يصدر قريبا عن دار "ن" للنشر والتوزيع رواية "التعويذة الخاطئة" للكاتب محمد عصمت، وتمتلئ الرواية بالرعب الساخر ومن أجوائها: فتح الساحر كتابًا ضخمًا أصفر الأوراق متهرئها وطفق يقرأ فيه كلامًا بلغةٍ غريبةٍ لم يفهمها أيهم، استنتج الجميع أنه يقرأ تعاويذ معينة كفيلة بإحضار هذا الجان، ولكنه يقرأها رأسًا على عقب مما جعلها أشبه بلغةٍ مرعبة، رعشةٌ باردةٌ اهتز لها جسد الساحر فدقت قلوب الجميع بخوف وصوته يعلو بقوة، شعر الجميع بصوتٍ خفيض ينتج عن اهتزاز حوائط المنزل بسرعة، دارت الدنيا من حولهم بينما هم يسمعون صوتًا من الشارع يشبه الحفيف، اندفع الجميع نحو النافذة بينما انهمك الساحر في القراءة، أسطوانةٌ شفافةٌ تكوّنت بين السماء والأرض في منظرٍ أسطوري، من رحمة الله على المواطنين في الشارع أن لا يروه، أسطوانةٌ تشبه تلك التي تظهر في أفلام وروايات الخيال العلمي إلا أنها حقيقية.. فغر الجميع أفواههم وهم يراقبون ذلك الكائن بشع الخلقة الذي يهبط فيها ببطء وهو يتأمل الجميع بنظرات ثقة، نظراتٍ مليئةٍ بالقوة، نظرات احتقارٍ لكل الأجناس التي يعتبرها أدنى منه، استعدّ الجنيّ للهبوط على الأرض إلا أن حظه السيء لم يسعفه، كانت نهاية الأسطوانة تقع بالظبط على بالوعةٍ مفتوحة، لذلك وللأسف لم تمس قدماه الأرض وإنما استمر في الهبوط حتى سقط في البالوعة؛ضحكاتٌ مجلجلةٌ اندفعت من حلق الزومبي قبل أن يبادره المذؤوب بصفعةٍ قويةٍ على قفاه وهو يهتف به في غضب: بطّل ضحك وانزل هاته بسرعة.