تساءل موقع "تايمز أوف يسرائيل" حول الذي يمنع سكان قطاع غزة من الثورة على حكم حماس، موضحة أن اسرائيل تتمنى أن تؤدي الأوضاع المزرية التي يعيشها أهالي القطاع إلى الثورة ضد حكامهم الحمساويين، موضحة مؤشرات حدوث ثورة شعبية ضد نظام حماس في غزة بات ضعيفًا في أعقاب النتائج التي جاءت بها حملة "الجرف الصامد" على غزة. ونقل الموقع الإخباري عن الناشط "باسم عيد" من الضفة الغربية قوله إن "سكان غزة يخشون بطش حكام حماس، فالسكان في القطاع يعيشون في خوف ورعب، لذا لا يستطيعون الإقدام على ثورة يعلمون مسبقًا أنه سيتم مواجهتها بمذبحة". وأشار عيد إلى إعدام "أيمن طه" المسئول في حماس بغزة الأسبوع الماضي بعد اتهامه بالفساد والتعاون مع وكالات استخبارات عربية، وأضاف أن "حماس أعدمت الكثيرين تحت دعوى التعاون مع إسرائيل"، وأوضح أن العديد من التقارير حول القمع السياسي في قطاع غزة كشفت عن قتل حماس لحوالي 35 منشقًا عنها خلال عملية الجرف الصامد، وقال إن لحماس وجود داخل كل منزل في غزة، ومن خلال هذا التواجد تستطيع حماس معرفة كل همزة ولمزة وراء الجدران. وأضاف أن "سكان غزة يخافون من حماس أكثر من خوفهم من الجنود الإسرائيليين، وحماس من جهتها قلقة من احتمال عودة القطاع للسلطة الفلسطينية أكثر من خوفها من الاجتياح الإسرائيلي"، وأعرب عن اعتقاده بأن "حماس مستعدة لدفع آخر قطرة دم لمنع عباس والسلطة الفلسطينية من وضع قدم في غزة، فحماس الآن تقاتل على وجودها". وأشار الموقع إلى أن وسائل الإعلام الفلسطينية تصدق على تقارير عيد التي تكشف عن حالة الرعب التي يعيشها الفلسطينيون داخل غزة من حكم حماس، مشيرة إلى أن وكالة "وفا" الرسمية الفلطسينية حصلت عن معلومات عن وضع نشطاء من فتح رهن الحبس المنزلي من قبل حماس منذ بدء عملية الجرف الصامد، ونشرت فتح على صفحتها على موقع الفيس بوك أنباء عن إطلاق الرصاص على أقدام أعضاء فتح، بمن فيهم الحراس الشخصيين للمسئول في حماس "عبد الله الافرنجي". وعندما قام "جواد عواد" وزير الصحة الفلسطيني بزيارة غزة خلال الأسبوع الأول من بدء العملية لتفحص مستشفيات المدينة، تم رشق مركبته بالحجارة. ونقل الموقع عن "الدكتور مخيمر أبو سعدة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، قوله إنه "لن تقوم مظاهرات مناهضة لحماس في ظل مجتمع يؤمن بمسئولية إسرائيل عن معاناته، حتى لو كان هناك غضب على حماس، فإن غضب الناس في المقام الأول هو على إسرائيل"، وأوضح أبو سعدة أن "حماس قد تتحمل المسئولية عن الحرب، ولكن إسرائيل هي من تدمر المنازل وتقتل المدنيين". وأعرب أبو سعدة عن اندهاشه من النظرية الإسرائيلية القائلة بثورة سكان غزة على حكم حماس، مشددًا على "حماس لا ترهب الناس ولا تمنعهم من التظاهر"، وأضاف "كانت هناك محاولات لحل الخلاف بين فتح وحماس، ولكن لنكن واقعيين، لو اعترفنا أن السياسيين الفلسطينيين لا يملكون حلولا لمشاكل الفلسطينيين، فبمن سيثق الشعب في غزة؟ في إسرائيل التي تقتل أطفالهم وتدمر منازلهم؟، في النهاية ليس أمامهم سوى الثقة بالقيادة السياسية".