نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، ردود أفعال واسعة النطاق ضد اليهود في معظم الدول الأوربية في أعقاب استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت: "دعمت ألمانيا الموقف الإسرائيلي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تكفيرًا عن محرقة الهولوكوست التي قام بها هتلر، وقامت بعمل نصب تذكاري في أنحاء عديدة من ألمانيا، حملت شعار "لن يتكرر ذلك أبدًا مرة أخرى"، حيث يتم تدريس هذه القاعدة للأطفال في المدارس الألمانية". أشارت الصحيفة إلى أن موجات من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين اجتاحت عددا كبيرا من الدول الأوروبية، ولاسيما فرنسا لتي شهدت خروجا أكبر عدد من المتظاهرين المؤيدين للشعب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب في الثامن من شهر يوليو الماضي، وارتفعت الشعارات المعادية لإسرائيل على شبكات التواصل الاجتماعي، كشعار" هتلر كان على حق" في ألمانيا، رغم إدانة كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني لهذه الهتافات. كما ألقت الشرطة الألمانية القبض على شابين للاشتباه في إلقاء القنابل الحارقة على أحد المعابد اليهودية غرب مدينة فوبرتال، كما تلقت الشرطة الألمانية تهديدات بقتل 30 يهوديًا في حال استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي فرنسا بدأ العديد اليهود في مغادرة فرنسا، في أعقاب موجة المعاداة للسامية التي انتشرت في شوارع فرنسا في الأيام القليلة الماضية، رغم إصدار قانون فرنسي يحظر خروج المظاهرات المعادية للسامية إلا أن هذ القانون لم يزد المتظاهرين إلا تصميمًا على الخروج، للتعبير عن كرههم لليهود كراهية فرنسا وقيمها، وفق ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس. وفي إيطاليا أكثر دول العالم تسامحًا في التاريخ، اجتاحت الموجات المعادية للسامية شوارع روما، وتم حرق واجهات المحال اليهودية مع ترك شعار الصليب المعقوف وبعض الجمل المعادية للسامية مثل "ستحرق المعابد" و"اقتربت نهاية اليهود". كما قررت الأجهزة الأمنية في النمسا نقل مباراة كرة القدم بين فريق مكابي حيفا الإسرائيلي وفريق بادربورن الألماني إلى مكان أكثر أمنًا، تحسبًا لتطورات الموقف، حيث قامت مجموعة من مؤيدي الشعب الفلسطيني باقتحام الملعب ومهاجمة اللاعبين في المباراة السابقة. كما أكد مجموعة كبيرة من الأكاديميين المتخصصين في دراسة "معاداة السامية" على تقبل واسع النطاق بين الطبقات الوسطى من المجتمعات الأوربية للشعارات والهتافات المعادية للسامية، بعد أحداث غزة الأخيرة، مما اضطر بعض العائلات اليهودية من خلع نجمة داوود، ليستطيعوا السير أمنين في شوارع بلادهم.