سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يحذرون من مخاطر حرب أمريكية محتملة على التنظيمات الجهادية في ليبيا.. الولايات المتحدة وفرنسا تسعيان لإحداث فوضى وزعزعة استقرار المنطقة.. ومطالب بحل عربي لمواجهة الإرهاب
تخوفات إقليمية تنتشر من فوضى تفوق تلك التي خلفها الربيع العربي من حرب أمريكية متوقعة ضد التنظيمات الجهادية في ليبيا، فهناك نية مبيتة لدى واشنطن لتوجيه ضربات عسكرية ضد معاقل التنظيمات الجهادية التي توالي تنظيم القاعدة أمر له مخاطرة على دول الجوار، حيث أتاحت ثورات الربيع العربي الرعاية الكاملة لهذه التنظيمات كي تعيد ترتيب أوراقها وتبحث عن استراتيجيات جديدة في المنطقة في ظل غياب الأمن ووفرة المال والسلاح. فالدولة المستهدفة أضحت مركزًا دوليًّا مهمًّا للتنظيمات الجهادية قاطبة فبعد رحيل القذافي وسقوط مؤسسات الدولة لا سيما الأمنية وضعت القاعدة يدها على كل مخازن السلاح التي خلفها النظام، إضافة إلى الدعم القطري التركي غير المحدود لهذه التنظيمات التي فرضت نفوذها على كامل الأراضي الليبية بل وفرت الدعم لشقيقاتها بدول الجوار في تونسوالجزائر وحتى الجماعات الإرهابية في سيناء. وأعلنت أول إمارة مستقلة لها في درنة بشرق ليبيا. كذلك تتقاسم فرنسا مع أمريكا الدور وأعلن وزير الدفاع الفرنسي عزم بلاده نشر 3 آلاف جندي في المثلث الحدودي بين ماليوالجزائر وليبيا وبالتحديد على مقربة من الجنوب الليبي (وكر الأفاعي أو المنطقة الرمادية) كما يحلو لباريس أن تسميها الحرب لن تكون محدوده كما تدعي واشنطن التي وفرت الدعم الكافي لهذه الجماعات بل مارست ضغوط على الدول العربية لنصرة هذه الجماعات فنمت وتشعبت خلاياها في تونسوالجزائروموريتانيا وتوحشت في ليبيا، والآن قررت واشنطن توجيه ضرب عسكرية للجماعات التكفيرية وصفتها بالمحدودة في حين أنها سوف تشعل المنطقة بأكملها، فما تدعيات الضربة العسكرية المحتملة على أمن دول الشمال الإفريقي؟ ولما لا يسمح للدول العربية بممارسة هذه المهمة بدلا من أمريكا في إطار اتفاقية مكافحة الإرهاب وتحت مظلة الجامعة العربية؟ الجزائر حذرت أجهزة الأمن الجزائرية من الضربة الأمريكية المحتملة، وأكدت سقوط دول شمال إفريقيا في فوضى عارمة تفوق تلك التي خلفها الربيع العربي في ليبيا وتونس واليمن، وقال الأمن الجزائري إن الحرب الجديدة على ليبيا ستكون أكبر من حرب الناتو على نظام القذافي عام 2011، وستتسع رقعتها لتشمل تونسوالجزائر. فتونس شهدت عودة مئات المقاتلين من سوريا والذين استقروا بجبال الشعانبي الذي تتخذه الجماعات الإرهابية مقرا لها على مقربة من الحدود الليبية كما تمركز تنظيمات جهادية في جبال الدخان بالجزائر لن تقف هذه الجماعات مكتوفة الأيدي أثناء الحرب على ليبيا. كما أن فرنسا ستتدخل هي الأخرى بعد عزمها نشر 3000 جندي في المثلث الحدودي بين الجزائرومالي وليبيا حيث تعسكر القاعدة في جنوب سبها إضافة إلى التنظيمات الجهادية التي تنشط بمنطقة الساحل الإفريقي وهو الشريط الممتد من موريتانيا إلى شرق السودان وامتدادا حتى جيبوتي ويشمل ماليوالنيجروالجنوبالجزائريوالجنوب الليبي وشمال نيجيريا وشمال بوركينافاسو والتشاد وحتى شمال الكاميرون. الجزائر رفضت مطلقا أن تستخدم أمريكا أي قواعد على أراضيها لضرب القاعدة بجنوب ليبيا لأنها تدرك حجم الخسائر المتوقعة على هذه الخطوة فالحرب قد تطول والفوضى هي ثمرة هذه الحرب لا ريب في حين وافقت تونس أن تستخدم فرنساوأمريكا قاعدتها الجنوبية في محاربة التنظيمات الجهادية. فأوربا التي تخشى أفغانستان جديدًا على حدودها الجنوبية وهي المخاوف التي حملت فرنسا على إعادة ترتيب وجودها العسكري بإفريقيا لمحاربة تنظيمات القاعدة في تونس وليبيا والجزائر كالتالي 1000 جندي بقاعدة (جاو) شمال مالي مزودين بطوفات تيجر المقاتلة وتغطي هذه القاعدة الحدود الليبية الجزائريةوجنوبالجزائر. قاعدة (إنجامينا) بتشاد ويوجد بها 1200 جندي مزودة بطائرات رافال وميراج 2000 وطائرات التزويد بالوقود تقدم الغطاء الجوي للقوات الفرنسية في مدينة فايالا رجو التشادية القريبية من الحدود الليبية التشادية لمواجهة القاعدة في