أعلن الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم فى افتتاح مؤتمر تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية بدير العزب بالفيوم الذى انعقد فى الفترة من 29 وحتى 31 مايو عن إنشاء مركز لإعادة إحياء التراث الحرفى بالفيوم، متضمناً سبع حرف يدوية ومنها صناعة النسيج والفخار وتم الاتفاق بين المحافظ ووزير الثقافة على تنظيم مهرجان دولى سنوى للفخار بالفيوم يجمع كل صناع ودارسى الفخار من شتى بقاع العالم وعمل جائزة سنوية لذلك. وأشار نيافة الأنبا إبرام الثالث أسقف الفيوم للدور الحضارى لدير العزب الأثرى الذى يعود للقرن السادس عشر الميلادى وبه كنيسة أثرية وهى كنيسة العذراء ويقدم الدير خدمات اجتماعية لأهالى الفيوم فى مجال خدمة الأمومة والطفولة وبه مصنعاً للنسيج يصدر منتجات مميزة لشتى الدول ويساهم فى تشغيل فتيات من المنطقة ومشغل لفساتين الفرح بأسعار رمزية ومصنعاً للمواد الغذائية. تضمنت الفعاليات أبحاثاً ألقت الضوء على الاكتشافات الأثرية لآثار ما قبل التاريخ والآثار المسيحية والإسلامية، وعرض 400 قطعة لمجموعة من التحف الفنية جمعها الأنبا أبرام بنفسه من مقتنيات الأديرة من أيقونات وأوانى كنسية ومخطوطات ويطالب بتسجيلها فى عداد الآثار لضمان حفظها، وكذلك معرضاً للفنون التشكلية شمل لوحات لدخول العائلة المقدسة مصر ومجموعات من بوتريهات الفيوم الشهيرة والتى كان لها التأثير الأكبر فى تقنية رسم الأيقونات القبطية وفن الأيقونة فى أنحاء العالم . كما شملت الحفائر الأثرية شمال بحيرة قارون والتى تعود للعصر الحجرى الوسيط والحديث، وتشمل صناعات حجرية تميزت بها الفيوم بأنماط متعددة من أدوات قنص وصيد وكذلك كشف خبيئة لبطليموس الثالث كما أعلن الأنبا المطران عن وجود أصغر أيقونة فى العالم لرحلة العائلة المقدسة داخل الدير. وتضمنت المناقشات عدة مطالب منها إنشاء متحف لآثار ما قبل التاريخ بالفيوم والاستفادة من المحميات الطبيعية وتطويرها لتوضع ضمن البرامج السياحية بالفيوم، والاستفادة من الكنوز الأثرية النادرة والمميزة بالفيوم وإنشاء متحف خاص لبورتريهات الفيوم وإعادة فتح متحف كوم أوشيم ويحوى أجمل لقى أثرية مكتشفة بالفيوم ومتحفاً مكشوف لحيتان الفيوم بوادى الحيتان لتحويله لمقصد سياحى عالمى. وطالب معظم الحاضرين بإنشاء فندق 5 نجوم داخل الدير لتهيئة الدير كمؤسسة ثقافية هامة لعقد مؤتمرات دولية وقومية هامة لاستقبال ضيوف من كبار الشخصيات والعلماء مستقبلاً، ويستمر المؤتمر حتى السبت القادم وستنظم إدارة الدير رحلة سياحية لآثار الفيوم لجميع المشاركين الأحد القادم فى ختام المؤتمر . جلسة السياحة عقدت جلسة سياحية فى اليوم الثانى لمؤتمر تراث الفيوم بدير العزب بحضور الأستاذ مجدى سليم وكيل أول وزارة السياحة تضمنت عرض ستة أوراق بحثية عن المزارات الدينية المسيحية بالفيوم وتطوير المعالم السياحية والصورة الذهنية للفيوم كمقصد سياحى والاستدامة العمرانية لأماكن الضيافة والتراث الحضارى بالفيوم والسياحة الغير تقليدية. وتضمنت المناقشات عرض لكل مشاكل السياحة فى مصر بحضور الأستاذ مجدى سليم، وطالب الحاضرون بإنشاء وزارة خاصة بالمنتجات التراثية أسوة بالهند تقوم على حماية هذه المنتجات من الإندثار بعمل مدارس ومعاهد لتربية أجيال على هذه الحرف وإنشاء مصانع صغرى وكبرى لهذه الحرف وفتح أسواق جديدة لها واستخدام أحدث تقنيات عالمية لجودة المنتج وذلك بعد أن أصبح لهذه المنتجات شهرة عالمية وتحقق لكثير من الدول دخلاً كبيراً؛ كما تعتبر هذه المنتجات من أفضل وسائل الدعاية للسياحة عن طريق منتجات مميزة لبلد معين كشهرة منتجات الفيوم من الخزف والفخار والنسيج والسجاد وشباك الصيد والسلال من السعف وحبال المراكب والمراكب الصغيرة الشهيرة عالمياً باسم الفيوم وتعرف عالمياً نسيج فيومى مثلاً وغيرها. وشملت الفعاليات إطروحات لإضافة أنماط سياحية غير تقليدية تحقق رواجاً كبيراً على مستوى العالم وتمتلك مصر مقوماتها مثل السياحة المستدامة، من خلال مشاريع سياحية صغيرة لتغطية سوق السياحة الحالى دون الضرر بمقومات السياحة للأجيال القادمة، أى سياحة تقوم على حماية البيئة من شعاب مرجانية للسياحة الشاطئية والابتعاد عن المواقع الأثرية فى أى تخطيط عمرانى مستقبلى وعدم استخدام وتدمير البيئة لاستخدامها مواد للبناء وكذلك تنشيط سياحة الهوية وهى السياحة خارج نطاق المجاميع المنظمة وهى أقدم سياحة فى التاريخ بدأها المؤرخ اليونانى هيرودت حين جاء لمصر لدراسة عادات وتقاليد شعبها. كما تضمنت سياحة الهوية التى تعتمد على اختلاف الموروث الحضارى والثقافى والتراث الدينى والعادات والتقاليد والحرف والمصنوعات اليدوية وطرق البناء وأسلوب المعيشة مما يتوفر بشكل مميز فى المجتمع المصرى، ويأتى عائد هذه السياحة من السائح مباشرة لمقدم الخدمة ولن يتحقق هذا إلا فى وجود منظومة حكومية أهلية، والتوسع فى بناء الفنادق البيئية بالمواقع الصحراوية بشكل أفقى وبكم أكبر وعدد قليل من الغرف. كما طرحت فكرة المرشد السياحى البيئى المتخصص فى المحميات البحرية وطالب المشاركون بوضع خطة بين وزارة السياحة والبيئة لحسن استغلال المحميات الطبيعية بمصر سياحياً حيث تتضمن هذه المحميات أقدم حيتان مكتشفة فى العالم، وأندر نباتات كأشجار المانجروف وأنواع نادرة من الحيونات والطيور والمناظر الطبيعية الخلابة. كما طرحت فكرة سياحة مراقبة هجرات الطيور وهى سياحة رائجة عالمياً وتتميز بها العديد من المحميات بالفيوم وشمال سيناء وتخصيص مرشدين سياحيين لهذا النوع من السياحة وأهاب الجميع بمعالجة مشكلة تلوث بحيرة قارون بالصرف الزراعى مما يعيق أى مشاريع لتنميتها سياحياً . كما طالبوا بتنشيط السياحة الدينية بمصر المسيحية والإسلامية لوجود 3.5 مليار مسيحى بالعالم لو حصلت مصر على 1% من هذا العدد لزيارة المواقع الدينية بمصر لضمنت دخول 35 مليون سائح سنوياً وكذلك السياحة الدينية الإسلامية لزيارة طريق الحج القديم إلى مكةالمكرمة عبر سيناء وإحياء معالم هذا الطريق وزيارة المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة والمحافظات، وسيحقق هذا دخل يصل إلى 5 مليار دولار سنوياً وكذلك الاستفادة من السياحة الداخلية الدينية الخاصة بالموالد المسيحية والإسلامية وتنظيم وتأمين هذه الرحلات ومنع كل ما هو غير لائق ومسئ لهذا الموروث الثقافى الدينى الشعبى. الكشف عن هيكل أقدم فيل فى العالم أعلن الدكتور جبيلى عبد المقصود أبو الخير مدير محمية كهف وادى سنور ببنى سويف عن الكشف عن بقايا حيوان الموريثيريم أول أسلاف الفيلة الحالية والذى ظهر لأول مرة بجبل قطرانى بالقرب من كوم أوشيم بأحد المحاجر، وهو أقل حجماً من الفيل الحالى وذو أطراف أمامية وخلفية قصيرة وكان يعيش بجوار الشواطئ أى ما يشبه الحيوان البر مائى فى معيشته ويرجع عمره إلى 40مليون سنة. جاء هذا ضمن الورقة البحثية التى قدمها د. جبيلى بمؤتمر تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية