إن نبأ الحمل فى توأم قد يكون صادماً فى كثير من الأحيان، فوجود طفلين في وقت واحد يعد مسؤولية كبيرة، وإن كانت مثيرة فى الوقت نفسه، وهو بالنسبة للعديد من النساء أمر يدعو للكثير من القلق والتخوف أن تجد أسرتك وقد تضاعفت فى ظرف تسعة أشهر فقط! حتى وإن كان هذا الحمل ليس هو الأول بالنسبة لك، فإن كونك حامل فى توأم هو تجربة مختلفة تماماً، فإلى جانب الأعراض المعتادة للحمل، إلا أن هناك متطلبات إضافية يتحملها جسدك خلا هذا النوع من الحمل. فعلى الرغم من قصر فترة حمل التوائم من 40 أسبوعاً إلى 37 أسبوعاً فقط، إلا أن وزنك سوف يزداد خلال هذه الفترة بشكل كبير قد يصل إلى 25 كيلوجراماً، وإن اختلفت هذه القيمة من امرأة لأخرى تبعاً لطولها ووزنها الأصلي وصحتها العامة. أهم المضاعفات إن مضاعفات الحمل قد تحدث مع أي امرأة، على الرغم من ازدياد احتمالاتها في حالة الحمل في توائم، وذلك لأن جسم المرأة مجهز لحمل طفل واحد فى المرة، وبازدياد الأجنة يزداد الجهد المبذول من الجسم للاعتياد على الوضع الجديد والتعامل معه بشكل مناسب. هناك بعض الحالات التى قد تواجه الأم الحامل فى توائم خلال فترة حملها. الأنيميا: نقص نسبة الحديد فى الدم، ففى حالة الحمل بتوائم يزداد حدوث هذه الحالة بشكل خاص وذلك لأن المرأة الحامل فى توأم ، تتوزع كمية كبيرة من دمها على كل منهم بشكل متساوٍ تقريباً مما يتسبب في تراجع نسبة الحديد فيه، وهذه الحالة تستدعي تناول الأم الحامل للأغذية الغنية بالحديد، مع الاستعانة بالأدوية التي يصفها الطبيب والتي تحتوي على نسب مرتفعة من الحديد وحمض الفوليك. الوذمة(تورم الجسم): إن هذه الحالة تحدث نتيجة انحباس الماء داخل الجسم خلال فترة الحمل، وقد تزداد أثناء الحمل فى توائم، حيث تتورم القدمين والكفين، ويمكن معالجة تلك الحالة عن طريق رفع القدمين قليلاً أعلى من مستوى الجسم، مع الحرص على عدم الوقوف لفترات طويلة. سكر الحمل: في حالة الحمل في توائم، فإن غدة البنكرياس تفرز كميات أكثر من الإنسولين، وقد يقاوم الجسم هذا الوضع، مما يجعله محتفظاً بالسكر داخل الدم لفترات أطول مما يؤدي إلى هذه الحالة. قد يضطر الطبيب المتابع لحالة الأم في هذه الحالة من طلب بعض التحاليل، وفي حالة التأكد من وجود هذه الحالة لدى الأم الحامل، فمن الضروري إخضاعها لنظام غذائي صارم مع الحصول على حقن أنسولين بشكل منتظم طوال فترة الحمل. على الرغم من أن هذا النوع من السكر المصاحب للحمل، قد يختفي بشكل عجيب بمجرد ولادة التوأم، إلا أنه من الممكن أن تصاب الحامل بالسكر من النوع الثاني في بعض الحالات. تقييد نمو الجنين داخل الرحم: وتحدث تلك الحالة عندما لا ينمو أحد الأجنة التوأم بنفس القدر الذي ينمو به الآخر، مما يتسبب في فرق كبير في الوزن بين الأجنة، وإذا ما زاد الفرق في الوزن عن 20%، فإن الجنين الأصغر يعتبر مصاباً بحالة من تقييد النمو، في هذه الحالة، لا بد من متابعة الحالة بدقة من خلال الموجات الفوق صوتية. تسمم الحمل: وهي حالة ارتفاع ضغط الدم الشديد أثناء الحمل، وتحدث بشكل أكبر في حالة الحمل في توائم، في هذه الحالة يتابع الطبيب ضغط دم الأم الحامل، مع متابعة تحاليل البول للكشف عن نسب البروتين فيه، أي نوع من التورم بالجسم، غالباً مع الراحة المستمرة في الفراش يمكن التحكم في هذه الحالة، وإلا فإن الطبيب المتابع لحالة الأم مضطر لوصف بعض الادوية للعلاج. الولادة المبتسرة: إذا بدأت عملية الولادة مبكراً قبل موعدها المتعارف عليه (36 أسبوع في حالة التوائم)، أو ظهرت بعض علامات الولادة مبكراً أيضاً، فإننا نسمي هذه الحالة بالولادة المبتسرة، في هذه الحالة عادة يتم التقيد بالراحة المتواصلة في الفراش للأم الحامل، ومن أهم أعراض هذه الحالة: (ألم أسفل الظهر، تقلصات، نزيف دموي، تمزق الأغشية المبكر]تمزق كيس الماء حول الجنين كما في الولادة الطبيعية[، إفرازات مهبلية كثيفة، إنقباضات). إن احتمالات تعرض الحامل بتوائم لهذا النوع من الولادة المبكرة أكبر بكثير من تعرض الحامل في طفل واحد لها. الحموضة: نتيجة للضغط الشديد على المرئ أثناء الحمل، فإن الحامل تتعرض لحالات شديدة من عسر الهضم، وقد يصف لها الطبيب المتابع للحالة بعض الأدوية المساعدة مع مراعاة النوم والجزء العلوي من الجسم مرتفع قليلاً، وهو وضع لا يحمل الكثير من الراحة في الواقع.