أثناء فترة الحمل تقل كفاءة جهاز المناعة الطبيعي لمعظم السيدات، فتصبح الأمهات هدفًا سهلًا لكافة أنواع الجراثيم، وما يرافقها من أمراض كالزكام والحساسية والتهابات المسالك البولية. يمنع عليكِ خلال فترة الحمل تناول الأدوية المفيدة لمحاربة تلك الأمراض، عندها تصبح الوقاية خير من علاج. ويُعتبر اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على المغذيات والفيتامينات المضادة للأكسدة أول الطريق إلى الوقاية. وتساهم أقراص المعادن المكملة للغذاء في تقوية جهاز المناعة، إضافة إلى ضرورة أخذ قسطٍ من الراحة والهدوء النفسي. فكيف يتوجب عليكِ التعامل إذا أُصبت بأحد تلك الأمراض الشائعة أثناء فترة الحمل؟ الحساسية أثناء الحمل تؤدي عوامل عدّة إلى الإصابة بالتحسس، وتُعدّ الحساسية شائعة لدى معظم النساء الحوامل. قد لا تكون الحساسية خانقة إلى حدٍ كبير، بل انها نتيجة لتبدل هرموني ناجم عن تورم في الممرات الأنفية، تجعل التحسس غير مريح بالنسبة إلى كثيرات. حتى لو كنتِ تستخدمين أدوية مضادة للحساسية لا بدّ من استشارة الطبيب للتأكدّ من آمانها. وبشكل عام فانّ معظم تلك الأدوية مفيدة ولكنها تحمل آثارًا جانبية كالاحساس الدائم بالنعاس، ويُنصح بعدم تناولها خلال الأشهر الثلاثة الأولى. لذا فانّ أفضل طريق إلى تجنب الحساسية تكون بالابتعاد عن مصادرها، فتجنبي الجلوس إلى جانب المدخنيين، أو الاقتراب من الحيوانات، كما يتوجب تجنب المواد الكيميائية المنزلية، التي تثير ردود فعل تحسسية. الزكام ونزلات البرد لا تتناولي أي دواء مضاد للزكام دون استشارة طبيبكِ وتأكدي من انّها آمنة تمامًا. تحتوي معظم أدوية مكافحة الأنفلونزا على مواد لم تخضع لتجارب تبيّن درجة الأمان فيها، مما يؤثر سلبًا على سلامة الطفل. ولكن ذلك لا يعني عدم توفر طرق طبيعية عدة، تساعدكِ على التخفيف من أعراض البرد والسعال. يتوجب ذلك الاعتناء بالنظام الغذائي المتوازن الذي يتضمن أنواعًا مختلفة من الفاكهة والخضرات الطازجة لانهّا تمدّ الجسم بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات. يُستحسن استنشاق البخار لمعالجة نزلات البرد، ويُفضل وضع زيت البابونج مع الماء الساخن لانّه يساعد في إزالة الاحتقان. ولمعالجة السعال، يمكن تناول كوب يومي من الليمون والماء مع قليل من العسل. يجب أخذ قسط كافٍ من الراحة، ونامي ما استطعتي لانّ النوم يعين الجسم في الشفاء. ولا تنسي شرب الكثير من السوائل. أمّا إذا استمرت أعراض البرد والسعال لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب لانّه قد تكونين تعانين من التهاب في الصدر. وبالنسبة إلى المضادات الحيوية فمنها ما هو آمن ومنها ما يشكل خطرًا على المرأة والجنين. التهاب المسالك البولية تنتج عدوى التهابات المسالك البولية جراء وجود البكتيريا التي يمكن أن تضرب الكليتين حيث يتم إنتاج البول. وتتمثل أعراض الالتهاب في حدوث ألم عند التبول وحاجة ملحة إلى التبول باستمرار، إضافة إلى التشنجات في الجزء السفلي من البطن، واحتواء البول على رائحة سيئة وقوية. ولتفادي الالتهابات يتوجب شرب الكثير من عصير التوت البري والماء، افراغ المثانة تمامًا عند التبول، المسح من الأمام إلى الخلف وتنظيف الأعضاء التناسلية بعد ممارسة الحب، تجنب استخدام البخاخات والمساحيق التي تحتوي على مواد مهيجة عند الاستحمام، وارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن. ولا تنسي مراجعة طبيبكِ.