يترقب العالم بأسره الحدث الثقافي الأبرز هذا العام، الافتتاح المنتظر ل المتحف المصري الكبير، الذي يمثل أضخم متحف أثري في العالم وواجهة جديدة تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة في أبهى صورها. ويقع المتحف المصري الكبير، على مساحة تقترب من نصف مليون متر مربع، بتكلفة تجاوزت مليار دولار، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف عصور التاريخ المصري، من الدولة القديمة والوسطى والحديثة حتى العصرين اليوناني والروماني، في تجربة عرض حديثة تعتمد على أحدث تقنيات التفاعل الرقمي. وسيُعرض بالمتحف المصري الكبير، لأول مرة الكنز الكامل للملك توت عنخ آمون الذي يضم أكثر من 5 آلاف قطعة، إلى جانب تماثيل عملاقة وتيجان ملكية ومراكب شمسية، في مشهد بصري فريد يليق بمكانة مصر التاريخية. اقرأ أيضا: مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير.. قطاع السياحة المصرية كنز حضاري ومحرك تنموي حدث عالمي بحضور قادة العالم وفي الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستقبال نخبة من قادة العالم وملوكه ورؤساء حكوماته في حفل افتتاح أسطوري مساء الأول من نوفمبر، أكد القطاع السياحي تمام استعداده لاستقبال ضيوف الحفل بخدمات ضيافة ونقل تضاهي أحدث ما وصل إليه العالم. اقرأ أيضا: المتحف المصري الكبير.. أرقام تحكي عظمة الحضارة المصرية القطاع جاهز والعالم يترقب وأكد ناصر تركي، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، على أن القطاع السياحي في أعلى درجات الجاهزية، لافتاً إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا عالميًا واستثنائيًا ينعكس بصورة مباشرة على انتعاش حركة السياحة في مصر. وأشار نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، إلى أن القطاع بأكمله، والاتحاد بكافة غرفه، في حالة استعداد تام لاحتفالية الافتتاح. وقال «تركي» إن الطاقة الفندقية في المنطقة المحيطة بالمتحف ومنطقة الأهرامات تضاعفت مؤخرًا، مؤكدًا أن هناك توقعات بزيادة جديدة في الاستثمارات الفندقية بما لا يقل عن 5 آلاف غرفة فندقية إضافية خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن نسبة الإشغال الفندقي الحالية تتجاوز 70٪، ومن المرجح أن تتجاوز نسبة ال90٪ بعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، موضحًا أن الفنادق والمطاعم في منطقة الأهرامات أصبحت على أعلى مستوى من الجاهزية لاستقبال الزوار من مختلف دول العالم. اقرأ أيضا: ناشيونال جيوجرافيك تسلط الضوء على افتتاح المتحف المصري الكبير وأشار نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية إلى أن تدفق الرحلات السياحية يشهد زيادة كبيرة يومًا بعد يوم، خاصة بعد اكتمال أعمال التطوير في منطقة الأهرامات وربطها بالمتحف المصري الكبير الذي يجمع بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة في عرض مقتنياته. تحسين تجربة السائح وأكد «تركي» أن تطوير البنية التحتية والطرق المؤدية إلى منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير لعب دورًا حاسمًا في تحسين تجربة الزائر، حيث أصبح الوصول إلى المنطقة أكثر سهولة وسلاسة بفضل المحاور الجديدة، وشبكات الطرق السريعة، والمداخل المنظمة للمتحف. وأوضح أن هذه المشروعات تمثل نموذجًا للتكامل بين جهود الدولة والقطاع السياحي في تحسين بيئة الجذب السياحي، بما يعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية. وشدد «تركي» على أن المرحلة المقبلة تتطلب مواصلة تطوير البنية التحتية للمطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية بما يتناسب مع الزيادة المتوقعة في أعداد السائحين، مؤكدًا أن مصر على أعتاب طفرة جديدة في السياحة الثقافية والتراثية مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أعظم متحف أثري في العالم. اقرأ أيضا: المتحف المصري الكبير.. مشروع وطني يحافظ على التراث وقاطرة جديدة للتنمية المتحف... هدية مصر للعالم من جهته أكد إيهاب عبدالعال، أمين صندوق الاتحاد المصري للغرف السياحية، على أن المتحف يمثل "هدية مصر للعالم" ويجسد نقلة نوعية في السياحة الثقافية، موضحاً أن افتتاحه سيعزز موقع مصر على الخريطة العالمية، خصوصاً مع قربه من الأهرامات ومطار سفنكس الدولي. وأوضح أن المتحف لا يقتصر على عرض الآثار فحسب، بل يقدم تجربة سياحية متكاملة تعتمد على أحدث سيناريوهات العرض العالمية، وتضم خدمات ترفيهية ومرافق متنوعة تضعه ضمن أهم المتاحف على مستوى العالم. وأشار في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، إلى أن "السياحة الثقافية تحقق إنفاقاً يفوق بثلاثة أضعاف السياحة الشاطئية"، وأن الموسم الحالي يبشر بإيرادات تتجاوز 15 مليار دولار مع إشغالات تفوق 85% في القاهرة و90% في الصعيد. انتعاش قوي في الإشغالات وحجوزات قياسية من جهته قال الخبير السياحي الدكتور حسام هزاع، إن افتتاح المتحف المصري الكبير سيؤدي إلى ارتفاع نسب الإشغال الفندقي في القاهرة إلى ما بين 85 و90%، مع توقع وصول أعداد السياح إلى 18 مليون سائح بنهاية 2025 مقارنة ب15.3 مليون العام الماضي. وأوضح هزاع، في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، أن شركات السياحة العالمية وضعت المتحف على رأس برامجها منذ شهور، وأن هناك زيادة واضحة في حجوزات رحلات اليوم الواحد من شرم الشيخ والغردقة إلى القاهرة، بالتوازي مع نشاط ملحوظ في حركة مطار سفنكس الدولي. وأضاف أن المتحف سيخلق نقطة جذب جديدة في غرب القاهرة، ويفتح الباب أمام استثمارات فندقية كبرى، مؤكداً أن كل مليون سائح إضافي يخلق نحو 200 ألف فرصة عمل للمصريين. ولفت الدكتور حسام هزاع إلى أن تسليط الأضواء على افتتاح المتحف المصرى الكبير يسلط الضوء على مصر، ويعتبر منصة تسويق عالمية للسياحة الثقافية للدولة. مطاعم ومقاصد سياحية على أهبة الاستعداد من جانبه، أكد الخبير السياحي هشام وهبة، أمين شؤون السياحة والآثار بمحافظة الجيزة، أن جاهزية المطاعم والمنشآت في نطاق الأهرامات تجاوزت 95% استعداداً للحدث، مشيراً إلى أن نسب الإشغال المتوقعة بالمطاعم قد تصل إلى 100% خلال الأسابيع الأولى بعد الافتتاح. وكشف وهبة، لبوابة أخبار اليوم، أن منطقة المتحف تشهد حالياً تشغيل عدد من المطاعم الراقية والتي أصبحت جزءاً من العرض المتحفي نفسه، في ظل توجه وزارة السياحة والآثار لتوحيد معايير الجودة ورفع كفاءة الخدمات. رسالة عن نهضة مصر الحديثة من جانبه، وصف الخبير السياحي وليد البطوطي الافتتاح المرتقب بأنه "تتويج لسلسلة نجاحات متكاملة"، مؤكداً أن مصر أثبتت قدرتها على تنظيم فعاليات عالمية كموكب المومياوات وافتتاح طريق الكباش. وقال البطوطي إن هذا الحدث يبعث برسالة "عن مصر الجديدة التي توظف ثقافتها وتاريخها لبناء مستقبلها"، مشيراً إلى التطوير الشامل في البنية التحتية والخدمات السياحية. الفنادق تستقبل كبار الوفود واستعدت الفنادق الفاخرة المحيطة بالمتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات لاستقبال كبار الوفود، وسط نسب إشغال تقترب من الامتلاء الكامل. وتسابقت كبرى منصات السفر مثل Booking وViator وTripadvisor لطرح برامج زيارات خاصة للمتحف تبدأ من 90 إلى 120 دولاراً للفرد، تشمل جولات إرشادية خاصة وسيارات نقل فاخرة، في مؤشر على الحماس العالمي لزيارة هذا المعلم. ويمثل افتتاح المتحف المصري الكبير ليس فقط حدثاً ثقافياً فريداً، بل انطلاقة اقتصادية وسياحية كبرى تضع مصر مجدداً في صدارة خريطة السياحة العالمية، وتؤكد أن الاستثمار في الحضارة هو استثمار في المستقبل.