لاتزال مبادرة قنصل لمدة يوم واحدة التي أطلقتها القنصلية المصرية في العقبة منذ شهر سبتمبر الفائت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) ، تحظى بقبول كبير من قبل المصريين المقيمين في العقبة لأنها وطدت وعززت العلاقات القائمة بين أفراد الجالية والقنصلية وأشعرتهم بأن هناك من يحرص على التواصل معهم والوقوف بجانبهم والسماع لشكواهم. وتستهدف المبادرة – وفقا لقنصل العقبة محمد عليوة –إلى تعزيز التواصل مع أفراد الجالية المصرية التي يقدر عددها ما بين 40 إلى 45 ألفا وتعريفهم بالجهود التي تبذلها القنصلية للدفاع عن مصالحهم ..قائلا "إننا سعداء بهذه المبادرة لأنها بالفعل وطدت العلاقة بين أفراد الجالية والقنصلية كما أننا نأخذ بعين الاعتبار المقترحات التي يقدمها المواطن المصري الذي يقع عليه الاختيار". أما المصري الذي يقع عليه الاختيار للقيام بمهام القنصل لمدة يوم واحد..يقدم إلى القنصلية في تمام الساعة التاسعة صباحا ثم يلتقي بنائب القنصل محمد علوي الذي يشرح له المهام والأعمال والجهود التي يبذلها أفراد القنصلية على مدار اليوم ثم يتابع أعمال القنصلية في صالة الاستقبال وأيضا في مكتب الشكاوى ..وإذا ما كان هناك زوار للقنصل سواء كانوا مصريين أو أردنيين يحضر اللقاء. ومن بين مهام القنصل لمدة يوم واحد حضور ومعاينة جهود القنصلية في تسوية مشاكل المراجعين والمرافقة في الزيارات التي يقوم بها أعضاء القنصلية لحل هذه المشاكل (المحافظة ، أو سلطة العقبة ، أو مكتب العمل ، أو مديرية الشرطة ، أو المخفر ، أو المستشفى. وفي هذا الإطار..قال عليوة – لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان التي تابعت بمقر القنصلية في العقبة المهام التي قام بها قنصل شهر يونيو صباح أمس الأول الأحد – إننا نراعي في كل مرة تنوع صفة من يقع عليه الاختيار بحيث يمثل قطاعا أو مهنة أو محافظة مختلفة وعدم اقتصار الأمر على الرجال فقط بل وقع الاختيار على سيدة خلال الفترة الماضية حتى نشعر الجميع أنهم سواسية وأن القنصلية في خدمتهم وخدمة مصالحهم. ونوه بأنه وعلى الرغم من أن المبادرة تقتصر فقط على المصريين المقيمين في محافظاتجنوبالأردن (العقبة ، معان ، الطفيلة ، الكرك) إلا أن هناك عددا من الأردنيين أبدوا رغبتهم في المشاركة عبر صفحة القنصلية وهو ما يؤشر على أنها تلقى صدى وقبولا من الجميع. وأكد على أن الجميع في القنصلية حريصون على أن يعيش الشخص الذي وقع عليه الاختيار دور القنصل بالفعل كما أن ملاحظاته وأيضا ملاحظات المواطنين التي يسجلونها عبر صفحة القنصلية الرسمية تؤخذ بعين الاعتبار. وبالنسبة للقنصل الذي وقع عليه الاختيار لشهر يونيو ، فهو جابر محمد محمد البدوي ربيع ( 50 عاما) من محافظة كفر الشيخ وهو يعمل مدير مطعم وكوفي شوب بمدينة العقبة ..ويلقبونه بعمدة المصريين حيث إنه يقيم في المدينة منذ 37 عاما..ويستعين به الجميع سواء كانوا مصريين أو أردنيين في أية استفسارات أو استشارات بحكم خبرته الطويلة. والبدوي هو أخ لتسع بنات وأب لثلاثة أولاد ومتزوج من أردنية وهو عاصر كل القناصلة السابقين حيث إنه في العقبة قبيل افتتاح القنصلية في العام 1985 ..منوها بأن القنصلية شهدت خلال السنوات العشر الأخيرة نشاطا ملحوظا ولكن أعضاءها الحاليين متواجدون في كل مكان ويتواصلون مع المواطنين بكل تواضع ، وهو ما جعل المواطن يشعر بأن القنصلية هي بيته الكبير. ويقول عندما تم إبلاغي بأنني سأمارس مهام القنصل لمدة يوم واحد سعدت كثيرا لدرجة إنني لم أنم قبلها لمدة يومين متواصلين لأنني اعتبرتها مسئولية كبيرة ..كما أن زوجتي وأولادي ساندوني في هذا اليوم وهم فرحون جدا. والتقت مراسلة الوكالة والبدوي ، بعد زيارة القسم القنصلي والإطلاع على المعاملات التي تقدم للمواطنين المصريين ، مع مساعد القنصل محمود شعبان الذي استمع إلى شكاوى عدد من العمال المصريين وعمل على حلها في اللحظة ذاتها بطريقة ودية مع صاحب العمل..وفي الختام استمع القنصل محمد عليوة في مكتبه لآراء وملاحظات البدوي الذي أشاد بالجهود التي تبذلها القنصلية على مدار اليوم. واللافت للانتباه أن القسم القنصلي ينجز أعمال المواطنين المصريين بسرعة وكذلك السياح الأجانب ، حيث التقت مراسلة الوكالة إحدى السائحات الصينيات وهي تدعى إيني (35 عاما) وسألتها عن سبب قدومها للقنصلية فأجابت بأنها من أجل الحصول على التأشيرة لزيارة مدينة دهب مع أصدقاء لها وذلك لمدة يومين. وقالت إيني ، وهي متخصصة في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات ، إنني زرت سابقا القاهرة والأهرامات وهي جميلة جدا إلا أن زيارتي لمدينة دهب تعد المرة الأولى وذلك في إطار رحلة سياحية شملت أيضا مدينة البتراء والبحر الميت وعمان. جدير بالذكر أن العقبة تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوبالأردن ، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 330 كيلو مترا ..وتتميز بأنها منطقة استراتيجية والمنفذ البحري الوحيد للأردن. وللعقبة حدود مع مدينة حقل في المملكة العربية السعودية عبر مركز حدود الدرة ومصر ، وأيضا مع مدينة إيلات عبر معبر وادي عربة وكلتا المدينتين تقعا على رأس خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر. وتشتهر العقبة كمنظقة للغوص وبشواطئها المطلة على البحر الأحمر.. وتضم المدينة العديد من المنشآت الصناعية المهمة والمناطق التجارية الحرة ومطار الملك حسين الدولي..كما تعتبر مركزا إداريا مهما في منطقة أقصى جنوبالأردن ومصدر للفوسفات وبعض أنواع الصدف.