ليبيا. إضافة إلى قاعدة واجادوجو ببوركينافسو وهي جاهزة على التحرك في أي لحظة مزودة بتقنيات عسكرية وأسلحة متطورة قادرة على اختصار المسافة والزمن فيما ستشكل نيامي عاصمة النيجر قاعدة استخبارتية لجمع المعلومات ورسم الخرائط وتحديد مواقع الجهاديين مزودة بطائرات استطلاع بدون طيار من طراز ريبر وهارفنج الأمريكية. فوضى عارمة تحضير أمريكا لضربة عسكرية للتنظيمات الجهادية في ليبيا والتي تستغل الفوضى الأمنية لتعزيز سيطرتها على الدولة سيؤدى إلى نشاط القاعدة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة واستهداف الأنظمة السياسية المتعاونة مع واشنطن لا سيما في تونس البلد الذين يعاني صراعات داخلية عديدة منذ اندلاع ثورة الياسمين عام 2011 وسقوط نظام زين العابدين بن على ما يعني أن الفوضى ستنتقل من ليبيا إلى تونس الذي يشهد نشاطا كبيرا لتنظيم القاعدة بعد عودة المجاهدين من سوريا إلى جبل الشعانبي فالقاعدة متنتشرة في بلاد المغرب العربي ستنتفض لنصرة مجاهدي ليبيا لا سيما بعد أن أقسم مختار بلمختار الإرهابي الجزائري بقسم الولاء لايمن الظاهري وتعاهدا على الجهاد حتى قيام دولة الخلافة الإسلامية من موريتانيا حتى القاهرة وتحرير القدس. ويقول محمد أبوراس خبير بالشئون الليبية أن الحرب الأمريكية على القاعدة لن تكون قبل ستة أشهر من الآن، وذلك مع نهاية مدة الحكومة الليبية الجديدة والتي تهدف إلى مد التنظيمات الجهادية بالمال والسلاح في دول المغرب العربي حتى تتمكن من الاستمرار في الحرب أمام أمريكا أكبر وقت ممكن. فأمريكا تضمن عدم وجود خسائر بشرية بين جنودها فحربها بالطائرات بدون طيار وبأسلحة تكنولوجية متطورة قادرة على إصابة أهدافها من خارج الأراضي الليبية وما كانت حرب الناتو على ليبيا إلا لاختبار الأسلحة النوعية الجديدة لترسانة السلاح الغربي والقادرة على اختصار المسافة والزمن. فواشنطن تستخدم القاعدة لتحقيق أهدافها والمتمثلة في استبدال معسكرات القاعدة بليبيا بمعسكرات غربية يسبق ذلك فوضى عارمة تضرب المنطقة نتيجة اتساع دائرة الحرب وكانها مرحلة إستراتيجية من مراحل مشروع الشرق الأوسط الجديد. فحتى عملية سرفال التي قامت بها فرنسا ضد القاعدة بشمال مالي لم تنه على التنظيم فالقاعدة لاتزال موجودة بجبال إيفوجاس ولديها مخزون كبير من السلاح وقادرة على الحرب إذن منطقة المغرب العربي ستشتعل من ليبيا إلى تونسوالجزائروموريتانياومالي، وقد يكون للأمر تداعيات على الأمن المصري قد تتحرك جماعات إرهابية من الشرق الليبي إلى القاهرة لاستهداف مصالح أمريكية وإحداث خلخلة سياسية بمصر، فالغاية الأمريكية من ضرب القاعدة في ليبيا ليست بريئة. حل عربي ويضيف محمد أبو رأس أن المخطط الأمريكي واضح بدء بتقديم الدعم للقاعدة حتى قوت وتغولت وغرست مخالبها في قلب ليبيا، والآن يمهد إعلاميا لتهيئة الرأي العام المتعطش للديمقراطية كطوق نجاة من الكارثة "التنظيمات الإرهابية" التي يغفل المواطن البسيط أنها صناعة غربية لتمرير مشروعها. ويوضح أنه لابد من تعاون عربي للحيلولة دون أهداف أمريكا غير الأخلاقية والتي ترمي إلى إحداث الفوضى عبر أخطر أدواتها وهو الإرهاب الأسود. هناك اتفاقية عربية لمكافحة الإرهاب يجب تفعيلها وتشكيل قوات عربية لمكافحة الإرهاب من خلال تدريب قوات عمليات خاصة ليبية هناك ملايين الليبيين بالخارج وهناك القوات الليبية التي كانت أيام القذافي وهناك أطراف سياسية داخل ليبيا ترغب في إعادة بناء الدولة والقضاء على الإرهاب بعيدا عن التدخل الغربي قوات ونيس أبوخماده أو قوات الصاعقة ببنغازي تدعم بقوات عربية من السعودية ومصر وتونسوالجزائر وحتى قوات الاتحاد الإفريقي. وإذا كان الغرب حسن النية ولا يريد الخراب وعدم الاستقرار للمنطقة فبإمكانه تقديم الدعم اللوجستي لهذه القوات لماذا ترفض أمريكا إعطاء الجزائر طائرات استطلاعية بدون طيار؟ ولماذا لا تبيع لمصر طائرات بدون طيار؟ ولماذا تدافع عن الجماعات الإرهابية التي تعمل ضد أمن الشعب المصري؟ المخطط واضح ولابد من يقظة عربية. لأنه دائمًا التدخل الغربي المباشر وغير المباشر له التأثير السلبي القاتل على استقرار الدول العربية.