سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجدعنة اسمها الأسطى نوال الميكانيكي.. ثلاثة نساء اقتحمن مهن الرجال بسبب الفقر.. نونة احترفت تصليح السيارات.. مروة حدادة..وأم محمد دخلت ساحة التوك توك سائقة
تثبت المرأة دائما أنها قادرة على التحدي والوقوف بجانب الرجل وأمامه، ربما يكون السبب الفقر، او ان الحاجة أجبرتها على اقتحام مهن لم يعتاد لا المصريون ولا العالم اجمع على أن تعمل بها المرأة، لكن المصاعب والآلام في الحياه لا تنتهى، وهذه قصص مجموعة من النساء قررن أن يقتحمن عالم الرجال ليثبتن أنهن اشداء امام غدر الزمان والشدائد، إحداهن قررت أن تعمل في مهنة الحدادة وهى مهنة صعبة تحتاج إلى قوة بدنية لذلك لم نر قبل ذلك امرأة تعمل فيها، والثانية تعلمت كيف تصبح "حلاق" رجالى للوقوف بجانب اولاد اخيها الذى توفى وترك لها أبناءه، ولم تكتف بذلك فقط لكنها تعلمت ايضا مهنة ميكانيكي سيارات، أما الثالثة فقررت أن تصبح سائق توك توك حتى يعينها ذلك على مصاعب الحياة. 1 : مروة ابنة العشرين وشقيقتها جهاد ابنة الستة عشر عاما توسطتا النيران لتطرقا على الحديد بيدهما الضعيفة لتساعدا والدهما المريض في مهنته –الحدادة- على ناصية أحد الشوارع سعيا وراء الرزق لينفقا على 3 أسر وكل أحلامهن محل بديلا عن "إهانات الشوارع" . تقول مروة سعد خرجت للعمل في مهنة الحدادة مع والدى وعمرى 7 منذ ما يزيد على 15 عاما، بعدما ضاق به الرزق فوالدي المريض الذى تخطى من العمر 65 عاما متزوج من 3 نساء وأنجبنا 15 منهم 3 أولاد و12 بنتا فمطالبنا المادية كثيرة خاصة ونحن نسكن فى منازل بالإيجار، أشقائي الصبيان رفضوا الخروج مع والدى للعمل بعدما أصابه المرض وكان يحتاج ليجهز شقيقاتى البنات لجوازهن ولكنى قررت أن أساعده من اجل أشقائي وحتى لا يضيع مستقبل الاسرة خاصة فقررت الخروج للعمل. وأضافت: فى البداية كانت المهنة شاقة بالنسبة لى خاصة فى ظل مضايقات الشباب ولكن وجدوني أتصدى لهم كألف رجل، مما دفع الجميع لاحترامي. واستكملت رفضت استكمال تعليمى ولكنى اشترطت على والدى ان يعلم باقى شقيقاتى وانا سعيدة بمهنتي. وأضافت: تسببت النيران لى بحساسية على الصدر وآلام فى العظام ولكنى سأستكمل بالمهنة حتى أجهز نفسى وباقى شقيقاتى، واشتكت مروة من معاملة موظفى الاحياء والبلدية من تكسير لبضاعتهم والطرد وملاحقتهم بالشوارع قائلة "والله احنا غلابة وبنسعى على رزقنا ليتهم ينظرون لنا بعين الرحمة يكفينا لهيب نيران العمل" . 2 : "النونة" لنفخ وتصليح الكاوتشات هكذا دفعت الحياه إحدى الفتيات التى ضحت بنفسها لتنقذ أسرتها من الحبس والتشريد وتنسى أنوثتها لتتغير ملامحها وتصبح مثل الرجال فى ملبسهم وطريقة تعاملهم وكلامهم، وبين تصليح السيارات والكاوتشات قالت نوال أحمد موافى أو " النونة" كما يطلقون عليها، وتبلغ من العمر 47 عاما : أنا خرجت للعمل كصنايعية منذ كان عمرى 16 عاما بعدما توفى والدى وترك لنا محل ميكانيكى ينفق على 3 بيوت تضم 25 فردا بينهم زوجة أبى، كنت وقتها فى الصف الثالث الثانوى ومخطوبة، فاستلم شقيقى الاكبر العمل بالمحل ولكنه دمر كل شىء من توقيع إيصالات أمانة وديون على المحل وعدم الانفاق علينا وتم اغلاق المحل ولم يكن هناك بديل سوى أن يغلق المحل ويسجن شقيقي وتدمر الاسرة، فقررت التحويل لمعهد لاسلكي ولكنى بعدها تركته وحولت لمدرسة الصنايع وكنت مخطوبة وتركت خطيبي وخرجت للعمل كصنايعية فى المحلات حتى أقف على قدمي وأعيد فتح محل والدى . وتابعت: تعلمت المهنة فى شهر ووضعت أمامي أن أضحى لانقاذ الكل ، وعملت كوافير رجالى ايضا بجوار الميكانيكا وبالفعل بعد أعوام تمكنت من سداد الديوان والاقساط المطلوبة على شقيقى وفتحت مرة اخرى المحل. وتابعت: كان العمل يتطلب منى تغيير شكلي كرجل حتى اتعامل مع الرجال فغيرت ملامحي حتى السيجارة لا تترك الان يدى من 25 عاما، وقررت ألا أتزوج وأنسى أنوثتى خاصة بعد وفاة شقيقى وترك لى أيضا أبناءه لأنفق عليهم وهكذا مرت بى الحياة بين "السيارات وحلاقة الرجال وبيع السجائر والبسكويت" ولو عاد بى الزمان لاخترت نفس الطريق . 3 : أما الحاجه "ام محمد " فى العقد السبعين من عمرها والتى انطبق عليها مثل "ارحموا عزيز قوم ذل" فظهرت وسط الزحام تستقل توكتوك تعمل عليه لتنفق على أبناء نجلها الذى توفى وتركهم لمعاناة الحياة. فأم محمد رفضت التصوير وتحدثت معنا باللغة الانجليزية تارة وبالفرنسية تارة اخرى، وقالت أنا خريجة كلية تربية قسم لغة انجليزية تزوجت من رجل كان ميسور الحال يعمل بالتجارة وأنجبت منه ولدا وبنتا ورفض ان أعمل بشهادتي وقال لى عايزك "معززة ما تتهانيش". واستكملت، ربيت أبنائى وتخرج الكبير من التجارة والاخرى من التربية وسافرت مع زوجها فى بلد عربى وظل معى ابنى وتزوج وانجب بنتين وتوفى زوجى وترك لى عمارة 8 أدوار، ولكن بعد كبر سنى فوجئت بغدر الزمان فنجلى توفى فى حادث وأحد أقاربى كان يأتى لزيارتي ليطمئن علىّ ولكنه غدر بى وجعلنى أوقع على بيع العقار الذى أسكن فيه دون أن أدرى ولكن ظل لى شقة ابنى فكان لابد أن أخرج للعمل لأربى بنات ابنى ولا أسمح لاحد بإهانتهم بالعمل سائقة على توك توك.