أعلن خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عن الاكتشافات الأثرية للآثار المسيحية بسيناء منذ استردادها والتي تمثل أعظم وأقدم مدرسة معمارية بيزنطية لطرز القلايا والكنائس منذ القرن الرابع وحتى السادس الميلادى في ورقته البحثية المقدمة لمؤتمر تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية الذي انعقد في الفترة من 29 إلى 31 مايو بدير العزب بالفيوم. ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر بأن سيناء كانت ملاذًا آمنًا للموحدين الأوائل بها كما ساهمت ظروفها الجغرافية من سهولة الاتصال بين أوديتها وتوفر مواد البناء والتبرك بالأماكن المقدسة بجبل الشريعة وبطريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء من رفح إلى الفرما في انتشار الرهبنة بمراحلها الثلاث التي اشتهرت بها عالميًا وهى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة داخل صومعة مستقلة ثم مرحلة التوحد الجماعى من وجود صوامع منفردة ومكان عام يجتمعون به أيام السبت والأحد والأعياد ثم مرحلة الدير الكامل الذي يشتمل على قلايا وكنائس ومطعمة ومناطق خدمات. ويضيف بأن منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت عن قلايا وكنائس تشمل المرحلة الأولى والثانية للرهبنة بمنطقة وادى الأعوج 9 كم جنوب شرق مدينة طور سيناء عام 2002 كما كشفت عن دير متكامل يمثل المرحلة الثالثة من عام 1984 وحتى 1996 وهو دير الوادى بقرية الوادى التي تبعد 6كم شمال طور سيناء وهو الدير الوحيد بسيناء الذي يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن ويعتبر تحفة معمارية فنية فريدة من الحجر الجيرى والرملى المشذّب تخطيطه مستطيل 92م طولًا 53م عرضًا يضم 96 حجرة على طابقين بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين الوافدين للدير للإقامة فترة لزيارة الأماكن المقدسة بالطور ثم التوجه لدير سانت كاترين ويشمل الدير ثلاث كنائس ومعصرة زيتون ومطعمة وبئر ونظام دقيق للصرف الصحى وفرن لعمل الخبز وفرن مجاور للكنائس لعمل القربانة كما كشف البحث عن الآثار المسيحية بطريق العائلة المقدسة بشمال سيناء وتشمل عدة محطات من رفح – الشيخ زويد- العريش – الفلوسيات – الفرما وتم عرض لثلاث طرز للكنائس بمنطقة أوستراسينى (الفلوسيات) المحطة الرابعة في طريق الرحلة وكانت أوستراسينى منطقة عامرة وكان لها أسقف وعندما أراد الإمبراطور جستنيان تحصين مناطق سيناء ضد غزو الفرس كانت أوستراسينى من بين المناطق التي أقيمت فيها الحصون في القرن السادس الميلادى ووصلت المبانى في عهده إلى البحر وأصبحت المدينة مركزًا لكرسى دينى هام وكذلك كنائس وأديرة الفرما والذي تشمل طرز متعددة منها الروتندا (الكنائس الدائرية) والبازيليكا التي تشمل جناح أوسط وجناحين جانبيين أقل حجمًا مع وجود عناصر معمارية مميزة تشمل حجرات خاصة للمقدّسين المسيحيين داخل الكنائس وعنصرا معمارىا يطلق عليه آتريوم يحجب صالة الكنيسة عن ضوضاء الشارع ومخصص لإطعام الفقراء. وطالب الدكتور ريحان بإحياء طريق العائلة المقدسة بسيناء بترميم وتطوير هذه المواقع وفتحها للزيارة وكذلك التعاون بين وزارة الآثار والسياحة والإعلام ومحافظتى جنوب وشمال سيناء ومستثمرى سيناء بتنشيط السياحة الدينية بها وتهيئة الطرق المؤدية إليها وتأمينها وإنشاء مراكز للحرف التراثية المرتبطة بهذه الطرق قديما والاستثمار في مجال الآثار والثقافة كمادة للتنمية والترويج لهذه المواقع داخليًا وخارجيًا وتنشيط السياحة الداخلية لها مع توفير منشآت فندقية لكل الشرائح لمزيد من رحلات الشباب لسيناء لتعزيز الانتماء وتأكيد الهوية المصرية الأصيلة بالتعرف على الحضارة المصرية بكل صورها المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية.