أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن موائد الرحمن التي كان يحضرها الخليفة الفاطمى بنفسه كانت تمد في مساحات كبيرة في قاعة الذهب بالقصر الشرقى الكبير في ليالى رمضان وفى العيدين والمولد النبوى وخمسة موالد وهى مولد سيدنا الحسين والسيدة فاطمة والإمام على والحسن والإمام الحاضر إضافة إلى "سماط الحزن" في يوم عاشوراء طبقًا لما جاء في دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور على الطايش أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة. وأوضح د. ريحان بأن فكرة موائد الرحمن كما أشارت الدراسة ترجع إلى الولائم التي كان يقيمها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين وهو ما يطلق عليها سماط الخليفة، وكان القائمين على قصر الخليفة الفاطمى يوفرون راتبًا كبيرًا من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان من الكنافة والقطايف وغيرها وهناك أيضا دار الفطرة ومهمتها إعداد الكعك وما شابه لتوزيعه في ليالى الفطر والعيد وتعد بالقناطير لتوزع على مجموع المصريين في القاهرة كما كان يحرص الخليفة على إقامة مائدة إفطار رمضان تسمى سماط بحضور رؤساء الدواوين والحاكم والوزراء وكانت في هذا الوقت القاهرة مدينة خاصة للخليفة وخاصته وفرق الجيش المختلفة. وأضاف أن العصر المملوكى اشتهر بتوسعة الحكام على الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان ومن مظاهر هذه التوسعة صرف رواتب إضافية لأرباب الوظائف ولحملة العلم والأيتام ولا سيما من السكر الذي يتضاعف كمية المستهلك منه ف هذا الشهر بسبب الإكثار من عمل الحلوى ولم تقتصر هذه الأوقاف الخيرية على موائد رمضان وتوفير الطعام للفقراء والمساكين بل امتدت رسالتها إلى التوسعة عليهم يوم عيد الفطر ليعيشوا فرحة هذا اليوم وبهجته فكان ينص الواقفون على شراء كميات من الكعك والتمر والبندق لتوزيعها على المستحقين والفقراء واشتهرت في هذا العصر الأوقاف الخيرية التي كان يخصصها الأمراء والسلاطين لإطعام الفقراء والمساكين في شهر رمضان عن طريق موائد الرحمن وتوزيع الطعام المجهز عليهم والذي كان يشتمل على اللحم والأرز والعسل وحب الرمان. وتابع أن موائد الرحمن استمرت مرتبطة بشهر رمضان عبر العصور الإسلامية المختلفة وظل الأغنياء يتسابقون إليها كل عام ويعدون لها العدة