تحت شعار “,”جئنا معا ونرحل معا“,”، وفي تطورات سريعة للموقف السياسي بقطر وتنحي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واستقالة رئيس وزرائه حمد بن جاسم آل ثاني، عُقد اليوم الاثنين اجتماع حضره شخصيات من أهل الحل والعقد وشخصيات سياسية مقربة من الأسرة الحاكمة على خلفية عزم الشيخ حمد بن خليفة تسليم السلطة مبكرًا لابنه ولي العهد الشيخ تميم، لبحث رؤية شخصيات قطرية مطلعة عما يحدث داخل البيت القطري. وكانت هذه الرؤية للشخصيات القطرية على خلفية الانقلاب الذي حدث في قطر الشهر الماضي، حيث خرجت مظاهرات من مناطق الخور والرفنة والرويس والريان، تطالب برحيل الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم، وحدثت اشتباكات بين قوات الجيش و القوات الخاصة الأميرية، حيث وضعت قناة العربية خبرًا عاجلًا عن عملية انقلاب في قطر لمدة أربع دقائق، وتمت إزالة الخبر، وكذلك القناة السعودية أعلنت خبر الانقلاب على موقعها الإلكتروني، الذي ذكرت فيه أن هناك محاولة انقلاب في قطر يقودها اللواء “,”حمد بن علي العطية“,”، وكذلك حذفت الخبر بعد أربع دقائق. وخلال هذه الأحداث تم وقف حركة الطيران المدني ليلًا، ولم يسمح لأي طائرة بالهبوط لمدة ساعة ونصف الساعة، وكذلك قام الطيران الحربي بعمليات تفتيش على طول الكورنيش بمنطقة “,”الوحبة“,” القطرية وعلى المراكز الحيوية مثل وزارتي الداخلية والخارجية والبنك القطري المركزي، وكل هذه الأحداث مجتمعة ضد الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه، بالإضافة إلى رغبة الشيخة موزة بتسليم ولدها تميم الحكم ووالده على قيد الحياة. وأثارت تلك الأحداث مخاوف رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء، من أن يلجأ الشيخ تميم إلى إجراءات انتقامية تطال مصلحته ومصالح المقربين منه في حال تفرد تميم بالحكم ووقوعه تحت التأثير الكامل للشيخة موزة، خاصة أن تميم بمجرد تسلمه حقيبة وزارة الخارجية قام بإبعاد الكثير من الإخوان المسلمين الذين يشغلون مناصب في الخارجية القطرية. ويعتبر رئيس الوزراء حمد بن جاسم صاحب تأثير مباشر في السياسة القطرية منذ تسلمه مهام منصبه في 3 إبريل من عام 2007 ، حيث إنه خلال هذه الفترة القصيرة استطاع تكوين علاقات اقتصادية وسياسية مع النخب البريطانية، وكان معروفا عنه أنه ينفذ سياسات أمير البلاد، كما استطاع أن يحصل على الكثير من الأصول في لندن منها متاجر “,”هارودز“,”، وناطحة السحاب “,”شارد“,” إلى جانب حصص في أسواق سينسبري وسوق لندن للأوراق المالية، وخلال هذا العقد الذي قضاه رئيس الوزراء القطري أصبح من أثرى رجال العالم، وامتلك أغلى شقة بالعالم في لندن تقع في الهايد بارك وكثيرًا من الأصول المالية في لندن والولايات المتحدةالامريكية وباريس يذكر أن رئيس الوزراء القطري يقيم علاقات وطيدة مع الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتشددة، وله علاقات مع حماس وإسرائيل وأمريكا، وكان له دور كبير في انهيار العلاقات مع السعودية من خلال التسجيل الصوتي له و الذي قال فيه إن “,”النظام السعودي ساقط لا محالة على يدي قطر وأن قطر ستدخل يوما إلى القطيف والشرقية“,”، مضيفًا أن “,”الملك عبدالله مجرد واجهة، ولا أمل في الجيش السعودي لإحداث تغيير“,”، مؤكدًا “,”أن قطر تضرب المصالح السعودية اقتصاديا وسياسيا“,”، ولكن الشيخ تميم استطاع أن يعيد العلاقات مع السعودية. يُقال “,”كما تدين تدان“,”، فإن الشيخ تميم فعل ذلك مع أبيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مثلما فعل الثاني مع أبيه في عام 1995 وانقلب على الحكم. وبعد تسارع الأحداث السياسية في قطر، هل انتهى دور الحمدين؟ فلابد من إيجاد البديل ليبدأ مخطط جديد، وتبقى هذه الأمة في دوامة وصراع.