انتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، القوى الغربية التي استهانت مجددًا بقوة وشراسة تنظيم "داعش"، الذي يسعى دائمًا للثأر ضد أي هجوم باستهداف المدنيين وقتلهم بطريقة تضمن أكبر قدر ممكن من الدعاية، وذلك في ظل الأدلة المتزايدة على تفجير طائرة "متروجت" الروسية بقنبلة. وقالت: إنه "كان دائمًا المرجح أن ينتقم (داعش) من الحملة الجوية الروسية التي تستهدف عناصره، وكذا نسخ تنظيم القاعدة مثل (جبهة النصرة ) و (أحرار الشام) في سوريا، لكن التدمير المخطط له بعناية للطائرة الروسية التي قتل 224 راكبًا كانوا على متنها في 31 أكتوبر الماضي، أهدى للحكومات الغربية ووسائل الإعلام مشكلة دعاية. وأوضحت أن الغرب كان يتبنى باستمرار خط دعاية بأن الضربات الجوية الروسية في سوريا، تجنبت ضرب "داعش"، وموجهة تقريبًا برمتها، ضد قوى المعارضة السورية "المعتدلة" أو"المدعومة من الغرب" التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، والحقيقة أن المعارضة السورية المسلحة في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، و"أحرار الشام" نادرًا ما يرد ذكرها". ومن الواضح، بحسب الصحيفة، أن داعش لم يكن لديه أي شكوك حول الضربات الجوية الروسية التي تستهدفه، ولم يكن بوسعه الانتقام منذ بدء الغارات يوم 30 سبتمبر، وذلك لأن عملية مثل وضع قنبلة على متن طائرة في مطار شرم الشيخ ستستغرق أسابيع للإعداد لها"، على حد قولها. وأشارت إلى أن هناك الكثير من سوء الفهم بشأن الهجمات الروسية على "داعش"، وغيره من الجماعات المسلحة الجهادية السلفية في سوريا، فهي أشد وطأة بكثير من أي شيء تقوم به قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، بالنظر إلى 59 ضربة شنتها روسيا في يوم واحد مؤخرًا، مقارنة بتسعة فقط شنتها للولايات المتحدة". ولفتت إلى أن هناك قيود على استخدام الولاياتالمتحدة للقوة الجوية في سوريا ربما لا تكون واضحة على الفور، حتى لأولئك الذين يدرسون البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، فمن بين 9 ضربات في 6 نوفمبر نفذت 3 هجمات قرب منطقة "الأهوال"، وهي مدينة عربية في شمال شرق سوريا حيث تقاتل وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) عناصر "داعش"، وهجومين قرب الحسكة، أيضًا في شمال شرق سوريا، ومرة أخرى على ما يبدو، لدعم "YPG"، أما الأربعة المتبقية فكانت قرب بوكمال، قرب الحدود العراقية التي يقال: إنها "نقطة تجميع النفط الخام" لتنظيم داعش. واعتبرت أن هذا يتوافق مع تركيز الحملة الجوية الأمريكية الحصرية تقريبًا في سوريا على مساعدة الأكراد السوريين في قتال "داعش"، وأيضًا مهاجمة المنشآت النفطية التي يسيطر عليها في شمال شرق سوريا، ونادرًا ما تكون هناك أي هجمات على التنظيم عندما يشتبك في قتال الجيش السوري، لأن هذا ربما يتم تفسيره على أنه إبقاء على الأسد في السلطة في دمشق. ولكن هذا ليس منطقيًا إلى حد كبير لأن هدف السياسة الأمريكية والبريطانية الإطالحة بالأسد، والحفاظ على بقاء الدولة السورية. ووفقًا للصحيفة، فإن هذا يأتي خلافًا لما حدث في العراق عام 2003 عندما أطاح الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة بصدام حسين، ولكنه دمَّر الدولة العراقية وفتح الباب أمام تمرد المسلحين السنة وصعود تنظيم القاعدة في العراق. وارتأت أن "الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة، فشلت في تحقيق هدفها باحتواء تنظيم "داعش"، الذي ما زال يتقدم مقاتلوه في سوريا، ويسيطرون على مدن مثل الرمادي والموصل والفلوجة في العراق التي استولوا عليها منذ بداية عام 2014، وهذا بالرغم من 7871 ضربة جوية نفذت الولاياتالمتحدة منها 6164، من بينها 2578 في سوريا". واختتمت بالقول: إن "كل الاهتمام ينصب في الوقت الراهن على "قنبلة داعش على متن الطائرة الروسية، التي تبنى التنظيم مسؤولية تفجيرها 4 مرات رغم أن البعض ما يزال يشكك في مسؤولية الجماعة، لكن حدثًا أقل دراماتيكية قد يكون له تأثير أكبر على المدى الطويل على مسار الحرب الأهلية في سورياوالعراق، وهو انتصار الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية في 1 نوفمبر، انتصار رحَّب بها برسائل تفيض بالتعبير ما لا يقل عن 15 جماعة معارضة مسلحة غير داعش في سوريا".