المنعقد حالياً بدير العزب بالفيوم فى إطار احتفالية مطرانية الفيوم ومكتبة الإسكندرية بذكرى مرور مائة عام على نياحة (وفاة ) القديس العظيم الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة (1881- 1914). وأشارت الدراسة لكشف هيكل هذا الفيل بالشاطئ القديم لبحيرة موريس (قارون حالياً) لذلك أطلق عليه فيل الموريثيريم نسبة لبحيرة موريس وتعتبر الفيوم أقدم مكان فى العالم عاش به هذا الفيل الذى ظهر بعد ذلك بشمال أفريقيا وخصوصاً المغرب العربى، ويوجد هيكل هذا الفيل حالياً بالمتحف الجيولوجى المصرى بالمعادى. وتتميز منطقة جبل قطرانى كما جاء فى الدراسة باحتوائها على تراث طبيعى عالمى فريد لحيوانات برية وبحرية ونهرية تمثل سجلاً تاريخياً متميزاً يصف الحياة والمناخ وتراجع البحر فى هذه الأزمنة ومنها الحيتان بمختلف أنواعها وعرائس البحر وهى فى أزهى صورها تتغذى على حشائش البحر والترسة المائية والأسماك البحرية الضخمة وأسماك القرش والأصداف البحرية المتراكمة على شاطئ هذا البحر العظيم. هناك اكتشافات أخرى أعلنها الباحث من هياكل لحيوانات بالمنطقة منها حيواناً ضخماً يشبه الفيل الحالى ولكن بدون خرطوم وذو أربعة قرون اثنين أماميين كبيرين والآخرين خلفيين صغيرين، وهو حيوان الأرسينوثيريم وهو من أغرب الحيوانات التى ظهرت بالمنطقة وحيواناً ضخماً أخر أقل من الأرسينوثيريم رأسه ممتدة إلى الخلف قليلاً ويظهر عند أنفه بداية خرطوم صغير ويطلق عليه حيوان الفيوميا وهو أحد أسلاف الفيلة بعد الموريثيريم . وأن هذا التنوع النادر يحوى مصبات الأنهار الآتية من شمال شرق مصر إلى هذه المنطقة والمحملة بكميات كبيرة من الطمى والمعادن المذابة بالمياه والتى تصب داخل البحر وحول اليابسة، والتى تسببت فى نمو الغابات الموسمية الكثيفة ذات الأشجار الخشبية فارهة الطول ويصل طولها إلى 40 متر ويزيد سمكها عن مترين كما تم الكشف عن هياكل أنواع مختلفة من القردة المختلفة فى أشكالها عن تلك الموجودة حاليأ ومنها قرد الإيجيبتوبيثيكس أو القرد المصرى . ونتيجة فترات كبيرة من الجفاف القاحل بالمنطقة ماتت الأشجار والحيوانات والأعشاب وحدثت الفيضانات من شمال شرق مصر شيئاً فشيئاً فغطت تماماً أطلال ما خلفه الجفاف، وأزهرت حياة جديدة بغاباتها وحيواناتها ثم تكررت حالات الجفاف والفيضان على مدار أعوام كثيرة وتقدم البحر فى بعض الأحيان فقضى على هذه الحياة تماماً منذ 30مليون سنة. ونتيجة زلازل مدمرة بالمنطقة انصهرت صخور البازلت وغطت المنطقة. الكشف عن مدينة بيزنطية وآثار طريق العائلة المقدسة أعلن خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عن الاكتشافات الأثرية للآثار المسيحية بسيناء منذ استردادها، والتى تمثل أعظم وأقدم مدرسة معمارية بيزنطية لطرز القلايا والكنائس منذ القرن الرابع وحتى السادس الميلادى فى ورقته البحثية المقدمة لمؤتمر تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية المنعقد حالياً بدير العزب بالفيوم. ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر بأن سيناء كانت ملاذاً آمناً للمتوحدين الأوائل بها كما ساهمت ظروفها الجغرافية من سهولة الاتصال بين أوديتها وتوفر مواد البناء والتبرك بالأماكن المقدسة بجبل الشريعة وبطريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء من رفح إلى الفرما فى انتشار الرهبنة بمراحلها الثلاث التى اشتهرت بها عالمياً، وهى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة داخل صومعة مستقلة ثم مرحلة التوحد الجماعى من وجود صوامع منفردة ومكان عام يجتمعون به أيام السبت والأحد والأعياد ثم مرحلة الدير الكامل الذى يشتمل على قلايا وكنائس ومطعمة ومناطق خدمات. ويضيف بأن منطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت عن قلايا وكنائس تشمل المرحلة الأولى والثانية للرهبنة بمنطقة وادى الأعوج 9كم جنوب شرق مدينة طور سيناء عام 2002 كما كشفت عن دير متكامل يمثل المرحلة الثالثة من عام 1984 وحتى 1996 وهو دير الوادى بقرية الوادى التى تبعد 6كم شمال طور سيناء وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن. ويعتبر تحفة معمارية فنية فريدة من الحجر الجيرى والرملى المشذّب تخطيطه مستطيل 92م طولاً 53م عرضاً يضم 96 حجرة على طابقين بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين الوافدين للدير للإقامة فترة لزيارة الأماكن المقدسة بالطور، ثم التوجه لدير سانت كاترين ويشمل الدير ثلاث كنائس ومعصرة زيتون ومطعمة وبئر ونظام دقيق للصرف الصحى وفرن لعمل الخبز وفرن مجاور للكنائس لعمل القربانة. ويتابع د. ريحان بأنه قد تم الكشف عن مدينة بيزنطية متكاملة بمنطقة تل محرض بوادى فيران بسيناء كشفت عنها بعثة آثار ألمانية تحت إشراف المنطقة فى عدة مواسم حفائر من 1984 وحتى 1995 تحوى أقدم كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين من القرن الرابع وحتى السادس الميلادى، واستمرت الأبرشية تؤدى دورها بعد بناء دير طور سيناء بتسعون عاماً والذى بنى ما بين 548 إلى 565 م ثم تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد قصة سانت كاترين الشهيرة. وتمثل وادى فيران مدرسة لطرز معمارية متنوعة تم عرضها بالبحث، كما كشف البحث عن الآثار المسيحية بطريق العائلة المقدسة بشمال سيناء وتشمل عدة محطات من رفح – الشيخ زويد- العريش – الفلوسيات – الفرما وتم عرض لثلاث طرز للكنائس بمنطقة أوستراسينى (الفلوسيات) المحطة الرابعة فى طريق الرحلة وكانت أوستراسينى منطقة عامرة وكان لها أسقف؛ وعندما أراد الإمبراطور جستنيان تحصين مناطق سيناء ضد غزو الفرس كانت أوستراسينى من بين المناطق التى أقيمت فيها الحصون فى القرن السادس الميلادى، ووصلت المبانى فى عهده إلى البحر وأصبحت المدينة مركزاً لكرسى دينى هام، وكذلك كنائس وأديرة الفرما والذى تشمل طرز متعددة منها الروتندا (الكنائس الدائرية) والبازيليكا التى تشمل جناح أوسط وجناحان جانبيان أقل حجماً مع وجود عناصر معمارية مميزة تشمل حجرات خاصة للمقدّسين المسيحيين داخل الكنائس وعنصر معمارى يطلق عليه آتريوم يحجب صالة الكنيسة عن ضوضاء الشارع ومخصص لإطعام الفقراء. وطالب الدكتور ريحان بإحياء طريق العائلة المقدسة بسيناء بترميم وتطوير هذه المواقع وفتحها للزيارة وكذلك التعاون بين وزارة الآثار والسياحة والإعلام ومحافظتى جنوب وشمال سيناء ومستثمرى سيناء بتنشيط السياحة الدينية بها وتهيئة الطرق المؤدية إليها وتأمينها، وإنشاء مراكز للحرف التراثية المرتبطة بهذه الطرق قديما والاستثمار فى مجال الآثار والثقافة كمادة للتنمية والترويج لهذه المواقع داخلياً وخارجياً وتنشيط السياحة الداخلية لها مع توفير منشئات فندقية لكل الشرائح لمزيد من رحلات الشباب لسيناء لتعزيز الانتماء وتأكيد الهوية المصرية الأصيلة، بالتعرف على الحضارة المصرية بكل صورها المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية.