نشرت صحيفة الجارديان تقريرا للصحفي "أيان بلاك" تحدث فيه عن أن داعش أصبحت عدو مشترك لكلا من "المالكي" و"الأسد" ويقول بلاك إن أعداء الرئيس السوري بشار الاسد عادة ما يتهمونه بالتواطؤ مع الجهاديين، ولكن هذه ليست الرسالة التي توجهها آخر غارات الجوية السورية على أهداف داعش، والتي رحب بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ويقول بلاك أنه على الرغم من كون داعش عدو مشترك لسورياوالعراق إلى إن المسؤولين في دمشق ينفون إرسال قوات إلى المجال الجوي للعراق، فيما يبدو أنه محاولة لإظهار احترام السيادة الوطنية للعراق، وتابع بلاك قائلا إن الحدود بين البلدين لا تعد أكثر من خطوط على الرمال أو في الجو. وأكد بلاك إن الغارات الجوية على القائم والرطبة والوليد جاءت متسقة مع نسق بدأ هذا الشهر بهجمات على الرقة والحسكة ودير الزور التي تسيطر عليها داعش شمال شرق سوريا القريبة من الحدود مع العراق. ويقول بلاك إن الهجمات السورية قد تعني نهاية ما تشبه "علاقة منفعة متبادلة"، وعلاقة عادة ما كانت انتهازية، بين النظام السوري والجهاديين المتطرفين. واستطرد بلاك قائلا أن داعش أصبحت أكثر اعتمادا على الذات وأكثر اعتمادا على تموليها الذاتي، وتحولت إلى تهديد بدلا من سند للأسد، حيث أن هدف داعش الوحيد هو إقامة خلافة إسلامية، وهو ما يعني تدمير الدولة الحديثة في سوريا التي تم أنشاؤها في أعقاب الحرب العالمية الأولى. ومضي بلاك قائلا إنه عندما أفرج الاسد عن سراح مئات المقاتلين السلفيين عامي 2011 و2012، كانت يهدف بذلك إظهار بلاده بأنه تحارب التطرف، وإن فوز الاسد في هذه الحرب الدعائية يعني امتناع الغرب عن تقديم العون للمعارضة المعتدلة ويحدث انقسامات وسط المعارضة المسلحة. وأكد بلاك أن أهداف داعش والمناطق التي تسيطر عليها لم يحدث من قبل أن هاجمتها القوات الجوية أو البرية للحكومة السورية، بينما تفرغت داعش لمحاربة الجيش الحر وغيرها من وحدات المعارضة الجهادية وغير الجهادية. واختتم بلاك تقريره بأن التطورات الأخيرة وتوغل داعش في العراق جعلت الاسد ينظر إلى داعش بصورة أكثر جدية، مما يعني أن التعاون الضمني مع عدو خطر قد انتهى.