"الإخوان" يقومون بتدريس "آيات البلاء" داخل "الأسر" ويدعون لمواصلة الجهاد تنشر رسائل الصبر عبر الموقع الرسمي للجماعة على الإنترنت.. وتوصية بضرورة تنفيذ التكليفات التنظيمية. الجماعة بلا رأس، ولا يوجد قائم بأعمال المرشد العام، والتكليفات تصدر من خلال القيادات القديمة.. ومحمود عزت ما زال داخل مصر. من يدير جماعة الإخوان داخل مصر؟ سؤال حيّر الكثيرين ولكن تاهت إجاباتهم بسبب عدم المعرفة الدقيقة بأحوال التنظيم وطبيعة استصدار القرار بداخله، فلا أحد يجرؤ على إقالة المرشد أو تعيين آخر كقائم بأعماله، ولم تمنح صلاحيات لإخوان الخارج في إدارة ملف الصدام مع الدولة، فضلًا عن مرشد الإخوان الثاني حسن الهضيبي، عندما سُجِن ظل مرشدًا ولم يتم اخيتار من يخلفه أو يدير العمل بدلًا منه. علمت البوابة نيوز أن د. محمد علي بشر؛ وزير التنمية المحلية الأسبق وعضو مكتب الإرشاد، طلب تفويضًا من خيرت الشاطر لإدارة ملف المصالحة مع الدولة والتعامل مع المستجدات بناءً على ما يراه، فجاءه الرد عبر عزة توفيق، بعد أن تواصلت مع زوجها من خلال إحدى الزيارات، بأن أي حوار لا بد أن يكون من خلال المرشد العام ذاته ونوابه داخل السجون دون غيرهم. ولعل الدليل على ذلك زيارة "أشتون" مفوضة الاتحاد الأوروبي لخيرت الشاطر داخل محبسه في محاولة لملمة شتات الإخوان بعد عزل "مرسي" من السلطة في 3 يوليو 2013، وقبل أن تتدخل الدولة لفض اعتصام رابعة العدوية؛ لم تجد "كاثرين" أملًا في التوصل لحل إلا من خلال المتصدرين للمشهد ومن بيدهم الحل ممثلًا في "الشاطر" وإخوانه. قامت الجماعة خلال الستة أشهر الماضية في ترتيب التنظيم من الداخل بعدما حدثت هجرة عكسية للأعضاء والشباب والحكماء، فانفضوا من حول التنظيم، في محاولة للحفاظ على ثمرة الجماعة التي قامت برعايتها أكثر من ثمانين عامًا. قامت الجماعة بتدريس الآيات القرآنية التي تدعو الجماعة إلى الصبر على البلاء داخل أسر التربية الإخوانية، وتقوم بالتركيز على بعض المفاهيم في مقدمتها، أن نصر الله قادم، وأنه سوف يحدث بلا محالة، والبحث على ذلك في كتب السيرة النبوية وتدريس الأحاديث التي تبشر بهذا النصر وموعده. الجماعة تاهت في إيصال هذه الرسائل إلى "التنظيم" بعد أن هربت أغلب قيادات الجماعة للخارج؛ فاضطرت لاستخدام موقع إخوان أون لاين، الموقع الرسمي للجماعة في هذا الغرض والذي يشرف عليه الصحفي مجدي عبد اللطيف، من خلال الرسائل التربوية التي ينشرها للشيخ عبد الرحمن البر؛ عضو مكتب الإرشاد الهارب من حكم الإعدام الذي صدر في حقه منذ أيام. من أهم ما يلفت النظر في شأن الجماعة أن "التنظيم" يسير نحو الصدام مع الدولة بلا رأس، وأن كل ما نشر عن أن محمود عزت سافر خارج البلاد كلام غير صحيح، أو أنه يدير الجماعة بدلًا من "بديع" نظرًا لتنفيذ أحكام صدرت بحقه، والصحيح أن كل حي من الأحياء أو كل منطقة أو مكتب إداري يسير وفق ما يصدر عن قيادات "التنظيم" في هذه المنطقة ووفق رؤيتهم هم التي يحاولون فيها تلمس رؤية الجماعة والتنظيم منذ بداية الصدام وحتى الآن والتي تتماشمى مع أدبيات الجماعة السياسية والدينية. دور محمود عزت يقتصر على مراقبة التنظيم في تحركاته عن كثب، وأن يفلت في ذات الوقت من القبض عليه لتأثير ذلك على معنويات الإخوان في الداخل والخارج، وفي نفس الوقت يظل مغلقًا على الأسرار التي ما زالت في حصيلته الخاصة. يقتصر دور التنظيم الدولي على الإشراف العام على وضع التنظيم، والمحافظة على الثوابت الخاصة باستمرار الجماعة في الصدام مع مؤسسات الدولة، وألا يتسرب فكر المصالحة وألا يروج له بين أعضاء الجماعة.