤدي إلى حالة من النزاع ولن يكون هناك إلا المعارك السياسية. قال عمار على حسن، الباحث السياسي، إن التيارات المدنية لديها فرصة ذهبية لاستعادة تواجدها داخل الشارع المصري وذلك بالاستفادة من اهتزاز صورة التيار السياسي المتأسلم، والذي فقد مصداقيته لدى المصريين، مع التركيز على فكرة أن الدين للحياة ولكن يجب أن يستبعد من الصراع السياسي. وتابع عمار، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن لدينا خطة حالية لتوطيد جهود التيار المدني بالتنسيق مع مختلف الأحزاب والفصائل والحركات لملء الفراغ السياسي الموجود حاليا للفوز في المعركة الانتخابية القادمة. بينما أكد جهاد عودة، المحلل السياسي، أن التكتلات المنظمة تزيد من فرصة نجاح وإثراء الحياة السياسية وهو اتجاه جيد يقلل من التفتيت السياسي والبرلماني، مقترحا أن يتم عمل حزبين يساريين وحزبين ليبراليين قويين تمثل الاتجاهين، وأن يتم دمج الأحزاب الصغيرة التي تعدت ال100، فليس كل من لديه (أوضة وصالة) من حقه أن يصنع حزبا، الأمر ليس بهذه السطحية. رد الأحزاب.. من جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، إن الائتلافات الثورية تعددت بشكل لا يخدم أهدافها، حيث حاولنا دمج هذه الأهداف في كيان واحد كى تزداد قوة ولكن فئة الشباب رفضوا، واعتبروا أن الدمج سيسحب منهم البساط وللأسف فشلت تلك التحالفات. وتابع "مازلت أؤيد فكرة الدمج لأن الحلقة ستكتمل بها، فهناك أحزاب لديها التمويل ولكنها تفتقر للعناصر البشرية المدربة، وهناك أحزاب لديها اتصال مباشر وقوي بالشارع وبالتالي إذا تمت عملية الدمج سنحصل على إمكانيات هائلة تمكنا من عمل تيار مدني قوي". وأيده في الرأي أحمد دراج، القيادي بجبهة الإنقاذ والمنشق عن حزب الدستور، حيث وصف الخطوة بأنها جيدة من حيث المبدأ، ولكنها تتعارض مع فكر المجتمع المصري الذي يفتقد إلى ثقافة الفريق الواحد ويميل إلى التفتيت والانفراد بالقرار ولا يستغني عن ثقافة "الأنا"، إضافة إلى طبيعة الشخصيات التي تعمل فقط للمصالح الذاتية وتغلبها على مصلحة الحزب، مما يسقط العمل الحزبي. فيما رأى صلاح عادلي سكرتير عام حزب مصر الشيوعي، أن هناك شرطا ضروريا لفكرة دمج الأحزاب أو التحالفات حتى تنجح وهو التقارب الفكري بحيث لا يحدث خلاف أو تصادم يؤدي إلى فشل هذه التحالفات مستقبلا، وأن يكون هناك هدف سياسي واحد أو هدف انتخابي يجتمع عليه الجميع. وتابع عادلي أن حزب مصر الشيوعي بالفعل انضم لتحالف العدالة الاجتماعية.