أثلج حكم الدائرة الدستورية الليبية ببطلان حكومة أحمد عمر معيتيق، اليوم الإثنين، صدور الليبيين، وأعطاهم الأمل بأن مؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة لا تزال موجودة وقادرة على إصدار أحكام حيادية لصالح الوطن، دون أن تنحاز لفريق على حساب الآخر، في الوقت الذي يتمترس فيه الجميع خلف السلاح. وعلى الرغم من إيجابية القرار إلا أن حكم المحكمة يطرح السؤال: من سيشكل الحكومة الليبية الجديدة؟ هل سيبقى عبد الله الثني رئيسًا للحكومة حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية أواخر الشهر الجاري؟ أم أنه سيتم استدعاء علي زيدان لتشكيل الحكومة الجديدة، لا سيما وأنه يعتبر نفسه رئيس الحكومة الشرعي للبلاد حتى الآن؟ فقد صرح اليوم لوسائل إعلام ليبية أنه لم يسلم السلطة، وبالتالي فهو لا يزال قانونيّا رئيسًا للوزراء"، وأكد زيدان أنه ينتظر قرار محكمة القضاء الإداري التي تنظر، اليوم الإثنين، في الطعن المقدم منه بعدم دستورية إقالته من رئاسة الوزراء. أم أن المؤتمر سيدعو إلى جلسة جديدة لاختيار رئيس الحكومة ؟ الإعلامية الليبية هند عمار قالت للبوابة نيوز: إنه لن تكون هناك حكومة جديدة في ليبيا، وحتى حكومة عبد الله الثني سوف يتم استبعادها، وسيظل المؤتمر على رأس السلطة حتى يتم انتخاب البرلمان الجديد أواخر الشهر الجاري، وهذا الخيار سيحقق لأنصار معيتيق غرضهم من رئاسة الحكومة لأنهم سيمارسون أعمال رئاسة الوزراء، وهو قرار قد يترتب عليه إشكاليات كبيرة، وسيدخل البلاد المنهارة أمنيّا في فوضى أكبر، وسنشهد تفجيرات هنا وهناك، ومحاولات لعرقلة العملية الانتخابية واغتيالات وتصفيات جسدية، وإشعال الفتنة بين المدن الليبية، مشيرة إلى أن معيتيق مجرد أداة من أدوات الأعضاء المهيمنين داخل المؤتمر الوطني، فمعيتيق كان يحلم بعشر دقائق فقط في رئاسة الحكومة، كما صرح هو نفسه بأحد المؤتمرات الصحفية، كي يستلم الميزانية والتي تقدر ب54 مليار دينار، لتسليم نصف المبلغ لقوات الدروع والجماعات المتطرفة حتى يقضوا على عملية الكرامة، لا سيما بعد التأييد الكبير من الشعب الليبي الذي حظيت به لأنها تقضي على الإرهاب الذي أفسد الدولة الليبية ودمر حياة الليبيين، فأنا كإعلامية ليبية تعرضت مرتين لمحاولة خطف، وحطموا سيارتي، وتم تهديدي في المسيرات الأولى لحركة "لا للتمديد للمؤتمر" وفتاوى مفتي الديار، واتهموني بأني ضد ثورة فبراير، من قبل نشطاء يتبعون الإخوان، وتم استبعادي من الأعمال الرمضانية؛ لأن أغلب شركات الإنتاج الإعلامي إخوانية، وتشير هند عمار إلى أنهم لن يتركوا الحكومة، وسيقومون بعزل عبد الله الثني على اعتبار أنه سبق وقدم استقالته، ويدعون إلى انتخابات جديدة يختارون فيها أحد الموالين لهم وتكليفه بتشكيل الحكومة. ويرى الدكتور عبد العزيز أغنية؛ القانوني الليبي والباحث بمركز بلقيس للدراسات الاستراتيجية بلندن، أن حكم الدائرة الدستورية ببطلان حكومة معيتيق بمثابة بارقة أمل للمواطن الليبي في ظل الأوضاع الراهنة، إلا أنه يفتح ليبيا على سيناريوهات عديدة في ظل إصرار المؤتمر الوطني على تمرير أجندته، وإن أبدى مهادنة وقبولا بحكم الدائرة الدستورية فهو قبول مؤقت للبحث عن آلية جديدة تمكنهم من تشكيل الحكومة؛ لأن الميليشيات التي تحدت بالأمس القريب إرادة الشعب وسلطة القانون واغتصبت مقر الحكومة بالقوة لن تسمح بوجود شخص يعارض سياساتها على رأس الحكومة، ومن هنا سيبدأ الصراع. وأوضح أغنية للبوابة نيوز أن النقمة الشعبية على الجماعات الإرهابية ستزداد، لا سيما وأن انقطاع المرتبات منذ شهرين الآن، وتوقع استمرار هذا الانقطاع في استمرار غياب الحكومة سيدفع الشعب إلى مزيد من الغضب والثورة ضد الأوضاع السائدة، كما أن تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر سيربك جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتحالفة معها نفسيّا، وسيدفع الشعب الليبي الذي ارتفعت معنوياته باستقرار الأوضاع في مصر إلى مزيد من الثورة ضد الجماعات الإرهابية، والانضمام لعملية الكرامة ومحاربة الإرهاب، وهذا بدوره سيؤدي إلى تفجيرات هنا وهناك، واغتيالات وقتل ستقوم بها الجماعات الإرهابية لتخويف الليبيين. واستبعد أغنية عودة زيدان مرة ثانية، موضحًا ذلك بأن المشهد السياسي الليبي من يخرج منه يصعب عليه العودة إليه مجددًا. وأضاف أنه على مصر أن تلعب دورًا إيجابيّا في ليبيا برعاية حوار ليبي ليبي ومفاوضات ليبية، وتسحب البساط من تحت أقدام الدول الغربية الحريصة على تغذية الصراع، واستمرار الفوضى في ليبيا، فبدون تدخل مصري لن يكون هناك استقرار في ليبيا .