لم يمر منتصف نهار الأمس إلا وقتل 4 شيعيين في مصر، من بينهم حسن شحاتة، الأب الروحي للشيعة؛ إثر الاعتداء عليهم من قبل أهالي قرية بمحافظة الجيزة، حين حاصر المئات من أهالي قرية “,”زاوية أبو مسلم“,” بالهرم بمحافظة الجيزة، من بينهم من يعتقد أنهم من التيار السلفي، منزلاً قالوا إن به حسن شحاتة، القيادي الشيعي المصري ومعه عدد من الشيعة. وبحسب شهود عيان من أهالي القرية، فإن حسن شحاتة ومن معه من الشيعة، كانوا يقيمون طقوسًا خاصة بمذهبهم الشيعي، وهو ما استفز أهالي القرية حينما علموا بذلك. وردد المحاصرون من أهالي القرية هتافات تطالب بقتلهم، ومن الهتافات “,”الشيعة كفرة“,”، “,”اقتلوه.. ادبحوه“,”، وخلال إخراج الشيعة من المنزل وضربهم، كان الأهالي يكبرون قائلين “,”الله أكبر“,”. قفز المتجمهرون داخل المنزل واعتدوا على القيادي الشيعي، وضربوه ضربًا مبرحاً في غياب تام للشرطة، وأحرقوا المنزل ليقتل 4، قبل أن تأتي الشرطة متأخرة وتنقذ الباقين. وقال القيادي الشيعي محمود جابر، في تصريحات خاصة ل“,”البوابة نيوز“,”: إن ما حدث من حصار الشيخ حسن شحاتة، وحرق المنزل الذي يوجد فيه عدد من الشيعة يتناسب تناسبًا طرديًّا مع ما طرحه الرئيس مرسي، والذي أخرج كافة الإرهابيين من السجون وشملهم بعفو عام، ليس فقط، ولكنه قلد العديد منهم مناصب تنفيذية عليا وتشريعية. وقال إنه لم تكن أجواء الاحتراب والاقتتال الإرهابي في سوريا بعيدة عن الأجواء المصرية والمواطنين المصريين، فقد قام اليوم عدد من أتباع السلفية التكفيريين بالهجوم على منزل الشيخ حسن شحاته الكائن بزاوية مسلم بنزلة السمان، ومحاصرته وسط انتشار أخبار باختطافه، ثم قامت هذه المجموعات بتسلق سور المنزل مدعين أنها حسينية، وأنها تقام فيها شعائر شيعية، ووسط الهجوم والاعتداء حدث مشاجرات نتيجة اعتداء هؤلاء الإرهابيين على منزل الشيخ، ونتيجة دفاع الأهالي والشباب من جانب آخر عن المنزل، كل ذلك تم في غياب شرطي تام. وأكد أنه بعد أكثر من ساعتين حضرت قوة من الشرطة، لا تكفي لفرض كردون أمني على المكان، وقد قام أحد المحامين المحبين للشيخ بالاتصال بوزارة الداخلية وإبلاغهم بما حصل كما اتصل بقيادة الجيش في منطقة الجيزة. وطالب جابر كافة وسائل الإعلام بفضح هؤلاء، ومطالبة الجهات القضائية والشرطية باتخاذ كافة التدابير التي تحمي مواطني مصر من مؤامرات الإرهابيين. فيما أكد القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي، أن الشيخ حسن شحاته، وهو عالم دين أزهري، تعرض للموت علي يد متشددين سلفيين على أساس وخلفية مذهبية؛ حيث يرون أن الشيعة هم أعداؤهم ويريدون إشعال حرب مذهبية في مصر بالوكالة، مع أن مصر ليس فيها ما يبرر وجود حالة مذهبية..!! وأضاف الهاشمي أن استمرار التهديدات ومحاصرة الشيعة المصريين من قبل السلفيين، يؤكد غياب دولة القانون، وأن مصر تحكم وتدار من قبل ميليشيات، وليس من قبل مؤسسات الدولة وليس أمام القانون. وأبدى الهاشمي تخوفه من وجود أنباء عن تقاعس الشرطة عن القيام بدورها المنوط بها، وهو حماية مواطني الدولة، وهو ما يهدد الاستقرار الاجتماعي لمصر، ويشيع حالة من الفزع عند باقي أطياف الشعب. القيادي الشيعي سالم الصباغ استنكر ما حدث، وقال إنه مؤشر خطير على الهاوية العميقة، التي ستنحدر إليها البلاد لو لم تتصد الدولة لمسئوليتها في حماية جميع مواطنيها. وقال إنه من المعروف أن الحرب المذهبية لا مجال لها في مصر، وأن الذي يدور هو اعتداء بالوكالة عن مشروعات الفتنة المذهبية التي تعم المنطقة العربية، وهو مشروع أمريكي صهيوني عربي لتفتيت العالم العربي إلى دويلات، وهذا المشروع محكوم عليه بالفشل بإذن الله. وأكد أن سمعة مصر أمام المنظمات الحقوقية العالمية في مجال حقوق الإنسان تم تدميرها بما جرى بالأمس. وفي حديث خاص ل“,”البوابة نيوز“,” قال الدكتور أحمد راسم النفيس إن ما يجري دليل على أن الدولة تقزمت تمامًا، والمجتمع قزّم نفسه بنفسه، فحين تراني في إحدى الفضائيات أتعرض للسب واللعن، وبعدها يأتوا بأبو الفتوح ليقدم لنا وصفاته وتحليلاته المريبة حول الدولة والمجتمع المصري، فهذا هو التقزيم. من جانبه قال جابر قاسم، وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية، إن ما حدث من مقتل أفراد الشيعة على يد بعض أفراد من السلف، والتمثيل بجثثهم أمر حرام شرعًا، ودليل أننا أصبحنا نعيش بلا دولة وفي غابة كبيرة بدون حاكم وقيادي. ونفى ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف “,”أحفاد الصحابة وآل البيت“,” علاقته بالحادث، رغم أن ائتلافه هو المتهم الأول، وقال إن قتل الشيعة الأربعة في زاوية أبو مسلم بالجيزة أمر مرفوض تمامًا واتهامي به محض افتراء. وأكد مراقبون وسياسيون أن الحادث جاء بعد حالة الشحن الزائد للقيادة السلفية في حملاتهم “,”هم العدو فاحذرهم“,”، واتخاذهم للتشيع كوسيلة لمنافسة الإخوان.