استحوذ الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة الثلاثين من يونيو علي اهتمام كتاب المقالات في صحف اليوم الاثنين. ففي مقاله (الوطن والشعب) بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان/ العدالة الاجتماعية..متى يأتى حلم الثورة المغيب؟/ قال الكاتب أحمد السيد النجار شكلت العدالة الاجتماعية كمطلب اقتصادي-اجتماعي أحد الشعارات الرئيسة للثورة المصرية الكبرى في 25 يناير 2011، وكذلك موجتها الثانية الهائلة في 30 يونيو 2013. وبقدر ما تتسم الثورات عادة باتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق الأهداف التي انفجرت من أجلها فإن تحقيق العدالة الاجتماعية وهو مطلب الثورة المصرية الرئيسي، ظل مطلبا غائبا، بحكم أن الثورة أطاحت برأسي نظامين ولم تحكم. وأوضح أن الثورة المصرية ببساطة هي ثورة المائة فريق، وكلهم ثاروا ضد مبارك لإسقاط نظامه ولم توجد قوة قائدة تصبغ الثورة بلونها وتصل من خلالها للسلطة مباشرة. ونجحت كل تلك القوى في إسقاط مبارك والصف الأول من نظامه لكنها لم تنجح في التوافق بشأن تسلم السلطة لوجود اختلافات أيديولوجية وسياسية بين تلك القوى وانتهى الأمر بترك تحديد السلطة لصناديق الاقتراع أيا كانت درجة صدقيتها ونزاهتها. وقال الكاتب: لقد اتسمت المبادرات المتأخرة المتعلقة بتصحيح أوضاع العدالة الاجتماعية بعد ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو بالتدرج البطىء الذي أبقى القضية بلا تغييرات جوهرية حتى الآن... وبررت الحكومات المتعاقبة منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن، عدم تحقيقها أي إنجاز في ملف العدالة الاجتماعية بالافتقار للأسس الاقتصادية لتحقيق ذلك المطلب. وفي عموده (بدون تردد) فى صحيفة" الأخبار" ، أكد الكاتب محمد بركات أنه في مثل هذا اليوم الثلاثين من يونيو العام الماضي ، كانت مصر غير ما هي عليه اليوم، حيث كانت وقتها موجات الغضب تجتاح النفوس، وعواصف الاحتجاج تفور في الصدور، رفضا لأهداف وتوجهات وأسلوب الحاكم الفاشل، الذي قبض على رقاب البلاد والعباد ، واغترب بمصر عن طبيعتها طوال عام كامل من سيطرته وجماعته عليها. وأضاف الكاتب:" كان صبر الشعب قد نفد، وطاقته على الاحتمال قد فرغت، وكان الإصرار على إزاحة الحاكم الفاشل قد بلغ مداه ، وكانت ضرورات وأسباب إبعاد الرئيس عن موقعه قد أصبحت حتمية ، إنقاذا للبلاد والعباد منه ومن جماعته ومرشده ، قبل أن تضيع الدولة وتسقط في غياب المجهول، بعد أن أوشكت على ذلك بالفعل". وأوضح أنه من أجل ذلك خرجت جموع الشعب بالملايين في كل ميادين وشوارع مصر المحروسة، معلنة عن وجودها ، مؤكدة لإرادتها، ممارسة لحقها الطبيعي والمشروع في تحديد هوية دولتها واتجاه مسيرتها..وقال "لقد كان وبحق يوما مشهودا، أعلن فيه الشعب ارادته وثورته على ما كان قائما ، ورفضه لاستمراره، ورغبته المؤكدة في عودة مصر من غربتها واستعادتها لطبيعتها الخيرة والسمحة والوسطية، المؤمنة بالله القادر الرحمن الرحيم، للحياة وللبشر والساعية للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".