- الحديث عن عدم وجود أرضية للأحزاب المدنية بالشارع "اسطوانة مشروخة" - أتوقع مشاركة 40 مليونًا في الانتخابات المقبلة - فشل التحالفات الانتخابية حتى الآن بسبب التخبط السياسي - سننسحب من تحالف الأمة المصرية إذا ضم "مصر بلدي" أو "الحركة الوطنية" لأنهم فلول - الجيش المصري يستحيل أن يتدخل في غزة بسبب أوضاعها الداخلية أكد الدكتور ياسر حسان عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ورئيس لجنة الإعلام بالحزب، أن حزبه سيخوض الانتخابات البرلمانية القادمة على كل المقاعد بالقائمة والفردي، سواء تم تعديل قانون الانتخابات الحالي أم لا، مهددا بالانسحاب من تحالف الأمة المصرية إذا ضم جبهة مصر بلدي أو حزب الحركة الوطنية باعتبارهم من فلول الحزب الوطني المنحل، واصفا فؤاد بدراوي بأنه يقود مجموعة إفساد حزب الوفد وليس إصلاحه. وشدد حسان خلال حواره مع "البوابة نيوز" على استحالة أن تتدخل مصر عسكريا في قطاع غزة بسبب أوضاعها الداخلية أو لخلاف مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، لافتا إلى أن ما يحدث بقطاع غزة لا يخص "حماس" وحدها بل يخص العرب جميعًا. وإلي نص الحوار... * في البداية كيف ترى الأوضاع السياسية في مصر ؟ مصر تعيش حاليا حالة من الاستقطاب السياسي الذي يحاول البعض من خلاله إعاقة الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، خاصة بعدما نجح الشعب في الاستحقاق الأول والثاني، ولا يخفي على أحد أن البلاد تمر بمرحلة صعبة ولكن المصريين اختاروا أن يستعيدوا دولتهم. * وما تعليقك على ما يحدث في قطاع غزة ؟ الأوضاع في قطاع "غزة" صعبة للغاية خاصة في ظل القصف المتواصل من قوات الاحتلال الصهيوني على المدنيين، وأري أن هناك طرفين في مصر الآن مختلفان حول الأزمة، أحدهما متعاطف مع ما يحدث في القطاع، والأخر غير متعاطف، ولكن الطرفين ينظران للموضوع من منطلق وطني واحد، وأقول لغير المتعاطفين إن القضية الفلسطينية لا تخص حماس وحدها بل تخص كل العرب "مسلمين وأقباط"، ولا يمكن أن ننسى في تلك اللحظة موقف البابا شنودة الذي أوقف حج الأقباط إلى بيت المقدس تضامنا مع القضية الفلسطينية وقدم مبادرة لحل الأزمة ولكن دون جدوى، ولذلك فلا داعي للمزايدة، خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه قال إن هذه القضية قضية مصرية، وقدم مبادرة لإنهاء الأزمة وأعطى اهتمامًا كبيرًا لها. أما الطرف الثاني والمتعاطف مع القضية، فماذا يمكن لمصر أن تقوم به في ظل ظروفها الحالية سوي فتح معبر رفح البري والرفض الشعبي والرسمي وتقديم المساعدات؟! أما الحديث عن تدخل الجيش عسكريا في قطاع غزة فهذا مستحيل، حيث إن ظروفنا لا تسمح بذلك، بل علينا أن ننظر إلى ظروفنا الداخلية لنعبر الأزمة الحالية، ولو ركزنا على تلك النقاط فسيعلم الجميع أن مصر أدت دورها الذي عليها في الوقت الحالي، في إطار إمكانيتها ومشاكلها التي تعانيها... وفي النهاية ليس أمامنا سوى الحل السياسي والدبلوماسي، وأن المعركة لابد أن يخوضها الفلسطينيون أنفسهم ونحن من خلفهم ندافع عنهم. * وكيف تري إجراء الانتخابات البرلمانية في ظل القانون الحالي؟ قانون الانتخابات البرلمانية الجديد يوجد به العديد من المشاكل وترفضه معظم الأحزاب الكبيرة، وكنا نتمنى أن يراجعه الرئيس السيسي؛ لأن التقسيم ما بين الفردي والكوتة أضر بالعملية الانتخابية وستفرز برلمانا قد لا يرضى عنه الشعب، وسيسيطر عليه إما القبليات والعصبيات أو تيار الإسلام السياسي الذي يحصل على أكبر مقاعد خلال الانتخابات الفردية، خاصة أن الحد الأقصى الذي وضعه القانون للحزب بتمويل مرشحه هو 2% فقط من قيمة الدعاية، فكيف ذلك، كما أن القانون لم يناقش أيضًا الفرق بين مرشح مستقل وآخر حزبي، حيث إن مرشح الحزب من المحتمل أن يحصل على كل التمويل والدعم من الحزب الذي ينتمي إليه. * وما رأيك في منح المغتربين بالخارج مقاعد بالبرلمان ؟ لديّ تحفظ على منح المصريين في الخارج مقاعد بالبرلمان، لأنه يصعب على المصري في الخارج ترك عمله والحضور لمصر وقضاء فترة بها خلال الفصل التشريعي، وبالتالي ففي حالة عدم مشاركتهم في جلسات البرلمان فإننا نكون قد فقدنا عددا من المقاعد كان من الممكن استغلالها عن طريق نواب يقدمون شيئا للبرلمان وللبلاد. * وما رأيك في النظام الانتخابي الحالي؟ كنا نأمل في إقرار النظام الانتخابي المختلط بنسبة 50%، لأنه يعطي الفرصة للأحزاب والمستقلين بتمثيل برلماني مناسب، وهو ما كان يعطي القانون شرعية ولا يطعن بعدم دستوريته. * إذن تتوقع الطعن بعدم دستورية قانون الانتخابات الحالي؟ هذا أمر وارد جدا، ومن الممكن أن يتم الطعن على القانون وإعادة إجراء الانتخابات برمتها، وهو أمر مكلف ومرهق لاقتصاد البلاد. * وهل تؤيد قرار محكمة "الأمور المستعجلة" بالسماح لأعضاء الحزب الوطني المنحل بالترشح للانتخابات؟ الوفد تاريخيا ضد مبدأ "العزل"، ونرفض عزل أي مواطن إلا بحكم قضائي؛ لأن الوفد تم عزله ظلما عن الحياة السياسية عام 1952 م، وأري أن الشعب المصري سيعزل الشخص الفاسد من أعضاء الحزب الوطني، أما غير الفاسد الذي كان يخدم دائرته فأعتقد أن الأهالي سيمنحونه أصواتهم. أما جماعة الإخوان فلا أعتقد أنها ستشارك في المرحلة الأولى من الانتخابات لأنها لا تعترف بالتغيير الذي حدث، ولكن من الممكن أن تدعم أحد المرشحين في الدورة الثانية. * هناك اتهامات موجه للأحزاب بأنها لا تمتلك شعبية وليس لها وجود على الأرض، فما ردك؟! هذه الاتهامات كاذبة، والحديث عن عدم وجود للأحزاب في الشارع أصبحت "أسطوانة مشروخة" أسقطها بعض الأشخاص بدون بيان الحقيقة، لأن الأحزاب حدث لها تجريف سياسي منذ عام 1952م حتى عام 2012م، ولك أن تعلم أنه بدون أحزاب لا توجد ديمقراطية، وهل المطلوب من الحزب أن يتم الوصول للمواطنين في القرى والنجوع عن طريق "الزيت والسكر" هذا ليس دور الأحزاب، لأن مهمتهم سياسية، بهدف وضع برامج على مستوى القطر وشرحه للمواطنين، وهناك أحزاب لديها القدرة على ذلك وأحزاب لا تملك القدرة للقيام بتلك المهمة. * وهل حزب الوفد يملك أرضية في الشارع تخدمه في الانتخابات المقبلة؟ حزب الوفد لدية لجنة في كل مركز من مراكز الجمهورية، حيث إن عدد الأعضاء 150 ألف عضو، والجمعية العمومية للوفد من أكبر الجمعيات العمومية لحزب أو مؤسسة سياسية في مصر، حيث يتجاوز عدد أعضائها 3 آلاف عضو ولا توجده أسرة في مصر ليس بها عضو وفدي، ولكن لا نملك القدرة المالية من أجل تقديم مساعدات مباشرة للمواطنين، حيث لا نحصل على دعم مالي من الدولة أو أية جهة أخرى. * وهل تتوقع مشاركة قوية في الانتخابات البرلمانية المقبلة في ظل حالة الملل السياسي في الشارع المصري؟ على مسئوليتي الشخصي أتوقع أن يشارك 40 مليون ناخب في الانتخابات البرلمانية القادمة، كما أتوقع أن يتجاوز عدد المرشحين 15 ألف مرشح، والانتخابات القادمة ستكون من أصعب الانتخابات. * وهل حزب الوفد سيخوض الانتخابات على كل المقاعد البرلمانية ؟ القاعدة الأساسية في الوفد أن الأحزاب وجدت لتخوض الانتخابات سواء مزورة أو نزيهة، قانونها عادل أو غير عادل، فلابد أن تخوض الانتخابات، وإن لم تخضها فعليها أن تترك العمل السياسي وتتفكك، ولذلك فالمخطط أن نخوض الانتخابات وفق تحالف قوي على جميع المقاعد. * وما تعليقك على كثرة التحالفات السياسية وفشلها على الفور؟ نحن في مشهد سياسي مضطرب ومتخبط، ولكن هذا شيء طبيعي، فالدولة مرت بثورتين، بالإضافة إلا أن بعض الأحزاب مازالت تدار بطريقة الشخصنة والبحث عن المصالح، واليوم أصبح الهرم السياسي مقلوبا، ومن المفترض أن التحالفات تقيمها أحزاب وينضم لها شخصيات عامة وليس العكس، ولذلك طرحنا تحالف "الوفد المصري". * وهل سيشارك الوفد في تحالف "الأمة المصرية" ؟ نعم "الوفد" سيشارك في تحالف "الأمة المصرية" على المقاعد المخصصة للكوتة فقط، أما بخصوص المقاعد الفردية فسنخوضها عن طريق " الوفد المصري"، ولو انضمت "جبهة مصر بلدي أو الحركة الوطنية" لتحالف الأمة المصرية فسننسحب، لأن وجهة نظرنا أن هناك حزبًا وطنيًا سابقًا قامت ضده ثورة، ولذلك لا يمكن التحالف معه. * إذا كنتم لا تريدون التحالف مع أعضاء الحزب الوطني فلماذا وافقتم على انضمام الدكتور مصطفى الفقي والدكتور هاني الناظر وغيرهما للحزب..وكانوا قيادات بالوطني؟ الحزب الوطني كان به شخصيات فاسدة وأخرى محترمة وحزب الوفد يقبل الشخصيات البارزة داخل المجتمع والتي لها دور وطني مثل الدكتور مصطفى الفقى والدكتور هاني الناظر وغيرهما من الشخصيات المحترمة، ولا يمكن أن نرفض علماء ومفكرين مثلهم ولا نضمهم للوفد، ولكننا نرفض تمامًا عودة الحزب الوطني بتركيبته وهيكله في ثياب أخرى للحياة السياسية. * أغلب الأحزاب السياسية ترفض التحالف مع الوفد لأنه يريد الاستحواذ على أكبر عدد من مقاعد التحالف البرلماني؟ هذا الكلام غير حقيقي، وعندما كان الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب يحضر اجتماعات عمرو موسي لم يصل لمرحلة التفاوض على نسب المقاعد أو ما شابه ذلك، ولكن كانت مشكلتنا في وجود "جبهة مصر بلدي والحركة الوطنية"، ومن الطبيعي جدا وأنا أحمل تراث مائة عام أن أحافظ على ذلك أمام الشعب، فليس من المعقول وأنا أشارك في تحالفات أن يكون نصيبي كنصيب حزب لم يشارك في الانتخابات أبدا. * إلى أي مدى سينتهي الصراع داخل الوفد خاصة بعد ظهور تيار "إصلاح الوفد" بقيادة فؤاد بدراوي؟ لا يوجد صراع داخل الوفد، والأمور جميعها مستقرة، سواء في الجريدة أو الحزب، ولجنة شئون الأحزاب أقرت بشرعية الدكتور السيد البدوي رئيسًا للحزب، والطعن المقدم من بدراوي على انتخابات رئاسة الحزب تم رفضه، لأن الوفد لا يعرف تزويرا للانتخابات. أما بخصوص ما يسمي بتيار الإصلاح، فهم في الأساس هم مجموعة "إفساد الوفد"، وتصدي لهم الدكتور البدوي عام 2010م، وجبهة إصلاح الوفد ليس لها وجود على أرض الواقع فهو موجود فقط على صفحات "التواصل الاجتماعي". * بعد ضم شخصيات عامة ووزراء سابقين لحزب الوفد، هل سيتم الدفع بهم في الانتخابات البرلمانية القادمة ؟ ليس من الضروري أن يتم الدفع بكل من ينضم لحزب الوفد في الانتخابات البرلمانية القادمة، ولكن من يريد الترشح فستنطبق عليه الضوابط التي سيضعها الحزب لخوض أعضائه الانتخابات، ولا مانع من الدفع به ومساندته. * وهل يمكن أن يتحالف حزب الوفد مع النور؟ لا * لماذا ؟ بسبب اختلاف الأيدولوجيات الكاملة، ولكن يمكن الاتفاق معه على تمرير بعض القوانين لمصلحة البلاد مثلما حدث في 30 يونيو.