• الحاجة رضا: العمل في مهنة شريفة أفضل من التسول بالصبر والكفاح عاشت أول سائقة سيارة نقل فى محافظة الفيوم، الحاجة رضا فتحى (55 عامًا)، بعد أن توفى زوجها، لم تجد من يأوى أولادها الخمسة ويسد جوعهم ولم تخشَّ نظرة المجتمع لها والصعاب التى تواجهها فى كونها أنثى تعمل سائقة، ولكن فكرت بمنطلق الأمومة وشعورها بالمسؤولية عندما قررت أن تقوم بقيادة سيارة نقل تركها زوجها عقب وفاته، لتوفير نفقاتها الأسرية. البداية بدأت منذ أن كانت في عامها السادس بانفصال والديها، وتكفلت خالتها بتربيتها واتجهت رضا للعمل بورشة نجارة قريبة من المنزل الذى تعيش فيه مع خالتها، وظلت تعمل بها حتى بلغت 20 عامًا، فتزوجت من محمود عبدربه الذى توفى متأثرًا بمرضه وترك لها 5 أبناء، أكبرهم إيمان (32 عامًا)، أمل (27 عامًا)، سمر (26 عامًا)، محمد (30 عامًا)، وأميرة (18 عامًا)، وقررت قيادة سيارة نقل كان يعمل عليها زوجها قبل وفاته، لتلبية احتياجات ومتطلبات الأبناء. تروى الحاجة رضا، أنها "كانت تذهب للعمل بالسيارة عقب أداء صلاة الفجر، وتقوم بالذهاب بها وهى محملة بخردوات لبيعها فى الأسواق بمحافظتى بنى سويف والمنيا، وتعود فى نهاية اليوم لتستكمل باقى عملها فى المنزل ومعرفة احتياجات ابنائها. بكل شجاعة أقنعت رضا كل مَن يتحدث إليها أو يقف أمامها، إنها أمرأة تقود سيارة نقل، لم تخشَّ نظرة المجتمع، ولن تهاب العمل كسائقة، تلك المهنة المعروفة بالمتاعب، وهي فى الأساس مهنة ذكورية. وأكدت، أنها "ظلت تكافح فى العمل حتى تربى أبنائها تربية حسنة، واستكمل ابنها وبناتها الأربع مراحل التعليم المختلفة، مشيرة إلى أن المرأة تستطيع العمل فى كافة المجالات مثلها مثل الرجل، وتستطيع أن تتحمل المشاق والصعاب من أجل تربية أبنائها. ووجهت رساله لكل امرأة قائلة: "اعملى العمل التى تحبينه طالما عمل شريف ولا يغضب الله، ولا يهمك كلام الناس، لأن لن يقوم أحد بالانفاق عليكِ أو يطعمِك سوى ناتج عملك الشريف، والعمل فى مهنة شريفة أفضل من التسول فى الشوارع". وناشدت السائقة رضا، الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بقبول طلبها الوحيد لمقابلته من أجل تقديم الشكر له على ما فعله من أجل مصر، والعبور بها إلى بر الأمان. من جانبها، قالت إيمان محمود (32 - عامًا) الابنه الكبرى، إنها "لم تعترض فى يوم على عمل أمها، لكونه عمل شريف"، وأضافت: "أفتخر بها لكونها تحملت الصعاب والمتاعب من أجل تلبية احتياجتنا، وتربيتى أنا وشقيقاتى تربية حسنة".