في سلسلة جولات "البوابة نيوز" لرصد معاناة ومشكلات مواطنى محافظة المنيا من القرى والنجوع والمستشفيات والوحدات الصحية لعرض مطالبهم على الرئيس الجديد، رصدنا مطالب المترددين على التأمين الصحى والقومسيون الطبى ومعاناتهم في مستشفى المبرة بالمنيا والذي لا يصلح للبشر وطوابير وزحام للمرضى من جميع مراكز المحافظة للعرض على اللجنة الطبية. وأثناء الجولة وجدنا طوابير من الباب وحتى الداخل حول شبابيك دفع الرسوم والدمغات والطوابع وأصوات تتعالى ومعاملة سيئة من الموظفين للمرضى وعدم احترام لكبار السن وإغلاق الشبابيك في وجوههم. وبعد هذه الطوابير التي تستمر لساعات تأتى استراحة المرضى في مكان مفتوح والشمس قاسية والحرارة مرتفعة جدًا والمظلات مهشمة وتسقط فوق الرءوس، والقمامة تملأ المكان بين قدمى المرضى يجلسون فوقها والرائحة كريهة والاستراحة غير آدمية. ثم تبدأ الطوابير التالية بعد طوابير دفع الرسوم وهى طوابير الكشف الطبى التي ينتظرون فيها لساعات ثم تأتى طوابير استلام الإجازات أو عمل الأشعة وهكذا طوابير لا تنتهى لمرضى أغلبهم من كبار السن ورحلة معاناة منذ الثامنة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا ومبدأ إهدار كرامة المرضى هو العرف المتبع هناك. وقامت "البوابة نيوز" بعمل عدة لقاءات مع المرضى المترددين هناك، حيث تقول منى عبد العزيز من أبوقرقاص: "أنا سيدة أوشكت على الستين وعندى كسر في الحوض ولا أستطيع المشى أو الوقوف واضطرونى للوقوف بالطوابير حتى أستطيع دفع الرسوم للعرض على اللجنة الطبية للكشف وعمل أشعة، وأنا هنا منذ الثامنة صباحًا ودرجة الحرارة مرتفعة ولا أستطيع الانتظار كل هذه الساعات ولم أجد من يرفق بحالى". وتشتكي السيدة عطيات رجب من مغاغة: "إننى أقف بالطوابير منذ ساعتين ولم أستطع دفع الرسوم حتى الآن، والموظفون يعاملونا بقسوة ويغلقون الشبابيك بوجوهنا دون رحمة، وأنا أعانى من ضغط الدم المرتفع وأريد أن أعرض على اللجنة الطبية للكشف"، فيما يحمل الطالب محمد حسين والده على ظهره ثم يضعه على الأرض لعدم وجود كراسى، مؤكدًا أن والده لا يستطيع المشى ويريد عرضه على اللجنة لعمل أشعة وصرف العلاج، فوالده لا يتحمل هذا التعب والمعاناة إطلاقًا فهو مسن ومريض. أما الحاجة أم أحمد من مركز ديرمواس والتي تجلس في الاستراحة غير الآدمية قائلة: "إننا نجلس فوق القمامة ولا نتحمل الرائحة ولكننا مضطرون لأنه لا يوجد مكان آخر نجلس فيه، ونحن نطالب الحكومة الجديدة والرئيس الجديد بتخفيف هذه المعاناة وإزالة هذه الأكوام من القمامة، فنحن بشر وهذا لا يليق بنا وإصلاح هذه المظلات التي تكاد تسقط فوق رءوسنا"، وأيضًا السيدة علية عبدالجواد التي لا يختلف حالها عن الآخرين تقول: "أنا أتيت منذ الثامنة صباحًا ووقفت بهذه الطوابير وأنا عندى السكر ولا أستطيع مواصلة هذه الرحلة من العناء، فلماذا نأتى من المراكز البعيدة لماذا لا يكون هذا الاختصاص داخل كل مركز حتى يخففوا عن المرضى رحلة السفر من المراكز البعيدة وهذا الشقاء.. ونحن نطالب الرئيس الجديد بتوزيع هذه الاختصاصات وعمل لجان طبية بالمراكز منعًا للزحام، وتيسيرًا على المرضى الذين يأتون من كل مراكز المحافظة إلى مدينة المنيا". وطالب غالبية المرضى بعمل لجان طبية بالمراكز لتخفيف الزحام والمعاناة وتنظيف استراحة المرضى وإصلاح المظلات وهذه المطالب تعتبر مطالب بسيطة لن تكلف الدولة شيئًا مع احترام كبار السن والتيسير عليهم وإيجاد مقاعد لهم والإسراع في الإجراءات الروتينية والحد منها وإيجاد حلول بديلة تقى المواطنين عناء الانتظار في تلك الطوابير غير الآدمية والتي لن تليق بمصر المستقبل التي نحلم بها جميعًا، يحصل فيها المواطن على أبسط حق من حقوقه وهو الاحترام أولًا والعلاج بكرامة.