كل من يقترب منه يشعر بدفء مشاعره تجاه الوطن الذي تفرّق على أشلاء السياسة. كان يحاول قراءة المستقبل بريشته التي سرعان ما انكسرت أمام عبث السلطة، يمتلك قدرًا كبيرًا من الحب، وشخصيته تتسق مع أفكاره المتمردة على كل ما هو قديم وتراثي ومنافٍ للذوق والجمال، فهو صاحب حاسة ذوقية لا يبالغ في إظهارها،فكل من يراه يلحظها على الفور. الفنان التشكيلي، سمير عبدالمنعم، قادر على أن يختلف معك وأن يجذبك إليه في نفس الوقت، فعلى قدر اختلافك معه لا تستطيع إلا أن تسلم بحبه بفرط ما تجده على تجاعيد وجهه الذي ترتسم عليه الملامح المصرية الأصيلة. دافع عن كل قضايا وطنه، فتزامن ميلاده عام 1948 مع نكبة فلسطين، فتحركت ريشته كي تصور النكبة وكأنه استشعر أن الله سبب وجوده في هذه الدنيا كي يدافع عن تحرر مسرى الرسول، صلى الله عليه وسلم. كان نحاتًا متميزًا، فاشترك مع الفنانين، فتحي محمود وعبدالبديع عبدالحي، ومحمد مصطفى، في تصميم تماثيل الميدان الخاصة بعملية تجميل شارع الهرم عام 1976. كما كان رسامًا بارعًا للأطفال، وشارك في إصدار مجلة، “,”بلبل“,” للأطفال، كما ساهم في إصدار مجلة، “,”باسم“,”، عام 1987، وأسهم بالعديد من الرسوم للعديد من المجلات العربية منها، مجلة “,”علاء الدين“,” مصر، مجلة “,”العربي الصغير“,” الكويت، مجلة “,”ماجد“,” الإمارات العربية، مجلة “,”أطفال اليوم“,” الإمارات. كان له إسهام في الدراما التليفزيونية من خلال رسم وإخراج مسلسل “,”من قصص السيرة“,” لراديو وتليفزيون العرب وكذلك “,”ألف ليلة وليلة“,”. شارك في تصميم العديد من أفيشات السينما المصرية عن أفلام جيله من المبدعين السينمائيين في “,”جيل السبعينيات“,”، منهم: محمد خان، علي بدرخان، داود عبدالسيد، سمير سيف، رضوان الكاشف، إيناس الدغيدي، شريف عرفة، وسعيد حامد، بالإضافة إلى المخرج الكبير، صلاح أبوسيف، ومحمد فاضل، وأشرف فهمي. من أهم تصميمات الأفيشات: فيلم “,”طائر على الطريق“,”، بطولة فريد شوقي، أحمد زكي، إخراج محمد خان، وفيلم “,”الحريف“,”، بطولة عادل أمام، وفردوس عبدالحميد، إخراج محمد خان، وفيلم “,”موعد على العشاء“,” بطولة سعاد حسني، وحسين فهمي، إخراج محمد خان، وفيلم “,”غريب في بيتي“,”، بطولة سعاد حسني ونور الشريف وإخراج سمير سيف، وفيلم “,”الشيطان يعظ“,” بطولة فريد شوقي، صفية العمري إخراج أشرف فهمي وفيلم “,”طيور الظلام“,”، بطولة عادل أمام، ويسرا وإخراج شريف عرفة، وفيلم “,”ناصر 56“,”، بطولة أحمد زكي، وفردوس عبدالحميد، وإخراج محمد فاضل، وعشرات الأفلام غيرها. ساهم برسومه الكاريكاتيرية في مجلة “,”السياسي“,” فكان بمثابة العمود الفقري لهذه المجلة الوليدة وكان مستشارًا فنيًّا لها، كما كانت له خانة للكاريكاتير في “,”المصري اليوم“,” يسخر فيها والزميل حمدي رزق من أحوال مصر، كما انضم سريعًا لكتيبة العمل في موقع “,”البوابة نيوز“,”، برغبة منه وانسحب سريعًا بغير رغبة منه بعدما غيبه الموت عن الحياة التي زهدها وسط الأمواج المتلاطمة وصراع الساسة الذي لم ينتهِ بعد. شارك عبدالمنعم في تهذيب مشاعر وطن بأكمله برسوماته التي ستظل حاضرة بداخل كل من نظر إليها وتأمل معانيها، حاول أن يغير الواقع، فاستحال الواقع أن يسبقه للتغيير، وكأنّ القدر على موعد معه حتى يعيش حياة أخروية بعيدة عن تعب الدنيا ومشقة الحياة التي لا تنتهي والتي كانت تمثل عبئًا متلازمًا على قلب ضعيف عانى المرض حتى شق الأطباء عنه ليعالجوا ما ألم به، فإذا بالمرض يسيطر على القلب الضعيف حتى سكت عن النبض.