"من أجل لقمة عيش حلال نستحمل"، بهذه الكلمات بدأت السيدة سناء، حديثها عن تجربتها وعملها ك"سائقة ميكروباص"، لتعد بذلك أولى سيدات الصعيد في هذه المهنة الشاقة، بعد أن اضطرتها الظروف إلى ذلك؛ من أجل تربية أبنائها الأربعة وحفيدها الوحيد. ورغم كل الظروف التي واجهت الحاجة سناء، فقد ضربت العادات والتقاليد ونظرة المجتمع لها عرض الحائط؛ لكي توفر لأبنائها عيشة هنيئة. الحاجة سناء، البالغة من العمر 53 عامًا، حاصلة على دبلوم زراعة، انتقلت للعيش بمدينة قنا بعد ما هجرتها الحرب والدمار الذي لحق بمدينة السويس، تزوجت وأنجبت أربعة من الأبناء، ثم توفي زوجها وترك لها هذا الحمل الثقيل وترك لها ابنة مصابة بالسمنة المفرطة. تخرج كل صباح من منزلها بالشؤون بقنا متوجهة إلى ميكروباصها لتبدأ رحلة عملها الشاق، تمارس مهنتها الجديدة التي بدأتها منذ سنة تقريبًا بكل قوة وحماس لكي تتمكن من الإنفاق على أسرة مكونة من ستة أفراد. تقول السيدة "سناء": "بدأت العمل على الميكروباص منذ سنة حتى أعول أبنائي وحفيدي، وذلك بعد طلاق ابنتي لأعولها ومجيئها للعيش معي بطفلها، فقمت بالنزول والعمل عليه بعد أن أعطيته لسواقين يشاركوني فيه ولكنهم أتلفوه وسرقوا الكثير من خيره"، وأكدت أنها لم تخش كلام الناس ومن حولها، ونظرتهم لها، وبدأت تعمل على خط "قنا إسنا، طريق صحراوي" لمدة ثماني ساعات يوميًا، موضحة أنها في أول عملها واجهت عقبات كثيرة، خصوصًا مضايقات الزبائن وسواقين الميكروباصات الأخرى، الذين يعتقدون أنها ضعيفة لكونها امرأة، وكذلك جانب آخر خوف الزبائن من الركوب مع سيده في مثل عمرها للسفر في طريق صحراوي الميكروباص. بينما يصبح كل أمل السيدة سناء، أن تسقط الدولة من عليها المخالفات التي اثقلت كاهلها والتعامل السيئ من أمناء شرطة المرور، وتعنتهم الشديد لأنها لا تستطيع الدفع لهم حتى تمر بسلام.