أجمع المشاركون في الاحتفالية التي نظمها منتدي البدائل للاحتفاء بأشعار الراحل فؤاد الحداد، على أن القضية الفلسطينية كانت هي المحور الأساسي التي عانقت كثيرًا من أشعار حداد، الذي آمن بالعروبة ونظر لها على أنها قضية عادلة من رؤيته التي اعتمدت على العدالة الاجتماعية. وقال الشاعر أمين حداد، نجل الراحل، أن النصر قادم من خلال مصر والوطن العربي، وموضحًا أن "فؤاد" كان يردد دائمًا مقولة "أن القضية الفلسطينية قضية عادلة وستنتصر برجوع فلسطين". وأضاف أمين أن والده كان مشغولا بقضية العدالة الاجتماعية وبالفقير، وكانت ضد الاستعمار الذي يصدر للعرب ثقافه غير معلومة، ويزرع إسرائيل شوكة في حلق العرب. وأشار أمين إلى أن يوم النكبة توجه والده إلى الإذاعة لتسجيل قصيدته" الأرض بتتكلم عربي"، وقصيدة أخرى عن سوريا، وكانت كتاباته تختلف عن كتاباته جيله وذلك لفهمه للقضية التي كان يؤمن بانتصارها. وتطرق أمين إلى دور عبدالناصر عند فؤاد حيث كان يرى في عبدالناصر الأمل في تحرير فلسطين وأن ثمة فرصة تاريخية في وجوده لتحقيق المقاومة وتحرير فلسطين، وكان يري في عبدالناصر القدرة على النصر بعد النكبة وقد كتب قصيدة" الأرض بتتكلم عربي" ليؤكد من خلالها على اقتراب النصر. وتابع أمين: والدي كتب قصائد بكل منها حلم للبنان بعد الحرب الأهلية بها تحت عنوان آه يا لبنان، وفي أحداث الطامة والكبري في 1982 لخص في قصيدته ما حدث من انهيار للقضية العربية، والمستعمر ومن تحالف معه لفشل القضية العربية. في السياق ذاته، قال الناقد سيد محمود إن الشاعر فؤاد حداد غيّر مجري حياته، حينما قرأ أشعاره التي كانت نادرة وكان العثور عليها صعب في الثمانينيات. وأضاف محمود أن فؤاد حداد شاعر كلاسيكي وأشعاره غنية ومتنوعة، لافتًا إلى أن قصائد حداد تولد تصورا جديدا، فجميع أعماله ليس عليها خلاف. وأوضح أن ظهور الشخصيات في قصائد حداد هي بمثابة استحضار لهم فالناس في احتياج إليهم مثل القصائد التي يذكر فيها صلاح الدين، فربط من خلال تلك الرموز في القصائد بالمقاومة، فكانت فكرة تحرير القدس موجودة في أعماله". جاء ذلك خلال ندوة "فلسطين في أشعار فؤاد حداد"، مساء أمس الأحد، بمنتدي البدائل الثقافي العربي للدراسات.